أسفت كثيرا أن يمر علينا يوم عالمي للمعاقين قبل أيام ،ولا نلتفت إليه كثيرا ،ولا نعطيه الاهتمام الكافي به،وكأن مجتمعنا يخلو من شريحة ،كان قدرها "الإعاقة "،والإعاقة الجسدية فقط ،لأن كثيرين منهم يمتلكون من العطاء والإبداع والتفكير ،مالا يملكه كثير من الأصحاء ،بل لا أبالغ إن قلت أن هناك أصحاء بيننا ،ولكنهم معوقون !! ،نراهم وهم فوق كراسيهم ،وفي مكاتبهم ،وفي مدارسهم ،وفي مصانعهم ،ينعمون بأجساد صحيحة ،وحواسهم كلها مكتملة ،ولكن لهم عقول معاقة ،متخمة بالكسل، والغباء ،والرغبة في العيش على هامش الحياة ،وليتهم إن لم يعملوا يدعون غيرهم يعمل ،وأنا أعيش ذكرى يوم المعاق العالمي ،وقد مر مرور الكرام ،أقول إن أكثر ما يؤلمني حينما أرى أن مرافقنا الحكومية الخدمية ،وغير الحكومية ،كالمكتبات العامة ،والأندية الرياضية ،ومعظم الأسواق والمحال والكثير من الأماكن العامة ، لا تأخذ في خططها ،أن توفر للمعاق بعضا من الخدمات التي يمكنها أن تجعله يشعر بإحساس وجوده كإنسان داخل مجتمعه ،فكثيرا من الخدمات التي يحتاج إليها كالمواقف الخاصة ،صالات الاستراحة اللائقة بظروفهم ،مزالق الصعود التي تسهل صعود بعربات أو غيرها ،أو وجود مصاعد خاصة بهم،أو وجود موظفين مخصصين لمساعدة المعاقين عندما يراجعون الدوائر الحكومية،أغلب تلك الخدمات الضرورية شبه مفقودة ،حتى المواقف الخاصة بسيارات المعاقين ،نجدها على قلتها ،تسلب من قبل الأصحاء عندما يستعملونها ،سبب كتابتي هذه ،وأنا أقف أمام باب المكتبة العامة في محافظتي ،حينما نظرت إلى مدخلها ، فلم أجد ما يشير إلى وجود "مزلق" لعربة الشخص المعاق ليسهل دخوله عندما يريد دخول المكتبة !! هم لايحتاجون إلى الشفقة ،بقدر حاجتهم إلى وجود خدمات تتناسب مع ظروفهم ليبدعوا ،ويتمكنوا من خدمة أنفسهم بأنفسهم ،ومن ثم خدمة مجتمعهم ،قبل أن أودعكم أدعوكم إلى تذكر أشخاص ،قيل أنهم عانوا الإعاقة، لكنهم عاشوا حياة كلها عطاء ،وإيداع ،ولم يركنوا إلى زاوية ،ليندبوا حظهم ،ويبكوا قدرهم ،فالعمي لم يعوق الشيخ ابن باز رحمه الله من أن يطلب العلم ليملأ الدنيا بعلمه،ولم يوقف ذهاب بصر طه حسين من أن يكون عميدا للأدب العربي ،والرئيس الأمريكي روزفلت كان يحكم أقوى دولة في العالم في أشد مرحلة مر بها العالم مع حرب عالمية ،رغم أنه مقعد،وقاد الحلفاء للنصر ،وعطاء بن أبي رباح رضي الله عنه ،كان علامة زمانه ،رغم عرجه وشلله ،وهيلين كيلر الفتاة الأمريكية، تحدت العمى والصمم وعدم الكلام، فكانت معجزة التحدي لآلام الإعاقة وغيرهم كثير،المهم الإرادة . [email protected]