✒ لاحت أنوار الحج بتدبير ربِّها ، و أضاءت في البلاد بروق خَيْرها ، وشاهدْتُ مكة كعروسٍ وسط ضُيوفها، فإذا بياض الحجيج يزيد من حُسْنها، وتجتمع زينة المكان بقُدْسيّتها، وما أن أشرقت عشر الحجّ والعبادة ، حتى تسابق أهل مكة على الوفود بالرّحابة، وبإطلالة باسمة ويجزيهم الله خير إثابة، ياله من موسم ديني عظيم ، ومؤتمر ثقافي وتكريم، بل لوحة فنية يزهو بها الإنسان ، ويُبْحِر فيها العلم ويتنافس البيان ، والإعلام يتسارع بنقلها إلى كل اللغات ، ويُبْرز صورة الإنسانية والتضحيات ، فهذه السعودية حاضنة الحضارات . وصف فاق كل التوقعات ، وحرّك بداخلي العزم ، لوصف موسم الحج في عهد ملك الحزم. فالحاء حُسْنٌ زاهيٌ يتلألأ بياضاً ، ويتوهّجُ نوراً وسلاماً ، فينبعث من الأرواح حبّاً وَ وِئاما ، والجيم جمال روحي يتصاعد للسماء عاليا ، والحاج يُلبّي لبيك ربي جئتك خاليا ، تلبية شوق ولهف للقاء الفرد الصمد ، الواحد الأحد. قصة الجمال من بيت الله الحرام لمِنى وعرفات ، حيث الوقفة العظمى وأيام التشريق، والحجيج سواسية أمام ربهم دون تفريق ، فتتوالى صاعدة التكبيرات ، وتختلط دموع الفرح بتحقيق الأمنيات ، وتستمر تراتيل الذكر والحمد و التهليلات. ولا تكتمل قصة الحج إلا بأبطال الميدان ، فتنافس المتنافسون فداء للأوطان ، تطوعا وإيثارا ببسمة ساحرة تُجْلي الهموم والأحزان، وشكّلوا المنظومة الحكومية والدرع الحصين ، في سبيل رعاية الحجاج والمعتمرين. أي جمال نحاكيه وقد تناغم الحسّ الوطني في هؤلاء المتطوعين مع رجال الأمن والصحة والنقل وإدارة الحشود ، وتصعيد الأمم وتوجيه الوفود ، بكل وسائل الجودة والتقنية ومهارة النقل والتغطية ، لتصل الصورة الإعلامية لكافة البشرية ، ووسامها الفخري الرؤية السعودية. وعلا بارزاً من فوق هامات جبال مكة صورة الضوء الفني الإبداعي ، في رسم لوحة الحج التشكيلي ، فشعشعت ألوانها بروح الطهارة الإيماني ، لتتوق النفس عندها للقاء الله القدير العلي، في هذا البلد العظيم المكي ، ونداء المولى السماوي( هؤلاء عبادي أتوني شُعْثاً غُبْرًا أشهدكم أني قد غفرت لهم) هذا والله هو سرّ جمال لغة الحج وجوهر نُسكِه الديني، (الله أكبر تكبيرا كثيرا) ترجمان الحب الحقيقي، الله أكبر نزداد بها يقيناً، غرّدت بها مكة والميادين، الله أكبر مالاح برق ورعد، وما سرى الغيم فوق وادينا ، الله أكبر ماطاف حاج واعتمر، وبالبيت الحرام ملبينا،الله أكبر ماجال الفكر والنظر،في وفودٍ من كل فجٍّ مُشْرِقينا،الله أكبر يا بلاد النور دُمْتي، قبلة الاسلام ومهبط المرسلين.