تقدمت فتاة سعودية تبلغ من العمر 17 عاماً بشكوى إلى وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، تتهم فيها مسؤولاً في جمعية خيرية بالتحرش بها، وطلب الإقامة معه في منزل بمدينة جدةفيما أكدت «جمعية حقوق الإنسان» أنها تتابع الموضوع عن كثب.وذكرت الفتاة في شكواها أنها قدمت إلى الجمعية مع 11 أسرة سعودية، لتعديل أوضاعهم، وكان الأمر يسير بشكل طبيعي في بداية حضورها، بعد أن أمنت الجمعية السكن الخاص لها، وتوفير كل ما تحتاجه، بيد أن الأمر تغيّر بعد فترة بسيطة، إذ قام أحد مسؤولي الجمعية بتصرفات غير لائقة ليس معها فحسب، بل مع بعض الأسر الأخرى، إذ كان يزور بعض الأسر في أوقات مختلفة. وأضافت صاحبة الشكوى أن هذا المسؤول زارها في شقتها، وحاول إقناعها بتأمين سكن خاص لها في مدينة جدة ثم السكن معها، مشيرة إلى أنه كان يعمل على تأمين الألعاب لأبناء الأسر التي ليس لها محرم، بينما لا يزود الأسر التي يرافقها محرم بأي ألعاب.وفي اتصال هاتفي مع «الحياة»، أكدت الفتاة أن المسؤول حاول التحرش بها، من خلال ما قام به من أسلوب لا يليق بمسؤول في جمعية إنسانية محترمة، إذ كانت البداية باتصال يخبرها خلاله بأنه يحتاج إلى غرفة في الشقة التي تقطنها الفتاة لينام فيها «وعندما أبديت له استهجاني طلبه رد بأنه يمزح».وأضافت أنه اتصل بها بعد ذلك ليطلب منها أن تؤوي لديها أسرة مكوّنة من أم وابنتها يوماً واحداً حتى يجد لهما سكناً «فوافقت بعد إصراره، ثم فوجئت به يحضر وحيداً، ويدخل شقتي ويغلق الباب، وحينها سألته فوراً عن الأم وابنتها، فقال إنهما لن يأتيا لأن أمورهما رتبت، ثم استلقى على الكنبة وكأنه في منزله، وسألني عن المكان الذي أرغب في السكن به، فأخبرته برغبتي السكن مع خالتي في مدينة جدة، وعندها عرض أن يؤمن لي شقة هناك، على أن يسكن معي فيها وليس مع خالتي». وأشارت إلى أنها صدمت مما قاله، وسألته عن سبب حديثه بهذه الطريقة، لكنه لم يرد عليها وخرج من الشقة.من جهته، أكد جمال المحلاوي وهو من ضمن الأسر المستفيدة من الجمعية ذاتها ل«الحياة»، أن الفتاة لجأت إلى زوجته وهي في حال من الإرباك والخوف، وأخبرتها بما حصل معها من ذلك المسؤول ، فأبلغته زوجته بالأمر فوراً، مشيراً إلى أن الفتاة طلبت كتابة شكوى للمسؤولين في الدولة، لإبلاغهم بما حصل معها، ووافق مع زوجته على أن يكونا شاهدين على ما ادعته الفتاة. ولفت إلى أن المسؤول المتهم بالتحرش حضر بعد ذلك، وهدد الفتاة أمام مسؤول السكن بطلب رجال الأمن لها إذا لم تكف عن هذا الاتهام، مضيفاً أن لجنة لتقصي الحقائق حضرت من طرف الجمعية، واستمعت إلى أقوال الفتاة. من جهته، ذكر مصدر مطلع في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ل«الحياة»، أن الجمعية تتابع الموضوع عن كثب، وستوفد أحد المتخصصين لديها، للوقوف على الأمر، والاستماع إلى جميع الأطراف، وإيجاد الحلول اللازمة والعاجلة، لضمان عدم تعرض الفتاة لانتهاكات. وأضاف أن الجمعية ستعمل في حال التثبت والتأكد من حدوث تحرش على التواصل مع الجهات المعنية، لضمان أخذ الفتاة وغيرها من تلك الأسر حقوقهم كافة، وضمان عدم تعرضهم إلى أي مضايقات وانتهاكات مستقبلاً.