كشفت مصادر طبية في ساحة التغيير بصنعاء عن سقوط 26 قتيلا ونحو 500 جريح في اشتباكات مع قوات الأمن شرق ساحة التغيير. وعلمت "العربية.نت" من مصادر مطلعة وسكان الأحياء الشرقية من ساحة التغيير بصنعاء بأن اشتباكات متواصلة تجري حاليا في شارع الزبيري بالعاصمة بين قوات الأمن الموالية للرئيس صالح وجنود من الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن صالح وأعلن تأييده لشباب الثورة. وكانت مظاهرة حاشدة خرجت من ساحة التغيير بصنعاء باتجاه شارع الزبيري، لكن مسلحين من أنصار الحزب الحاكم وقوات أمنية اعترضت المظاهرة في منطقة القاع خلف جامعة صنعاء القديمة بالرصاص وقنابل الغاز. وفي تصريح ل"العربية.نت" قال القيادي في الحركة الشبابية بصنعاء عمر العمقي: اليوم كانت مجزرة بشعة ارتكبت بحق شباب الثورة بصنعاء، حيث خرجت مسيرة مليونية انطلقت من ساحة التغيير باتجاه الطرق المؤدية إلى قاع الحي القريب جدا من القصر الجمهوري، وقد اعترضت المسيرة مجاميع من جنود الأمن المركزي والحرس الجمهوري ومجموعة من بلاطجة النظام وقاموا بارتكاب مجزرة بشعة. وأضاف العمقي: لقد كان الرصاص يصوب بعناية فائقة، فرأينا رؤوسا تتطاير وتنزع من الأجساد، ورأينا الرصاص وهو يخترق القلوب. وكانت الاشتباكات قد تجددت ظهر اليوم في منطقة حي الحصبة بصنعاء بين القوات النظامية ومسلحين تابعين لزعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر. وسمع أصوات انفجارات واشتباكات عنيفة تدور في منطقة الحصبة. وقالت مصادر محلية أن جرحى سقطوا خلال الاشتباكات التي وقعت في الحي الذي شهد في أواخر مايو/أيار ومطلع يونيو/حزيران الماضي مواجهات عنيفة بين قوات الرئيس صالح وأنصار الشيخ الأحمر قبل أن تتوقف بفعل هدنة تدخل في إنجازها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن خرق الهدنة، حيث قال مصدر أمني إن زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر وإخوانه مدعومون من قوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن صالح الذي انشق عن الرئيس صالح, هم من خرقوا الهدنة مرارا كما حصل اليوم، حيث "قامت العناصر التابعة للشيخ الأحمر ظهر اليوم بالاعتداء على مبنى وزارة الداخلية وشرطة النجدة بأسلحة مختلفة في استفزاز متكرر وشبه يومي رغم التزام الأجهزة الأمنية بالهدنة التي تم التوصل إليها قبل عدة أشهر. وقال المصدر في تصريح "أن عصابة أولاد الأحمر قامت بخرق الهدنة أكثر من 40 مرة منذ بدء سريانها"، نافيا في ذات الوقت استهداف منزل أولاد الأحمر بحي الحصبة من قبل الأجهزة الأمنية. في المقابل قال مصدر مقرب من الشيخ الأحمر إن القوات الحكومية هاجمت بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة منزل شيخ قبيلة حاشد في حي الحصبة شمال العاصمة صنعاء. وأضاف المصدر "أن القصف يطالنا من عدة اتجاهات، ولكننا لم نرد على النيران لأن الشيخ الأحمر أمرنا بعدم الرد". وكان المئات من سكان حي الحصبة تظاهروا صباح اليوم في الحي احتجاجاً على عودة المواجهات والتصعيد من قبل القوات الموالية للنظام على حد قولهم فيما تتهم السلطات أنصار الأحمر بحفر الخنادق وإقامة المتاريس في المنطقة.