نشر الاحتلال الاسرائيلي الالاف من عناصر الجيش منذ ساعات الصباح الباكر أمس في مختلف انحاء القدس، فيما عزز تواجد قواته العسكرية على المعابر ونقاط الدخول الى المدينة، في وقت تدفق عشرات آلاف الفلسطينيين إليها لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الأقصى المبارك، بعد يوم من تصدي المصلين والمعتكفين لاقتحام الاحتلال والمستوطنين المسجد. وقالت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال للاعلام العربي لوبا السمري امس: «بالنسبة لدخول المصلين القادمين من مناطق الضفة الغربية فسوف يتم فرض نفس الاجراءات والقيود التي تم فرضها يوم الجمعة الماضية، حيث سوف يسمح للرجال من جيل 40 وما فوق بالدخول الى القدس للصلاة دون حاجة للحصول على تصريح خاص، بينما للنساء ومن جميع الاجيال والاعمار فسوف يسمح لهن بالدخول للصلاة في القدس ايضا دون حاجة للحصول على تصريح خاص». وأضافت: «كما انه سوف يتم السماح بدخول الاطفال حتى جيل 12 دون حاجة للحصول ايضا على تصريح خاص، مع العلم على انه لا توجد ولن تفرض قيود على دخول المصلين مواطني دولة اسرائيل». وتضمنت إجراءات الاحتلال أيضا تحليق منطاد راداري استخباري وطائرة مروحية في سماء المدينة المقدسة لمراقبة حركة المصلين. من جانبه، قال قائد الارتباط العسكري الفلسطيني اللواء جهاد الجيوسي ان سلطات الاحتلال سمحت بدخول النساء بمختلف الاعمار الى القدس لاداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك. وأضاف الجيوسي، الذي كان متواجدا منذ ساعات الصباح الباكر عند الحاجز العسكري الإسرائيلي في مدخل بيت لحم الشمالي، إنه «تلقى وعود من الجانب الاسرائيلي بالسماح لجميع النساء بالدخول الى القدس بغض النظر عن العمر، وتحقق ذلك من خلال دخول جميع النساء المتواجدات على المعبر صباحا، كذلك حدث ذلك على معبر قلنديا». وشهدت مدينة القدسالمحتلة منذ الساعات الأولى من صباح أمس تدفقا كبيرا، قُدر بعشرات آلاف الفلسطينيين من داخل أراضي 48 ومن محافظات الضفة ومن أنحاء القدس المختلفة للمشاركة في أداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان في رحاب المسجد الأقصى. وكانت سلطات الاحتلال أعلنت عن تشدد إجراءاتها عشية صلاة الجمعة الثانية، ويشمل ذلك منع مواطني الضفة ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول القدس والصلاة في الأقصى، فيما تسمح للنساء بالدخول دون قيود، فضلا عن إغلاق محيط البلدة القديمة بالقدس، والتي تمتد من حي وادي الجوز وحتى الصوانة ورأس العامود والشيخ جراح، وإجبار الحافلات على تفريغ حمولاتها من المصلين في أماكن بعيدة نسبيا عن أسوار القدس القديمة؛ الأمر الذي يتسبب بمعاناة كبيرة وخاصة للمرضى وكبار السن والنساء. وشهدت المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس ازدحام واختناقات مرورية، في حين دفعت سلطات الاحتلال بالآلاف من عناصر شرطتها وحرس حدودها للانتشار في مدينة القدس، سيما في بلدتها القديمة وفي الشوارع والأزقة والطرقات والأسواق المؤدية إلى المسجد الأقصى وعلى بواباته الخارجية، وفي الشوارع المتاخمة والمحاذية لأسوار المدينة وعلى طول مسار جدار الضم والتوسع العنصري وفي محيط المعابر والحواجز العسكرية. من جانبها، استنفرت دائرة الأوقاف الإسلامية التي تشرف على إدارة المسجد الأقصى، كافة كوادرها وموظفيها بالإضافة لعشرات العناصر الكشفية والصحية والطبية لحفظ النظام وتقديم الإرشادات للمصلين والوقوف على سلامتهم وراحتهم. وكانت الأوقاف أعادت منذ ساعات صباح أمس نصب المظلات الواقية من أشعة الشمس في باحات المسجد الأقصى المبارك. وقال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب التميمي إن كافة كوادر الدائرة واللجان العاملة على أهبة الاستعداد وفي كامل جهوزيتها وسط تدفق المصلين الكبير على المسجد المبارك. واستنكر الشيخ الخطيب تحديد الاحتلال أعمار المصلين من أبناء المحافظات الفلسطينية، مؤكدا في الوقت نفسه أن حرية العبادة يجب أن تكون مكفولة للجميع.