«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذوو الاحتياجات الخاصة .. مؤهلون رغم الإعاقة

يوما بعد يوم، يثبت المعوقون على اختلاف درجة ونوعية إعاقتهم، أنهم قادرون عل العمل متى ما حصلوا على حقوقم الغائبة كاملة، كحقهم في الحصول على وظائف تناسب إعاقتهم ومؤهلاتهم العلمية، وحقهم في الرعاية الصحية، وكذا حصولهم على امتيازات خاصة تسهل تنقلاتهم، وتمكينهم من الحصول على تلك الوظائف بدون معوقات وتغيير نظرة المجتمع القاصرة نحوهم، مؤكدين أن المعوقات التي تعترض سبيلهم تزيد في معاناتهم وإحباطهم وعزلتهم عن المجتمع، طالما أدى غياب ثقافة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة إلى هضم حقوقهم، مما يتطلب تكثيف الوعي بأهمية هذه الشرائح ومراعاة أوضاعهم الاجتماعية، وأن تضطلع كل جهة بدورها في خدمة المعوقين. وطالبوا بضرورة تحديد حد أدني لأجور المعوقين، بحسب مؤهلاتهم، وطبيعة أعمالهم، مع مراعاة أوضاعهم الاجتماعية، وصرف بدلاتهم كاملة وفق الأنظمة المعمول بها في وزارة العمل، وتحديد ساعات العمل اليومية للمعوق، وإلزام القطاع الخاص بدفع علاوة سنوية مستمرة لهم، وضرورة منحهم تأمينا طبيا لهم ولجميع أفراد أسرهم.
اتفاقية دولية
وكانت اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة قد شكلت ثمرة كبيرة لجهود الحكومات والمجتمع المدني العالمي والوطني، ففي 13 كانون الأول ديسمبر 2006 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الاتفاقية وبروتوكولها الاختياري وفتح باب توقيعهما في 2007 شهر مارس، حيث وقعت 81 دولة بينها دول عربية ومنها المملكة، والتي تتلخص في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومن ضمن هذه الحقوق إيجاد فرص عمل مناسبة، فالبحث عن عمل مشكلة تؤرق جميع المعاقين بما فيهم الحاصلون على درجات علمية عالية لاسيما في ظل افتقاد بعض المسؤولين عن التوظيف في القطاعين الحكومي والأهلي للوعي بقدرات المعاق وحماسه للعمل، وهكذا يبقى المعاق طاقة معطلة بسبب انعدام هذا الوعي.
نماذج مضيئة
هنا مجموعة من المعوقين يروون معانتهم في الحصول على حقوقهم في العمل والرعاية، وتغيير نظرة المجتمع الظالمة نحوهم، مستصحبين آراء مجموعة من المسؤولين في مختلف الجهات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة.
تركي الحلبي من جدة أحد النماذج العصامية للمعوقين بشلل الأطفال بعد الولادة، يقول رغم أني عشت طفولة حرمت فيها من الحركة على قدمي، إلا أنني لم أستسلم يوما للإعاقة حيث أكملت دراستي حتى المرحلة الثانوية ودبلوم برمجة حاسب آلي من أجل الحصول على وظيفة تناسب مؤهلاتي.
عبد الله الغامدي وسلطان الجعفري رغم إعاقتهما بالصمم والبكم، إلا أنهما واصلا دراستهما حتى الثانوية العامة ويسعيان بكل عزيمة وإصرار للحصول على وظيفة في شركات القطاع الخاص.
يبحث عن عروس
ورغم إعاقة سعد عائض العتيبي في شقه الأيمن، إلا أنه يتمتع بتفاؤل كبير وإصرار لا حدود له، مشيرا بيديه أنه يريد الزواج، لكنه لا بد أن يبحث أولا عن وظيفة ومن ثم الزواج، فمنذ عام التحق بدورة تدريبية في مجال الاتصالات الإدارية في مستشفى القوات المسلحة في الشمالية الغربية استمرت قرابة عشرة أشهر، وتخرج منها بتقدير ممتاز، معتقدا أن ذلك سيساهم في حصوله سريعا على وظيفة في ذات المجال، إلا أنه اصطدم بتنكر بعض أفراد المجتمع لقدرات وإمكانات ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث توجه لعدد من القطاعات الحكومية والخاصة بحثا عن وظيفة تؤمن مستقبله، وتساعده في مواجهة تحديات الحياة اليومية المتزايدة، إلا أن قطار العمر يمر دون أن يتحقق حلمه، مطالبا بضرورة منحهم الأولوية في التوظيف وبرامج الدعم التي تقدمها الدولة لأبناء الوطن تقديرا لظروفهم.
وأشار مؤيد أحمد، معاق حركيا بسبب حادث مروري، إلى أن هنالك بعض المعوقات التي يواجهها المعاق وتصيبه بالإحباط وتشعره أيضا بأنه ليس من هذا المجتمع ( ما أواجهه أنا ويشعرني بالإحباط كلمة معاق، فحينما توجهت لمراجعة إحدى الدوائر الحكومية، مستندا على عصاي، بدأت المشكلة في عدم توفر مواقف لسيارات المعاقين وبعد معاناة دخلت الإدارة مستفسرا عن بعض الإجراءات، غير أن الموظف أشار علي بالذهاب إلى قسم المعوقين، فشعرت بالإحباط من هذه الكلمة ولكنني سرعان ما تناسيت الموضوع.
ويروي أحمد الزهراني الذي يعاني من الصرع منذ أكثر من 10 سنوات، وأب لطفل: أعمل في إحدى الشركات على وظيفة إدارية، براتب يصل إلى 3466
ريالا، ومنذ خمس سنوات وراتبي مازال على حاله دون زيادة الأمر الذي أصابني بالإحباط ودفعني للبحث عن شركة أخرى.
ويؤكد علي خضر ولي أمر أحد المعوقين سمعيا أن بعض المعاقين سمعيا يمتلكون مهارات عالية في مجالات عديدة مثل الحاسب الآلي والأعمال الإدارية، إلا أنهم لم يحظوا بفرص وظيفية في القطاعين الحكومي والخاص، فيما هناك إعاقات تحتاج إلى دعم حقيقي كالتخلف العقلي والتوحد وإعاقة الصلب المشقوق، مؤكدا على ضرورة توفير الرعاية لهذه الشريحة وتمكينهم من الحصول على وظائف تساعدهم على تأمين مستقبلهم.
النظرة لن تتغير
يعتقد نايف الحارثي معلم من ذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة حطين المتوسطة في الطائف أن نظرة المجتمع لهم لن تتغير فكثير من أفراد المجتمع أو حتى المسؤولين يرون أن قدرات هؤلاء محدودة ولا تتعدى العمل في وظائف كالأرشيف أو إعداد القهوة والشاي، ولو نظرنا في الدول الغربية لشاهدنا إلى أين وصل ذوو الاحتياجات الخاصة من مستويات علمية، فمنهم العلماء والمفكرون والباحثون على كافة الأصعدة وهذا كله راجع إلى المجتمع المحيط بهم واستغلال الطاقات الكامنة لديهم بدلا من النظرة القاصرة لدى كثير من الأفراد في المجتمعات العربية لهذه الفئة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتلقون معاملة «غير لائقة» من قبل الشركات أو الوظائف الحكومية التي يعملون فيها، حيث يسلبهم بعض المديرين حقوقهم ويعاملونهم على أنهم فئة ضعيفة يجوز التحايل عليهم في عقود التوظيف نظرا لحاجتهم الماسة للعمل.
ويقول ناصر العبد الله، معوق من الطائف إن الظروف المعيشية تجبرنا على العمل في مهن شاقة لا تتناسب مع قدراتنا وهناك فئة أخرى لا تستطيع الزواج أو الاستقرار الأسري، بسبب ظروفها المالية، لافتا إلى أن المميزات التي يحصلون عليها من مراكز التأهيل لا تفي ببعض احتياجاتهم البسيطة والتي غالبا ما ينفقونها في العلاج وسداد فواتير الماء والكهرباء والهاتف.
حقوق المعوقين
ولفت زميله محمد الحافي، معوق من الطائف إلى غياب اللوائح والأنظمة التي تكفل حقوق المعوقين الذين يعملون في القطاع الخاص، مشيرا إلى أنه لا يتم توظيفهم إلا في وظائف عادية وبأجور متدنية لا تفي بجميع متطلباتهم واحتياجاتهم، لافتا إلى أن توظيفهم يعود إلى رغبة الشركات في الحصول على الامتيازات والتسهيلات التي تمنحها وزارة العمل للشركات التي وصلت إلى النسبة المطلوبة من السعودة، فيتم توظيف المعوق الواحد بأربعة أشخاص، فيما يحتسب الواحد منهم ب 10عند الاستقدام بحسب ما تنص عليه اللوائح والأنظمة، مشيرا إلى أن أغلب ذوي الاحتياجات الخاصة يشكون من الحرمان من العلاوات والترقيات والتشديد عليهم في الإجازات وعدم السماح لهم بالخروج أثناء الدوام، والمحاسبة على التأخير، كما أن أغلب الشركات لا تؤهل مقراتها لتتناسب مع أوضاع المعوقين، فلا توجد فيها على سبيل المثال، مصاعد كهربائية أو أماكن لكراسي المعوقين.
وبدوره أشار بدر حسن، معوق من الطائف، إلى أنهم يعملون بدوام كامل لمدة ثماني ساعات يوميا، إضافة ليوم الخميس، فيما لا توجد لوائح وأنظمه تلزم تلك الشركات بقوانين تراعي أوضاع المعوقين، لافتا إلى أن بعضهم يخاف من تقديم شكوى إلى الجهات المختصة تفاديا لفصله وربما تلفق مبررات أخرى لفصله، مطالبا بإصدار لوائح وأنظمة فعالة تحفظ للمعوقين حقوقهم، وبجولات تفتيشية مفاجئة على أصحاب المنشآت الخاصة للتأكد من المشكلات التي يعانون منها والمعوقات التي تواجههم في عملهم، والتأكد من أن الراتب الشهري الذي يتقاضاه المعوق يتطابق مع ما هو مدون في الأوراق الرسمية.
أنت المستفيد
لم يكن طلال عواد خليل الكليبي صاحب مكتب خدمات عامة وسط جدة ومتقاعد من شركة الكهرباء راضيا عن أكثر من 95 في المائة من خدمات الكثير من الجهات الحكومية في كيفية التعامل معه كمعوق.
يقول طلال نعاني كثيرا ونجد صعوبة بالغة في إيجاد وظائف تناسب قدراتنا وإمكانياتنا رغم أنه يوجد بيننا كثيرون من المعوقين باستطاعتهم العمل وبسهولة أيضا، وهناك قانون صادر من مكتب العمل بأن المعاق عندما يوظف في شركات أو غيرها، فإنه يحسب بأربعة موظفين أصحاء، بمعنى أن من المفترض أن يستحق أربعة رواتب، ولكن هيهات فهناك تحايل كبير من قبل مديري وأصحاب الشركات الخاصة وغيرها، وعلى ضوء ذلك نجد عوائق كثيرة.
ويشير طلال إلى قصة حدثت معه شخصيا، يقول فيها «بينما كنت أراجع مكتب العمل لإنهاء معاملة خاصة فوجئت برجل يعرفني بنفسه بأنه صاحب مطعم شهير للوجبات السريعة في جدة، يطلب مني العمل لديه مقابل راتب 1000 ألف ريال في الشهر، وحدثني قائلا: لا تحمل هما كل ماعليك المكوث في منزلك بمجرد توقيع العقد مع شركتي وسوف يصل لحسابك الراتب دون عناء منك، فجاوبته: ولكن هذا تحايل على النظام، فابتسم قائلا: لا عليك، المهم أن تكون أنت المستفيد، وهناك توقفت قليلا وصمت لبرهة وفاجأته بأنني أرفض عرضه جملة وتفصيلا، ليس فقط لتحايله وكذبه على النظام، وإنما أنا لا أرضى نظرة الشفقة والإحسان والعطف التي ينظر بها إلي، فأنا مواطن مثله لي حقوق كما له حقوق وباستطاعتي العمل والصرف على نفسي والحياة بشكل كريم، وكل الفرق الذي بيني وبينه هو أنني لا أستطيع السير أو المشي وهو يستطيع».
ويضيف طلال: أما من جهة تسهيل الخدمات في الجهات الحكومية وتيسير معاملاتنا، فهناك عقبات كثيرة وتواجهات ومصاعب أكثر تبدأ من توفير مواقف للسيارات إلى مزالق للدخول والخروج والصعود والنزول وصولا لإعطائنا الأولوية في تيسير معاملاتنا دون تشدد فمعاناتنا مستمرة من زمن بعيد وخاصة في مدينة جدة، عكس ماهو حاصل في العاصمة الرياض فكل الدوائر الحكومية والشركات تهتم بفئة المعوقين وراحتهم وإعطائهم الأولوية في تيسير معاملاتنا دون كلل وملل، حتى أن محلات السوبرماركت وحتى بعض المساجد نعاني من دخولنا وخروجنا منها، ومن هنا أنادي بأعلى صوتي: إلتفتوا لنا فنحن نستطيع العمل والاجتهاد، فقط بقليل منكم ومن مساعدتكم معنويا وليس ماديا.
انتظر اتصالنا
مرعي الناشري ومحمود سليماني وأحمد الكثيري مكفوفون وهم خريجو دراسات إسلامية عبروا عن استيائهم من عدم حصولهم على فرص عمل تناسب قدراتهم رغم تخرجهم منذ ما يقارب العامين (دائما ما نسمع الجملة المعهودة: «أترك لنا سيرتك الذاتية وأرقامك.. وسوف نعاود الاتصال بك».
ويشاطرهم الرأي زميلهم محمود سليماني الذي يعاني من ضعف في النظر قائلا: طالما الدولة صرفت على تعليمنا منذ البداية فلا بد لنا من أخذ حقوقنا وإلا، فلا داعي لتعليمنا منذ البداية حتى لا نصاب بخيبة أمل!.
البحث عن وظيفة
ويقول مؤيد سعيد العمودي المعوق بسبب حادثة سير: منذ عامين وأنا أبحث عن وظيفة مناسبة تعينني على إكمال دراستي في الجامعة التي انتسبت إليها قريبا، وإيجاد وظيفة تناسب وضعي الحالي، فأنا كما ترى أستطيع الحركة ولكن بشكل بسيط، فطالما أنا أرى وأتكلم ويداي تعملان فلا مانع من العمل.
ولا يبتعد تركي حلبي كثيرا عن العمودي فهو أيضا يطمح للأفضل ويأمل في إيجاد الوظيفة المناسبة (كثيرا ما نعاني في إيجاد الوظائف وحتى إن وجدت فراتب المعاق لا يتجاوز ال 2000 ريال).
وإلى ذلك يقول مفرح محمد عسيري مدير مشروع مركز للمعوقين في جدة: أنا شخص معوق بشلل نصفي نتيجة حادث سير وأشعر بما يشعر به المعوقون، لذلك فأنا أتعاطف معهم ولكن الأنظمة الوظيفية لدينا قاسية بعض الشيء، ولكن في المقابل هناك شركات ومؤسسات تحتضن هذه الفئة وتوظفهم في وظائف تناسب قدراتهم وإمكانياتهم.
رأي وزارة العمل
مدير عام مكتب العمل في محافظة جدة قصي فلالي أوضح أن النظام ينص في مادته الثامنة والعشرين أنه على كل صاحب عمل يستخدم خمسة وعشرين عاملا فأكثر وكانت طبيعة العمل لديه تمكنه من تشغيل المعوقين الذين تم تأهيلهم مهنيا، أن يشغل 4 في المائة على الأقل من مجموع عدد عماله من المعوقين المؤهلين، مؤكدا أن «توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة يمثل بالنسبة لنا من أولويات التوظيف حيث يتم استقطاب طالبي العمل من هذه الفئة على مدار العام من خلال توفير الشواغر في بعض المؤسسات والشركات الخاصة التي تناسب قدراتهم وظروف كل إعاقة».
من جانبه قال مدير إدارة توظيف السعوديين في مكتب العمل في جدة محمد إبراهيم جلال «نحن نحث الكثير من المنشآت على استقطاب الكثيرين من المعوقين وتوظيفهم مع مراعاة ظروف كل إعاقة، واحتسابه ب 4 أشخاص أصحاء وهو القرار الذي اتخذه وزير العمل السابق الراحل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله فيما يوضح مدير إدارة التأهيل والشؤون الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية في جدة عبدالعزيز محمد السيت أن بإمكان أي شخص معاق التقدم بطلب وظيفة ولكن لا بد أن تكون إعاقته بسيطة ويستطيع العمل وليس من هم معاقون بشكل كلي، مشيرا إلى أن الوزارة تقدم منحا مادية تصل ل 50 ألف ريال بعد تدريب المعوق وتخرجه وتأهيله للانخراط في العمل، ويتم ذلك من خلال لجنة مختصة تتابع نشاط المعوق بعد إنهاء جميع الإجراءات اللازمة. وهناك أيضا قنوات كثيرة لتأهيله وتدريبه، إضافة لمساعدة مادية، فالدعم لا يتوقف عند حدود معينة والدولة هيأت الكثير وفي سبيل مساعدة المعوقين.
وزارة الشؤون الاجتماعية
ويؤكد مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة عبدالله أحمد آل طاوي أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لها دور كبير في تأهيل وتدريب وتوظيف المعوقين من خلال عدة مراكز منها التدريب المهني والحرفي وغيرها لتدريب المعوقين على مهن مناسبة لقدراتهم ومنح شهادات التأهيل لمن انتهى تدريبهم واجتازوا الاختبارات بنجاح وتشغيل من يتم تدريبه إما في الوظائف الحكومية أو المؤسسات الخاصة وتأمين الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية أثناء الدورة التدريبية، ولكن ذلك يتم بشروط لا بد من توفرها في السعوديين الراغبين في الالتحاق بهذا البرنامج، ويمكن قبول نسبة 10في المائة من أبناء الدول العربية في حدود الإمكانات المتاحة على ألا يقل سن المعوق عن 15 عاما ولا يزيد على 45 عاما وأن يجتاز الفحوص الطبية والنفسية والدراسات الاجتماعية والاختبارات المهنية وألا تقل نسبة الذكاء عن 50 في المائة في جميع الحالات، فيما نتعاون مع مكتب العمل وكثير من الشركات لإيجاد وظائف شاغرة لديهم بدون تعقيدات، بل هناك تسهيلات كبيرة تقدمها الشركات والمؤسسات الأهلية الكثيرة.
تحايل الشركات
من جانبه قال علي حصوصة رئيس جمعية التوحد في المنطقة الشرقية، إن المعاناة التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على الفرص الوظيفية كبيرة وشاقة للغاية، خصوصا أن الشركات والمؤسسات تفضل صرف مبالغ مقطوعة لهذه الشريحة تصل 1000 – 1500 ريال شهريا دون تكليفها بمهام وظيفية، مشيرا إلى أن تلك الشركات تسعى من وراء صرف المكافآت المقطوعة لرفع نسبة السعودة، مؤكدا أن هذه الطريقة تمثل جريمة بحق السعودة أولا وبحق هذه الشريحة ثانيا، بالإضافة لذلك فإن الإعانة التي تصرفها الدولة لشريحة المعوقين ليست قادرة على تغطية المصاريف الكبيرة، حيث تصل أعلى إعانة إلى 15 ألف ريال سنويا، وهذا المبلغ لا يغطي مصاريف الحياة وكذلك رواتب السائقين وغيرها من المتطلبات الكثيرة التي يحتاجها المعوق.
وأضاف: إن حظوظ المعوق في الحصول على الوظيفة في الشركات والمؤسسات الخاصة قليلة للغاية، بحيث لا تكاد تذكر على الإطلاق، فتلك الشركات تعمد لتوظيف المعوق في حال امتلاكه خبرة كبيرة في مجالات تحتاجها تلك الشركات مثل الحاسب الآلي وغيرها من الوظائف الأخرى، بينما تعزف عن توفير الوظائف للمعوق الذي لا يمتلك موهبة في مجالات نادرة أو مطلوبة لدى الشركات الخاصة.
وحول أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في الشرقية، أوضح أن الجمعية لا تمتلك إحصائيات دقيقة حول أعداد المعوقين في الشرقية، مشيرا إلى أن الكثير من الأسر ترفض إعطاء المعلومات الدقيقة حول وجود أطفال معوقين لديهم، مما يصعب من مهمة الحصول على المعلومات الدقيقة.
واعتبر الدكتور عبد الرحمن الربيعة رئيس لجنة التدريب في غرفة الشرقية، أن عملية توفير الفرص الوظيفية لذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع الخاص أمر بالغ الصعوبة، مشددا على أهمية التأهيل لهذه الشريحة للحصول على الفرص الوظيفية لدى الشركات والمؤسسات الأهلية، مشيرا إلى أن الإعاقات لذوي الاحتياجات الخاصة متعددة ومختلفة، مما يتطلب وجود تجهيزات خاصة تتناسب مع تلك الإعاقة، الامر الذي يصعب توفيره لدى القطاع الخاص، مؤكدا في الوقت نفسه، أن عملية تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة منوطة بمؤسسات الدولة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني المدعومة من الدولة والقطاع الخاص والتي تأخذ على عاتقها توفير البيئة المناسبة لتأهيل هذه الشريحة بما يتوافق مع قدرة كل شريحة من جانب ومتطلبات سوق العمل لدى القطاع الخاص، مشيرا إلى أن القطاع الخاص على استعداد لاستيعاب الكفاءات التي تمتلك التأهيل المطلوب، بينما يصعب استقبال الشرائح غير المؤهلة وغير القادرة على العطاء وفق متطلبات وآلية العمل لدى القطاع الخاص.
نماذج مشرفة
يؤكد مدير المتابعة في الرعاية الاجتماعية في مكة المكرمة عبدالله النمر على الدور الذي ينبغي أن تضطلع به وزارة العمل بالتنسيق مع الشؤون الاجتماعية والمؤسسات التدريبية التأهيلية في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والاستفادة منهم في تنمية المجتمع دون أن تبقى معطلة، مشيرا إلى النماذج المشرفة في معارض الابتكار التي شهدت حضورا بارزا لمبدعين ومخترعين منهم بعد أن أتيحت لهم الفرصة لإظهار إبداعاتهم.
وزاد النمر أن على وزارة العمل بالتنسيق مع الشؤون الاجتماعية والمؤسسات التدريبية التأهيلية في المعاهد يجب عليها تفعيل هذا الدور المشترك بحيث يتاح فرصة خدمة المجتمع من خلال أصحاب ذوي الاحتياجات والاستفادة كذلك من هذه الفئة في تنمية المجتمع دون أن تبقى معطلة، فالنماذج المشرفة في معارض الابتكار شهدت حضورا بارزا لمبدعين ومخترعين من ذوي الاحتياجات بعد أن أتيحت لهم فرص سخروا فيها إبداعهم.
وأضاف «إن الأعمال الإدارية وبعض المهام في متناول يد المعاقين وبإمكانهم إتمامها محققين بذلك عدة أهداف تصبو الجهات ذات العلاقة إليها ومنها إدراجهم في المجتمع وقمع الحواجز المتحجرة في تفكير بعض الأشخاص تجاه المعاقين وإمكانياتهم، وأن تمنح الشؤون الاجتماعية توصيات بالعمل وتسهيلات من أجل إقحام المعاقين لسوق العمل وتحويلهم إلى فئات عاملة.
الرأي القانوني
أومن ناحيته يؤكد الدكتور عدنان فيروزي مستشار قانوني في مكة المكرمة أن على وزارة العمل أن تلزم جهات العمل في القطاعات بتخصيص نسبة من إجمالي الوظائف تصل إلى 5 في المائة للمعوقين في الأعمال الإدارية في حين يتوجب على الجهات الحكومية الأخرى المساهمة بأدوارها المتخصصة كوجوب التأمين الصحي على هذه الفئة من قبل وزارة الصحة مجانا وعمل تخفيضات من وزارة النقل تصل إلى 50 في المائة لنقلهم وتخفيض رسوم ترخيص وسائل النقل الخاصة بهم حسب نوع الإعاقة ونسبة العجز..
توظيف المعوقين سمعيا
خبير لغة الإشارة في الجمعية السعودية للإعاقة في منطقة مكة المكرمة، بندر العمري أشار إلى أن عددا من المعاقين يعانون من عدم توفر الخدمات التي تساعد المعوقين أثناء مراجعتهم لبعض الدوائر الحكومية كتسهيل عملية الدخول والخروج وعدم توفر دورات مياه خاصة بهم،خاصة المعوقين سمعيا الذين يجدون معاناة حقيقية أثناء مناداتهم، إضافة لضعف الرواتب، موضحا أنة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تسعى بكل الطرق لمساعدة من يلجأ إليها حيث تم توظيف المئات منهم في مختلف الشركات والقطاعات، مشيرا إلى أن لدى الجمعية معهدا عاليا لاستقطاب المعاقين سمعيا لمواصلة تعليمهم وتبنى مواهبهم، ومدة الدراسة فيه سنتان إضافة إلى دورة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر بعدها ينخرط المعاق سمعيا في العمل مباشرة..
مندوبو الشركات
ويقول مدير شؤون الموظفين في إحدى الشركات الخاصة في جدة علي العرياني أن توظيفهم للمعاقين يأتي من منطلقات إنسانية قبل الوظيفية ولرفع نسبة السعودة، ذلك أن توظيف المعاق يعادل 4 أصحاء بحسب النظام، فيما يتمتع الموظف المعاق بجميع امتيازات الموظف العادي مع مراعاة ظروفه في أشياء أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.