عامًا بعد عام تؤكد قيادة هذا الوطن بأن موسم الحج يأتي في مقدمة القضايا التي تعنى بها سواء من خلال مشاريع التنمية أو التطوير أو الابتكار والإبداع، وهذا ما أكده لنا (هاكاثون الحج) والذي شكَّل أكبر تجمع بشري للمطورين التقنيين والمبرمجين في العالم، فقد بلغ عدد المشاركين أكثر من 2590 مبرمجاً من أبناء المملكة ومن كل أنحاء العالم والذين حرصوا على المشاركة لابتكار الحلول الذكية والأفكار الجديدة والابتكارات التي يمكن أن تيسر على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم مما ساهم في جعل موسوعة جينيس للأرقام القياسية تقوم بتوثيق هذا الحدث التاريخي والذي استطاع كسر الرقم القياسي كأكبر عدد من المشاركين لمثل هذه المسابقة في العالم، كما حصدت تلك المسابقة اهتمام العديدين حول العالم ومنهم رئيس التحكيم في هاكاثون الحج ستيف وزنياك الشريك المؤسس لشركة أبل- والتي أعلن مؤخراً وصول قيمتها إلى تريليون دولار- والذي وافق لأن يكون سفير السعودية للبوابة التقنية السعودية، كما قامت عدة جهات بتقديم العديد من الجوائز والاستثمارات بعشرات الملايين للمشاريع المتميزة في المسابقة. لدى شباب هذا الوطن طموح لا حدود له وعندما تتاح لهم الفرصة وتنظم لهم الفعاليات لإبراز قدراتهم ومهاراتهم نجد إبداعاتهم تسطر أعظم الملاحم وتحصد كبرى الجوائز، وهذا ماحدث مؤخراً في هاكاثون الحج عندما حصد تطبيق «ترجمان» والمكون من 4 فتيات سعوديات على المركز الأول وجائزة قدرها مليون ريال وما هذا إلا امتداد للنجاح والتفوق المتصاعد لمسيرة تمكين المرأة السعودية، ويقوم تطبيق «ترجمان» الفائز بالجائزة الأولى على الترجمة الفورية لعدد من الإشارات واللوحات الإرشادية في مكة والمشاعر دون الحاجة إلى إنترنت. قيام مثل هذه المسابقة في مثل هذا الوقت ولمثل هذا الموضوع وتجاوب الجمهور معها من كل أنحاء العالم لتحصد هذا الرقم القياسي والذي يرصد من خلال موسوعة جينيس خطوة مميزة تؤكد بأن المملكة ستبقى المركز الرئيسي لخدمة الحجيج وتطويرالحج وجميع ما يشمله من خدمات متنوعة كما إنها خطوة جديدة تفتح من خلالها الأبواب لجميع المفكرين والمبدعين من كل أنحاء العالم لتقديم أفكارهم وبرامجهم لتطوير خدمات الحج. في الماضي كان المسؤول هو الذي يبحث عن الحل ويسعى لتقديم الاقتراح ويفكر في التطوير أما اليوم فإننا نجد بأن الوضع اختلف فها هو الجيل بشكل عام والمبدعون والمبرمجون والمبتكرون بشكل خاص يحرصون على المساهمة في تطويرالوطن وتنميته ويشاركون مع قرنائهم من كل أنحاء العالم من أجل تقديم أفضل الخدمات والبرامج لضيوف بيت الله الحرام لتقديم خدمات إبداعية ذكية وليغيروا مفهوم الخدمات التقليدي والذي كان يقدم لحجاج بيت الله الحرام ليشعر الحاج بأنه يخوض تجربة حديثة تتمتع بخدمات مميزة تشهد تطويراً حديثاً عاماً بعد عام.