تبادلت السلطات اليمنية والمعارضة الاتهامات بشأن اشتباكات وقعت فجر أمس بالقرب من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء. ووصفت السلطات الاشتباكات بأنها "تصعيد خطير يهدف إلى إجهاض بوادر الانفراج في المشهد السياسي وتأزيم الأوضاع وجر البلاد لمواجهات عسكرية تخطط لها القيادات المتطرفة داخل تنظيم الإخوان المسلمين"، في إشارة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض. وبلغت حصيلة الاشتباكات ثلاثة قتلى وعدد من الحرحى. وأشارت مصادر رسمية إلى أن "أطقم تابعة للفرقة الأولى مدرع قامت بمهاجمة وحدة خاصة بمكافحة الشغب تتبع الأمن المركزي وترابط منذ أشهر بالقرب من وحدة بنك الدم الكائن بحي الزراعة". وأوضحت أن الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر دفعت بتعزيزات عسكرية وعربات مصفحة إلى أمام مستشفى الكويت. من جهتها اتهمت المعارضة قوات الرئيس علي عبدالله صالح بمهاجمة المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، ما أسفر عن جرح 8 على الأقل، في حين تعرض منزل الشيخ الأحمر بالحصبة لقصف مدفعي. وأوضحت مصادر في المعارضة أن كتيبة عسكرية موالية للرئيس صالح يقودها محمد خليل وتتولى حماية مبنى الإذاعة القريبة من ساحة التغيير، هاجمت الساحة بالرصاص الحي ما أسفر عن مقتل جندي ينتمي إلى الفرقة الأولى مدرع وإصابة 8 من المعتصمين وجنود الفرقة أحدهم بحالة خطرة. وأشارت إلى أن الهجوم وقع عند الساعة الثانية من فجر أمس عند المدخل الشرقي لساحة التغيير بشارع الزراعة. وقالت مصادر مقربة من الشيخ صادق الأحمر، شيخ قبيلة حاشد، إن منزل الأحمر في الحصبة تعرض لقصف متقطع بقذائف الهاون من قبل القوات الموالية للرئيس صالح، على الرغم من التزام أنصار الأحمر بضبط النفس وعدم الرد على الاعتداء. إلى ذلك رحب الاتحاد الأوروبي بقرار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تفويض نائبه عبد ربه منصور هادي بإجراء حوار مع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية من أجل التوصل لآلية تنفيذية للمبادرة. وقالت الممثلة العليا لشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان "أرحب بنية نائب الرئيس دعوة الحزب الحاكم والمعارضة للالتقاء للتوصل إلى اتفاق". وأشارت إلى أن تفويض الرئيس اليمني لنائبه للتوقيع على الاتفاق يعد أمرا هاما خصوصا وأن "العناصر الأساسية للاتفاق موجودة ونصت عليها المبادرة الخليجية والجهود الدولية والمحلية الأخرى وأهمها إجراء انتخابات مبكرة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية". وأكدت استعدادها للعمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليين لتقديم الدعم لعملية سياسية يمنية بنّاءة تلبي تطلعات واحتياجات الشعب اليمني.