فزعة الشباب للعريس ووقوفهم بجواره وخدمته تعد من اجمل العادات الشبابية، وعلى الرغم من عادات الزواج وتباينها من منطقة إلى أخرى تبقى لكل منطقة تقاليدها وأعرافها وتميّزها، ففي منطقة الباحة تبدأ رحلة الزواج كغيرها من المناطق بالخطبة، حيث يتوجه كبير العائلة، الأب أو الجد أو الأخ الأكبر، وفق ما يقتضيه الحال، إلى بيت والد الفتاة التي يقع عليها اختيار الأسرة، وغالبًا ما تكون معه مجموعة من المعارف ذوي المكانة الاجتماعية المرموقة أو المعروفين برجاحة العقل وفصاحة اللسان وحسب ما تقرّه الشريعة الإسلامية يؤخذ رأي العروسين غالبًا، وفي حالة موافقة الأطراف تبدأ خطوات الاتفاق على المهر وتحديد موعد الزفاف ومن ثم تستعد الأسرتان لحفلات الزواج. ومع حلول يوم الزفاف، تقام الولائم وتتشكل لوحة اجتماعية رائعة يشارك في إعدادها كل شباب ورجال ونساء وفتيات وصبيان القرية لكل فئة دور محدود، وتتجلّى في هذا اليوم صور المشاركة الوجدانية وتتجسد صور التعاون والتكاتف الاجتماعي، فالكل يقدم خدماته بصفة تطوعية للضيوف وللزوار حيث يتعطر المكان والزمان برائحة ما لذّ وطاب وكثرة من الأطعمة والمشروبات الباردة والساخنة وأنواع الفواكه. ترتيب العشاء فهد الزهراني يقول: دائما يكون لشباب القرية تواجد منذ العصر من اجل ترتيب مائدة العشاء وتنظيمها ويكون بالتعاون بين ابناء القرية فأهل العريس مشغولون باستقبال الضيوف، ويشاركه الرأي خميس الزهراني الذي يجد المتعة في الحضور من اجل التعاون مع اهل العريس والتطوع في ذلك فهي خدمة لا ينساها اهل العريس لاننا نقف معهم في اصعب المواقف وهذا واجب على كل ابناء القرية في خدمة العريس واهله وهذه ميزة موجودة في المجتمع الريفي حيث يتواجدون مبكرا من اجل تقديم اي خدمة في هذا اليوم الذي يعتبر هو يوم للجميع في العمل التطوعي، وتنقسم ساحة الاحتفال إلى قسمين أحدهما مساحة فسيحة للرجال وثانيهما بالداخل للنساء حيث تنطلق الزغاريد وأصوات الطبول وعبارات التهنئة وتحيط النساء بالعروس التي تزف عادة إلى بيت العريس بعد صلاة العصر، وهن يؤدين اللعب والأهازيج وأخريات يتبادلن التهاني في جو أسري بديع تظلله الفرحة والبهجة، فيما يتم استقبال الرجال في قسم الرجال بالترحيب ويتسابق الكل لخدمتهم. رقصات شعبية تبدأ الرقصات الشعبية مكونة لوحات فلكلورية جميلة، فيصطف الرجال ملوّحين بالسيوف اللامعة والجنبيات، وتتخلل الرقصات مقاطع من الشعر الشعبي، يقول سعد احمد الغامدي: إن لكل منطقة عاداتها وتقاليدها العريقة التي يحافظون عليها ويتمسكون بها ويتناقلونها من جيل إلى آخر، فيتعارفون ويتمايزون بها، ومن تلك العادات طقوس الزواج ومراسمه التي تتم بدءا بالخطوبة «المصاهرة» وانتهاء بليلة الدخلة «يوم الزفاف»، ومع اختلاف عادات الزواج إلا أن الفرح يبقى هو السائد بين أهل العروسين. وعن زواج الماضي يتذكر العم ضيف الله الزهراني، أنه كان ميسّرا وسهلا للغاية بعكس ما نراه الآن من تكاليف باهظة وإسراف، فالزواج قد كان عبارة عن مشاركة بسيطة من الاقارب وأهل القرية، وكان الفرح أكبر من كل شيء، حيث نؤدي العرضة واستقبال الضيوف على مدى أيام ابتهاجا بالزواج. بساطة وعفوية ومن العادات المتوارثة عند أهالي منطقة الباحة أن الزواج ينتهي بعد العشاء مباشرة سواء للرجال أو النساء، ويبدأ من بعد صلاة العصر. وهذه الميزة ما زال الكثير من أبناء المنطقة يحافظون عليها ماضيا وحاضرا، حيث تتميّز عادات الزواج في المنطقة بالبساطة والعفوية بالرغم من التطور السريع الذي تشهده مناحي الحياة المختلفة، فالزواج يبدأ من بعد صلاة العصر ويتجهز أهل العريس وأقاربه وجماعته في استقبال الضيوف وأهل العروس، ويختلف استقبالهم حسب جو العرضة الجنوبية، فقد يكون هناك استقبال بأداء العرضة وطوابير تمشي من الرجال ورفع القصائد بالتراحيب للضيوف، وقد يكون الاستقبال مقتصرا على إقامة صف طويل ويكون في مقدمة الصف العريس واعيان القرية ومن ثم يتوجه الضيوف الى مجلس الضيافة ثم يتناولون وجبة خفيفة تسمى «اللطف» مكونة من سمن وموز وعسل وخبز بلدي وتمر، وتشرب القهوة.