نجحت الدبلوماسية السعودية في نزع فتيل التوتر بين الجيش والحكومة المدنية في باكستان، بعد أن تصاعدت لدرجة خطيرة خلال الأشهر القليلة الماضية، فيما وصفت وزيرة الإعلام الباكستانية فردوس آوان السعودية وباكستان بأنهما "أمة واحدة تعيش في بلدين مختلفين". وبحسب صحيفة "جلوبال بوسط" الإلكترونية الأمريكية، أمس، فإن الصراع مستمر بين الجيش الباكستاني والحكومة التي يقودها "حزب الشعب الباكستاني" منذ وصول الحزب لرئاسة الحكومة في العام 2008، مضيفة أن عدة أمور أججت ذلك الصراع ومنها جهود الحكومة لجعل إدارة الاستخبارات الباكستانية تحت قيادة وزير الداخلية، إضافة إلى خلافات كبيرة في عدة مسائل سياسية داخلية وخارجية. وقال مصدر للصحيفة إن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني كان على وشك فصل قائد الجيش الجنرال أشفق برويز كياني وكذلك رئيس الاستخبارات، وهو أمر كان من الممكن أن يؤدي إلى اضطرابات كبيرة، غير أن السعودية تدخلت لتهدئة الأمور، حيث ذكر مصدر دبلوماسي للصحيفة أن الوساطة السعودية أقنعت الجانبين بضبط النفس. وتمكنت السعودية من جمع الرئيس آصف علي زرداري والجنرال كياني على طاولة الحوار، حيث عقدا اجتماعاً في الرابع عشر من الشهر الجاري، إضافة إلى اجتماع آخر تم بجهود سعودية بعد ذلك بيومين وجمع زرداري برئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال خالد شميم وين. من جانبه قال المحلل الأمني الباكستاني حميد مير إن الوساطة السعودية نجحت في حل الخلافات التي شلت باكستان وأثرت فيها كثيراً، مضيفاً: أستطيع القول بكل ثقة إن الخلافات بين الجيش والحكومة تضاءلت بشكل كبير. وأضاف مير: إنها حقيقة عندما أقول إن الحكومة والجيش في باكستان لا يقولان "لا" للسعودية أبداً. يأتي ذلك فيما وصفت وزيرة الإعلام الباكستانية فردوس آوان السعودية وباكستان بأنهما "أمة واحدة تعيش في بلدين مختلفين"، وذلك خلال حفل غداء أقامه أمس السفير السعودي بباكستان لعدد من السفراء الجدد المعينين بإسلام أباد. وأضافت آوان: العلاقة الوثيقة ليست بين الحكومتين فقط، بل بين الشعبين أيضاً، حيث يتشاطران الكثير من القيم الاجتماعية والثقافية.