تتعاظم الضغوط الدولية على الاطراف في اليمن لتنفيذ اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة بحذافيره على ان تشكّل حكومة الوفاق الوطني اليوم او غداً، بحسب مصادر معارضة. وقال المتحدث باسم احزاب اللقاء المشترك «المعارضة» محمد قحطان لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان «هناك على ما علمنا غرفتا عمليات لمتابعة تنفيذ اتفاق» انتقال السلطة وفق المبادرة الخليجية التي وقعها صالح والمعارضة في 23 نوفمبر في الرياض. في الوقت نفسه، يعزز استمرار التدهور الامني في تعز المخاوف من تأخر او افشال تطبيق الاتفاق. واتهم قحطان «الرئيس وابناءه» بالسعي الى «خلط الاوراق» في تعز، حيث قتل 34 شخصاً في اعمال عنف خلال اسبوع، لكنه اكد انه «مكشوف والسفراء يتابعون الوضع عن كثب ويلوحون بالعصا». وافادت مصادر من المعارضة ان سفراء الدول الخليجية والكبرى طلبوا زيارة تعز للاطلاع على حقيقة الوضع في المدينة. من جهته، قال مصدر معارض لفرانس برس ان «ما يحصل في تعز هو انتقام من تعز ومن ابناء تعز التي هي قلب الثورة»، مؤكداً ان «المتابعة الدولية جدية جداً ولا اعتقد ان صالح سيتمكّن من اخراج القطار عن مساره». واشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته الى «عملية ممنهجة لنهب واتلاف الوثائق في رئاسة الوزراء والوزارات التي ستستلمها المعارضة لإخفاء جرائمهم». من جهته، قال مصدر معارض لفرانس برس ان «ما يحصل في تعز هو انتقام من تعز ومن ابناء تعز التي هي قلب الثورة»، مؤكداً ان «المتابعة الدولية جدية جداً ولا اعتقد ان صالح سيتمكّن من اخراج القطار عن مساره».واكد محمد قحطان ان «تشكيل اللجنة العسكرية اساسي جداً وما كان ليتم لولا الضغوط الدولية». من جهة اخرى، قال قحطان «لا مشكلة في الحكومة، موضحاً ان «هناك اتفاقاً من قبل الطرفين على عدم طرح اسماء استفزازية في الحكومة». واشار الى انه هو شخصياً يعدُّ «من الاسماء الاستفزازية». ورفض باسندوة في اتصال مع فرانس برس الاعلان عن موعد تشكيل الحكومة، مكتفياً بالقول ان ذلك سيتم «في وقت قريب». وستحصل المعارضة على وزارات الداخلية والمالية والاعلام والتعاون الدولي وحقوق الانسان، بينما سيحتفط حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بحقائب الدفاع والنفط والخارجية والاتصالات. من ناحية ثانية، افادت وكالة الانباء اليمنية انه تم اعتقال 110 ضباط وجنود تابعين للفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، في مدينة تعز جنوب صنعاء، بسبب ضلوعهم في «اثارة الفوضى واعمال التخريب» في المدينة المضطربة. ويأتي هذا الاعلان الذي لم يتم التأكد منه من جانب اللواء الاحمر، غداة تشكيل اللجنة العسكرية المناطة برفع المظاهر المسلحة وتوحيد القوات العسكرية بموجب اتفاق المبادرة الخليجية، وبعد ان شهدت المدينة اعمال عنف اسفرت عن مقتل 34 شخصاً. ونقلت الوكالة عن مصدر امني مسؤول في تعز قوله انه «تم ضبط مجموعة كبيرة من العناصر التابعة للفرقة الأولى مدرع والذين تم ارسالهم إلى تعز بغرض احتلال مدينة تعز الحالمة واثارة الفوضى واعمال التخريب». وذكر المصدر ان هذه العناصر ارسلت الى تعز «لتنفيذ المخطط الاجرامي لحزب الاصلاح وفروعه واذرعه من العسكريين والمدنيين». وعدّدت الوكالة اسماء العسكريين ال110، وعلى رأسهم قائدهم في تعز العميد صادق علي سرحان. وافاد المصدر ان «المعلومات الأولية تشير الى ان من بين تلك العناصر قناصة ومحترفين في عمليات القتل وتنفيذ الاغتيالات» والى وجود «مخطط تخريبي كبير لتنفيذه في مدينة تعز ومدن أخرى بتوجيهات من المنشق علي محسن وحميد الاحمر لإسقاط المدن الواحدة تلو الأخرى وتنفيذ عمليات اغتيال تطال مسؤولين بمحافظة تعز وعدداً من قيادات المؤتمر الشعبي العام الحاكم. من ناحية ثانية قتل رجل في قصف اصاب حافلة ركاب بحي الحصب شمال مدينة تعز الليلة قبل الماضية، فيما شهد شمال العاصمة اليمنية اشتباكات ليلية محدودة. واكد مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان حافلة اصيبت بقصف القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح في الحصب مما اسفر عن مقتل رجل مدني واصابة آخرين. كما افاد شهود عيان ان اشتباكات خفيفة وقعت ليل الاثنين الثلاثاء في حي الحصبة شمال صنعاء الا انها توقفت بسرعة. الاضطرابات والتجارة وبين الازقة المتداخلة وفي ظل عمارات الطين التقليدية المزركشة بالحجارة الكلسية البيضاء والشبابيك الخشبية، ينتظر بائعو الحلي الفضية والعسل والعطور في صنعاء القديمة بلا امل مجيء السياح مجدداً بعد ان ارهقت مداخيلهم عشرة اشهر من الاضطرابات. وقال ابراهيم بن عبيد الذي يملك ثلاثة محلات في منطقة باب اليمن المدرجة على قائمة منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للمواقع المحمية ان «دخلي انخفض بنسبة 90 بالمائة منذ بدأت الاحداث في فبراير الماضي». ولا تخلو الازقة التي تفوح منها روائح الزعتر والعود والعنبر من المتسوّقين: نساء منقبات يشترين البهارات او الثوم او الاواني الفخارية لطبخ السلتة الصنعانية التي تؤكل كل يوم في بيوت اهل المدينة، ورجال يشحذون خناجرهم التقليدية او يصلون في الجامع الكبير. «الدخول الى هذه المنطقة يشبه الدخول الى كتاب تاريخ». بهذه الكلمات يلخص السعودي محمد الدوسري شعوره عند الدخول الى هذا المربع المحمي والخاطف للانفاس من صنعاء. ويقول خاله زبين العلي «كنت ابيع يومياً الاواني للامريكيين والفرنسيين والالمان. اختفوا الآن. بالطبع سيختفون، جُل ما يسمعونه عن اليمن هو الخطف والقصف والقتل». لكن الاضطرابات السياسية والامنية دمّرت اقتصاد البلاد في 2011 وقد تكون السياحة الوافدة وصلت الى نقطة الصفر تقريباً. وقال الموظف جمال الحميدي بينما كان يدخل الى الحمام وبيده كيس من القات، «نخزن «نمضغ القات» وننسى كل المشاكل، نتخيل عالما آخر، ثم ننام ونصحو لنجد انفسنا في الدوامة ذاتها. ثم نبدأ من جديد».