أخي المسلم لقد بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم داعياً إلى الصراط المستقيم، والهدى القويم، فمن تبعه اهتدى ونجا، ومن خالف طريقه ضل وهلك! هو السراج المنير، والبرهان الساطع. جعل الله تعالى طاعته مقرونة بطاعته صلى الله عليه وسلم، ومرضاته مقرونة بتصديقه ونصرته، من نصره نُصر، ومن خذله خُذل. قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]، وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80]، وقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54]، وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]. فيا حريصًا على ما ينفعه، ويا طالبًا فضل الله الجزيل، حاسب نفسك، وقِف معها وقفة صادقة في تقويمها. هل بحثت في حالك يومًا؛ فقلت لنفسك: أين أنا من فعل السنن؟! السُّنَّة! شعار المفلحين، وآية الصادقين! أتدري ما هي السنة؟! قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعريفها: ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله، وأفعاله، وتقريره، وما همَّ بفعله. أخي المسلم السنة عرف فضلها الصالحون، وشمر لها المخلصون، ولشرفها وصى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيامه بالتمسك بها، والتشبث بعراها! عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع فأوصنا، فقال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبدًا حبشيًا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة، صححه الألباني في المشكاة: 165]. قال ابن عون رحمه الله: ثلاث أحبهن لنفسي ولإخواني؛ هذه السنة أن يتعلموها ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفهَّموه ويسألوا عنه، ويَدَعُوا الناس إلا من خير. أخي المسلم السنة دليل على صدق متابعتك وحبك للنبي صلى الله عليه وسلم، فماذا عملت فيها؟! فإنك مهما طلبت من درجة عالية في هذا الدين فلن تدركها بغير السُّنَّة! فإنَّ فعل السنن زينة العمل الصالح، وبهاؤه الوضَّاء، لذلك كان المحافظون على السنن أكمل الناس عملاً، وأقربهم إلى الصواب. ولا تجد صاحب سنة إلا وهو ساع دائمًا إلى أرفع الدرجات في العمل الصالح. لذلك كان الصحابة - رضي الله عنهم - أكمل الناس هديًا، وأصدقهم متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: من كان مُستنًّا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا أفضل هذه الأمة؛ أبرها قلوبا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم على آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. وها نحن في زمان زَهد الكثيرون فيه عن السنن؛ إما جهلاً، وإما إعراضًا! حتى اندثرت الكثير من معالم السنن، وأضحى الدين عند الكثيرين هو ما توارثوه، وما شبوا عليه! ومن رغبة الناس عن السنن الزهد في تعلمها والسؤال عنها، ومن علم منهم شيئا منها تراه غير حريص على العمل به! وأَعجَبُ من رجل عَبَدَ الله تعالى من غير أن يستضيء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته! فمِن أين لهذا أن يكون من المهتدين؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما؛ كتاب الله، وسنة رسوله» [رواه مالك في الموطأ، حسنه الألباني في المشكاة: 186]. قال ابن بطال رحمه الله: لا عصمة لأحد إلا في كتاب الله، أو سنة رسوله، أو في إجماع العلماء على معنى في أحدهما. فهل أنت أخي من أولئك الراغبين في فعل السنن؟! أم من أولئك المتهاونين في فعل السنن؟! سؤال اسأله نفسك، وإياك أن تخفي جوابها! فإنك لن تتجاوز أحد القسمين السابقين! وأخطر ما في الإعراض عن السنن أن الناس إذا أعرضوا عن السنن حلت محلها البدع ومحدثات الأمور، وهذا مُلاحظ في واقع كثير من المسلمين. قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن». وقال لقمان بن أبي إدريس الخولاني: ما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رُفع بها عنهم سنة. لقد أصبحت السنن في هذا الزمان في غربة شديدة، حتى إن الكثيرين إذا رأوا سنة أنكروها! فغدت السنة عند هؤلاء بدعة، والبدعة سنة! وصدق ابن مسعود - رضي الله عنه - في وصف حال هؤلاء يوم أن قال: «كيف بكم إذا اشتملتكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، يجري عليها الناس يتخذونها سنة، إذا غيرت وعُمل بغيرها قيل: هذا منكر! أخي المسلم إذا أردت أن تتصور حقًا غربة السنة في هذا الزمان فقف معي عند هذه الأقوال. * قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ما عرف شيئًا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة! * وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ما أعرف منكم ما كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قولكم: لا إله إلا الله! قلنا: بلى يا أبا حمزة، قال: قد صليتم حتى تغرب الشمس! أفكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! * وقال ميمون بن مهران رحمه الله: لو أن رجلاً أُنشر فيكم من السلف ما عرف غير هذه القبلة! لقد أنكر هؤلاء الأفاضل حال الناس، ونعوا إليهم غربة السنن في زمن ما زال الدين فيه غضًا، وأنفاسه ممزوجة بالهدي الأول! فكيف لو أدركوا زماننا؟!! فاعتبر بذلك؛ حتى تعلم ما عليه الناس في هذا الزمان من ابتعادٍ عن السنة! حتى أصبح من تمسك بالسنن غريبًا، وعن جماعتهم منبوذا! وهو مصداق ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر!» [رواه الترمذي، صحيح الترمذي للألباني: 2260]. وفي رواية: «يأتي على الناس زمان المتمسك فيه بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر!» [السلسلة الصحيحة: 2/646]. لقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم ما يجده المتمسكون بالسنن من الأذى بالقابض على الجمر! وهو وصف أبلغ ما يكون في تصوير واقع المتمسكين بالسنن، وفي ذلك تسلية لهم، وحضٌ على التمسك بالسنة؛ حتى لا يثني عزمَهم ما يجدونه من الأذى في ذلك، وهي لفتات رائعة من الخطاب النبوي، وهي من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم! فيا من حباك الله تعالى بفعل السنن، لا يضعفنك ذلك التيار الواهي، ولا يضعضع عزمك إغواء المضلين. ويا راغبًا في فعل السنن، لا يصدنك عنها افتراء الضالين. فإنك إن وُفِّقت إلى ذلك فقد اعتصمت بأصل عظيم، ولُذت بحصن منيع! قال سفيان الثوري رحمه الله: اسلكوا سبيل الحق، ولا تستوحشوا من قلة السالكين. فحاسب نفسك، وعوِّدها فعل السنن، ولا تكن إمعة تقول: أنا مع الناس! ولا تلتفتن إلى قول قائل؛ فإن إرضاء الخلق غاية لا تدرك، فاجعل الرغبة واحدة، واصدق مع الله تعالى يبلغك آمالك، ويكبت أعداءك. أخي المسلم هل أنت من الحريصين على معرفة السنن وتعلمها؟! فلقد كان الأوائل من سلف هذه الأمة - رضي الله عنهم - حريصين على معرفة سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وإليك هذه القصة عن واحد منهم تدلك على ذلك. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه بات عند ميمونة وهي خالته، فاضطجعت في عرض وسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام حتى انتصف الليل أو قريبًا منه، فاستيقظ يمسح النوم عن وجهه، ثم قرأ عشر آيات من آل عمران، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شنٍّ معلقة، فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قام يصلي، فصنعت مثله، فقمت إلى جنبه، فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني يفتلها، ثم صلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاء المؤذن، فقام فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الصبح. [رواه البخاري ومسلم]. أخي المسلم، لقد كان ابن عباس يوم أن شهد ذلك صغيرًا، ولكن دعته همته إلى التعلم من النبي صلى الله عليه وسلم، فلا غرابة أن يصبح بعدها حبر الأمة وترجمان القرآن! فحاسب نفسك، وحاول أن تعرف أين موقعك في أرض السنن؟! وإذا أردت أن تحاسب نفسك في ذلك فقلِّب كل أوراقك؛ لتعلم هل أنت ممن يحرصون على فعل السنن؟! * هل عفوت لحيتك؟! فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى» [رواه البخاري ومسلم]. * هل قصرت ثوبك؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج - أو: لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرًا لم ينظر الله إليه» [رواه أبو داود وغيره، صحيح أبي داود للألباني: 4093]. * هل أنت من المحافظين على النوافل؟ عن أم المؤمنين أم حبيبة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومٍ وليلة، بُنِي له ِبهنَّ بيت في الجنة!» قالت أم حبيبة: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عنبسة: فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة، وقال عمرو بن أوس: ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة، وقال النعمان بن سالم: ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس. [رواه مسلم]. أخي المسلم خذ بحظك من النوافل؛ فإنها نعم الذُّخر تدَّخره غدًا ليوم حوجتك! * وهل أنت ممن يصلي كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟! فقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه - رضي الله عنهم - كيفية الصلاة، وأمرهم أن يصلوا كصلاته صلى الله عليه وسلم، وشدد في ذلك، ولكن مع ذلك كله فإن الكثيرين لا يحرصون على أداء الصلاة كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم! * وهل أنت ممن يحرصون على تسوية الصف في الصلاة؟! فإن تسوية الصف في الصلاة من السنن العظيمة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل جاء الوعيد منه صلى الله عليه وسلم في عدم تسويتها! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولِينُوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل، فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف» [رواه أحمد والطبراني وغيرهما، صحيح الترغيب للألباني: 491]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَتُسَوُّنَّ صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم!» [رواه البخاري ومسلم]. وفي هذا الحديث وعيد شديد غفل عنه الكثيرون وهم يتهاونون بتسوية الصفوف، فلا غرابة أن ترى النفْرَة والجفاء بين كثير من المسلمين، وهو تصديق لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. * هل أنت من المحافظين على الصلاة إلى سترة؟! فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحرص على الصلاة إلى شيء يستره من الناس؛ أن يمروا أمامه، وأمر صلى الله عليه وسلم المصلي إذا صلى أن يصلي إلى شيء يستره من الناس، والأحاديث في ذلك مروية في الصحيحين وغيرهما. * هل أنت حريص إذا توضأت أن تتوضأ كوضوء النبي صلى الله عليه وسلم؟! الوضوء هو الباب الذي يدخلك على الصلاة، فلا صلاة بغير وضوء، وقليل أولئك الذين يحرصون على الوضوء الصحيح كما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أسبغ الوضوء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره!» [رواه مسلم]. فهذه الفضيلة لا ينالها إلا من أحسن الوضوء، فتوضأ كما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم. * هل أنت من المحافظين على الأذكار بعد الصلاة؟! ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أذكار تقال بعد الصلاة، ولكن البعض إذا فرغ الإمام من الصلاة تعجلوا بالخروج من المسجد! عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك» فقال: «أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» وأوصى بذلك معاذ الضابحي، وأوصى الضابحي أبا عبد الرحمن. [رواه أبو داود - واللفظ له – والنسائي، صحيح أبي داود للألباني: 1522]. * هل أنت ممن يحرصون على التيمن في أمره كله؟! إن الحرص على تقديم اليمين - في الأكل والشرب ولبس النعال والطهور ودخول المسجد، وغير ذلك - مما حرص عليه النبي صلى الله عليه وسلم. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شانه كله» [رواه البخاري ومسلم]. * وإذا صمت هل تحرص على السحور وتأخيره، وتعجيل الفطر؟! إن من السنة أن يحرص الصائم على أكلة السحور، وكذلك تأخير السحور، وتعجيل الفطر، وهي من السنن التي يغفل عنها الكثيرون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب؛ أكلة السَّحَر» [رواه مسلم]. وعن أنس عن زيد بن ثابت - رضي الله عنها - قال: تسحَّرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية. [رواه البخاري ومسلم]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [رواه البخاري ومسلم]. * هل جربت الاعتكاف في رمضان؟! لقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فهل جربت أخي هذه السنة؟! عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده» [رواه البخاري ومسلم]. أخي المسلم كانت تلك بعض السنن لَفَتُّ نظرك إليها، وهي نموذج صغير من رياض السنن النبوية الطاهرة، ونفحة من هديه الجميل صلى الله عليه وسلم؛ قصدت منها شحذ همتك إلى الحرص على الوقوف علي سنته صلى الله عليه وسلم، والتزود من معينها الجاري، فحاسب نفسك، واعقد العزم أن تكون من الذين يتأسون بالرسول الهادي صلى الله عليه وسلم، ويهتدون بهديه؛ عسى أن تكون غدًا من المحشورين تحت لوائه، الشاربين من حوضه، الفائزين بشفاعته صلى الله عليه وسلم. والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على النبي محمد وآله والأصحاب. المصدر: مصراوي