ماذا جرى لبعض المسئولين القادمون من خارج المنطقة للعمل في منطقة عسير .. يستقبلونهم الأهالي والموظفين بالبرك والريحان والفل والكادي والعريك والمشغوث والتصابيع والمفطحات والحنيذ .. بل إن بعضنا يبالغ في التأدب فيقبله على رأسه ، والبعض ينحني ويقبل يده وأنا شاهد على ذلك .. مع أن أحد من أبناءه وبناته لم يفعلها معه .. وحتى عندما يسافر أو يعود حتى ولو لم يكن السفر يوجب الجمع والقصر نودعه ثم ننتظر لحظة عودته على أحر من ( المرقوق ) .. ومع ذلك يبدأ ريشه في النمو والانتفاش ، وخصوصاً بعد أن يفوز بمنصب لم يكن ليحلم به ودرجة وظيفية عالية ذهبت إليه .. مع أن غيره كان الأحق والأجدر بها .. إنني أعتب على بعض أبناء هذه المنطقة والذين ولأهداف كلنا نعرفها يتنافسون في إكرام بعض المسئولين ويبالغون في التودد لهم ويخضعون لهم ويتملقونهم وينافقونهم في القول وفي التعامل .. بل ويصل الأمر إلى أنهم يعملون لديهم في بيوتهم .. حتى يتفرعنوا وينسوا أنفسهم ويبدءون في التسلط والخروج عن الجادة .. وإقصاء الناس والتطاول عليهم وإهانتهم .. وتعطيل مصالحهم وإهمال عملهم الوظيفي الذي يأخذون عليه أجر .. وحتى يكونوا في خدمة المواطن وليس العكس .. وصحيح أن هناك من يردعهم ويوقفهم عند حدودهم .. ولكن هذا الردع لا يأتي في معظم الأحيان إلا متأخراً .. وبعد خراب ( مالطة ) كما يقولون.. وبعد أن يفوز هذا المتفرعن بما لم يكن يحلم به .. فيذهب غير مأسوفاً عليه .. ولكنه غير متحسراً على المنطقة أو على أهلها .