يترقب مربو المواشي في شمال شرق المملكة، صدور نتائج العينات التي أخذتها وزارة الزراعة، من مواشيهم النافقة، الأسبوع الماضي، وسط توقعات بأن تكون بسبب إطعامها ب «الذرة الخضراء». وقدر مربون خسائرهم بملايين الريالات إذ تبلغ قيمة إحدى الهجن النافقة 1.7 مليون ريال، لكونها من الإبل «الأصيلة». فيما سُجلت حالات نفوق أخرى لقطيع من الماعز. وقال مبارك بن خليفة (كويتي)، الذي يربي قطيعاً من الإبل في مركز الصرار (محافظة النعيرية): «إن ثمان من الهجن التي أملكها نفقت، فيما أصيب أكثر من 35 أخرى، بعد تناولها علفاً من حشائش الذرة، الذي حصلت عليه من مقيم آسيوي، يقود سيارة محملة بالذرة، في سوق الأعلاف في الصرار»، مبيناً أن الإبل النافقة «أصيبت مباشرة، إذ كانت ترمي بنفسها على الأرض خلال لحظات من تناولها حشائش الذرة». وذكر ابن خليفة، أنه تم «علاج الإبل التي استطعنا علاجها على الفور. فيما نفقت ثمان منها، قبل أن يتم علاجها». وأشار إلى أن الأسباب «لم تعرف حتى الآن من قبل وزارة الزراعة». وقال: «إن قيمة إحدى الهجن التي نفقت مليون وسبعمائة ألف ريال، وأخرى 500 ألف ريال. وبعضها اشتركت في سباقات على مستوى الخليج، وفازت في مراكز أولى». وباشرت الجهات الأمنية وفرق من مديرية الزراعة موقع الحادثة، بعد بلاغ تلقته، وأخذت عينات من الأعلاف. وتم إرسالها لتحليلها، فيما تمت إحالة البائع الآسيوي إلى شرطة محافظة النعيرية، والتحفظ عليه لحين وصول النتائج من مختبرات وزارة الزراعة. وذكر سالم المري، أنه نفقت 10 من الماعز التي يملكها، ولم يعرف سبب ذلك، مرجحاً أن تكون بسبب الحشائش التي تناولتها، مستدركاً أن هذه الحشائش «تُقدم دائماً للمواشي، دون أن تسبب نفوقها». ما دعا مجموعة من مربي الماشية في المنطقة، إلى التوقف عن إعطاء مواشيهم حشائش الذرة، خوفاً من تسممها، والتسبب في نفوقها. على رغم عدم وجود أعلاف غير الشعير. بدوره، أوضح المدير العام للإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة الشرقية سعد المقبل، أن «النفوق حدث عند مربٍّ واحد فقط، نتيجة إطعام مواشيه الذرة الخضراء، غير مكتملة النمو»، لافتاً إلى أن هذه الأعلاف «عادة ما تحوي مادة سامة هي «السيانيد» في فترة نموها الأولى. وتقل نسبتها عند بلوغ الذرة فترة تكوين البذور، عندما يتراوح طول النبات بين 150 إلى 120 سم. وتكون آمنة عند تغذية الماشية عليها». وأضاف المقبل، أنه «في حال أن الذرة تحوي على سُمية عالية، فإن أعداد المتضرر من الماشية كثير، والنافق منها لا تقل نسبته عن 15 في المئة من العدد الإجمالي»، مردفاً أن «الفرق البيطرية التابعة لفرع الزراعة في الصرار، باشرت موقع الحيوانات النافقة في اليوم ذاته، إثر البلاغ الذي تقدم به صاحب الماشية، بعد إفادته أن ثمان من الإبل نفقت جراء تناولها أعلاف الذرة الخضراء. وتم الاشتباه في حالة تسمم غذائي، ما دعا الفريق البيطري إلى رفع عينات من الأعلاف التي تم تغذية الحيوانات عليها، إلى مختبر السموم المركزي في الرياض، للكشف عن وجود مادة «السيانيد» من عدمه». ونصح المقبل مربي الماشية بعدم إطعام مواشيهم بأعلاف «الذرة الرفيعة الخضراء» و»حشيشة السودان»، أثناء فترة نموها الأولى، وخلال 40 يوماً من زراعتها، أو إذا كان طولها 70 سم، فلا يتم إعطاؤها للمواشي»