تقدمت فتاة سعودية تبلغ من العمر 17 عاما بشكوى إلى وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تتهم فيها مسؤولا في جمعية خيرية بالتحرش بها وطلب الإقامة معه في منزل بمدينة جدة فيما أكدت (جمعية حقوق الإنسان) أنها تتابع الموضوع عن كثب.. هذه جزئية من خبر اقتبسته من صحيفة «الحياة».. إلى أن يتبين من التحقيقات مدى صحة الخبر، دعونا نتحدث بشكل أكثر صراحة وموضوعية بقطع النظر إن كانت الفتاة قد تعرضت فعلا للتحرش من عدمه، فعلى الصعيد الشخصي أسجل عدم استغرابي بحدوث مثل تلك التحرشات وفقا لتجليات الموقف بل أتوقع ما هو أكثر من مجرد تحرش! فماذا نتوقع من رجل بصرف النظر أكان مسؤولا أو موظفا.. مستقيما أو بالعامية (لك عليه) منحته مقتضيات عمله الالتقاء كي لا نقول الاختلاء (على افتراض وجود نساء قريبات أو أطفال) بفتاة بعمر الربيع دعك وقل أربعينية! على الأرجح سيكون الشيطان حاضرا بينهم وأقول على الأرجح وشيطانا (نشطا!) لأن ثمة عوامل ومتغيرات ولنقل مغريات تشي بوقوع التحرشات وتضاعيفها أولها أن هذا المسؤول أو الموظف قد يستغل حاجة وعوز الفتاة أو المرأة فيستميلها أو يغويها إن صح القول على اعتبار أنه صاحب الصلاحية في تأمين السكن ومرفقاته، الأمر الآخر أن بعض النساء المستفيدات من الجمعية وأقول (بعضهن) وعن حسن نية قد تضطرهن الحاجة لتعجيل تأمين متطلباتهن للتملق وربما التلطف بالحديث مع هذا المسؤول أو ذاك الموظف، الأمر الذي قد يفهمه وإن شئت يفسره البعض تبعا لطويته ونوازعه! أضف أن أغلب المستفيدات ليس لديهن عائل وبكلمة أوضح بلا محرم كل ذلك وغيره يجعل التحرش أمرا سائغا بالمناسبة هذه الفتاة تجسرت فاشتكت للمعنيين وهذا يرشح وبلا مواربة أن هناك من تكتمن خوفا من افتضاح أمرهن أو ربما رضوخا لتهديد وابتزاز (المتحرشون) جدير بالذكر أن هذه الفتاة دقت نواقيس الخطر المحدق من حيث تدري أو لا تدري.. فالقول إن هذا مسؤول جمعية خيرية (إنسانية) يستبعد انسياقه للمفاسد والافتتان وذاك موظف (متدين) مشهود له بالورع والاستقامة وغيرها من الفرضيات والمماحكات العدمية والساذجة لا تستقيم والحال أعلاه. إذن ما الحل؟.. باختصار شديد لا بد من طاقم نسائي للتعامل مع المستفيدات ومن دون هذا الإجراء علينا توقع المزيد من تنويعات التحرش وهذا ليس من قبيل التشكيك بالمطلق في نزاهة واستقامة منسوبي الجمعيات الخيرية ومسؤوليها بل لعله من باب التحوط وسد باب الذرائع.. بقي القول في حال ثبوت تحرش المسؤول بالفتاة أوصي بعقابه باقتراف أربع جرائم أولها (التحرش) ثانيها الابتزاز بوصفه استغل وظيفته لإشباع نزواته المريضة.. الثالثة كونه انتهك شرف وأدبيات مهنة (إنسانية) رابعا لأنه مسؤول يفترض به أن يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه أكرر لا بد من إنزال تلك العقوبات مجتمعة ليس فحسب لأنه يستحقها بل ليكون عبرة لغيره خصوصا للذين تقلدوا زمام المسؤولية ليتذكروا على الدوام أنهم تسنموها لخدمة مجتمعهم وأفراده وليس العكس. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة