تزدهر عمليات تهريب المتسللين وغيرهم من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في موسم الحج، على الرغم من أنه نشاط محظور إلا أن له سماسرته ونشطاؤه حيث يتاجر هؤلاء المهربون بأمن الوطن من أجل حفنة من المال ويخاطرون بأنفسهم وبغيرهم عبر مسالك بالغة الوعورة تفضي في كثير من الأحيان إلى إزهاق عشرات الأرواح. (عناوين) جالت في الخطوط الخلفية لتهريب المتخلفين والمتسللين والمخدرات والتي تمتد من طريق أضم حتى غميقة وانتهاء بالميزان في الغالة مروراً بالطريق الساحلي وكشفت كثيرا من خفايا هذا النشاط من حيل في منتهى الدهاء للإفلات من العقوبات النظامية التي يتم تطبيقها بحق هؤلاء المهربين، وكذا للإفلات من نقاط التفتيش ومراكز الشرطة الساحلية. وتبدأ طرق التهريب من محافظة محايل عسير وتستمر عبر دروب ترابية إلى مسافة 500 كلم هربا من عيون رجال الأمن المنتشرة على طول الطرقات والمنافذ. ولاجتياز هذه الطرقات الوعرة يستخدم المهربون سيارات الدفع الرباعي لاختراق التضاريس والهرب في حال ملاحقتهم أمنياً. ويعتبر طريق الحبقة، 90 كلم جنوب الليث، منفذاً لهم للوصول الى قرى شمال الليث ومن ثم يقررون الاتجاه حسب طلب المهرَبين «بفتح الراء» سواء إلى مكةالمكرمة للعمرة والحج أو الى جدة للعمل.. وعند وصولهم إلى قرية الحبقة تتوزعهم ثلاثة مداخل ومنافذ ترابية قبيل الانطلاقة الأخيرة لاجتياز النقطة الأصعب وهي نقطة تفتيش الغالة 15 كلم، والتي يتحكم فيها أمن الطرق ودورياته التي تمسح الطريق على مدار الساعة. وهذه المنافذ هي منفذ كشميرة وفج غريب، وأم جرفان والتي تؤدي إلى غميقة ومن ثم الصواملة والميزان بالغالة بعد نقطة التفتيش بنحو 5 كلم، حيث يتم التهريب عبر سماسرة يتقاضون 10 % عن كل عملية تهريب متسللين، كما جاء في إفادات المهربين في تحقيقات الشرطة ويراوح تهريب الشخص الواحد ما بين 300 - 400 ريال يرتفع إلى 700 - 1000 ريال في المواسم، وهذا المبلغ لتحميل المتسللين من محافظة محايل فقط بينما يزيد كثيرا للمهربين من خارج الحدود، ويتم كل ذلك بالاتصالات، يتم الاتفاق بعدها في بضع دقائق ولا يأتي المهرب إلا بعد اتفاق مسبق مع السمسار لتجهيز «الحمولة» مباشرة بدلاً من عناء البحث عنهم. مفارقات المهربين تحسباً للقبض عليهم يلجأ المهربون إلى الحيل الذكية للخروج من الموقف العصيب بأقل خسائر ممكنة حيث يقوم 90 % من هؤلاء بنقل ملكية السيارات التي يستخدمونها بأسماء زوجاتهم أو أولادهم أو آبائهم وذلك قبيل عملية التهريب للحيلولة دون مصادرتها. وكشفت الضبطيات أن معظم السيارات مسجلة بغير أسماء المهربين كما أن بعض المقبوض عليهم دخل المجال من باب العمل الإضافي، واتضح أن أحدهم لديه رصيد مالي كبير في أحد المصارف، إضافة إلى تملكه خمس سيارات، وتبين أن بعض الآباء يعلمون أبناءهم التهريب. وفي هذا الصدد، تم القبض على الأب متلبساً بعملية تهريب عبر طريق ترابي وبعد أيام ضبط ابنه محملا سيارته بالمتسللين. أما المهرب الذي لم يتجاوز عمره 15 عاما «ف.ج» فإن صغر سنه لم يمنعه من خوض غمار التهريب، لكن خبرته المعدومة أوقعته في شر أعماله حيث ضبطه رجال الأمن متلبساً بالجرم المشهود. جرائم المهربين يشهد طريق الساحل حوادث مروعة للمغامرين بتهريب المخالفين حيث سبق أن قتل 11 مخالفا ومهربهم بعد اصطدام سيارتهم الهايلوكس بإحدى الشاحنات، وكان سبب الحادث إطفاء أضواء السيارة من قبل المهرب تجنباً للدوريات. تجدر الإشارة إلى أن جميع المخالفين الذين يتم تهريبهم يكونون من متخلفي الحج او العمرة أو من المتسللين من الدول المجاورة علما بأن العمليات بعد مواسم الحج والعمرة تكون باتجاه المنطقتين الوسطى والشرقية والقرى للبحث عن الأعمال والهروب من الحملات الأمنية، فيما تتحول قبل مواسم الحج والعمرة بأيام قليلة للمشاعر من أجل البحث عن العمل ولقاء الأقارب القادمين من الخارج في هذه المواسم. إلى ذلك، أكد مصدر مسئول في القوات الخاصة بأمن الطرق بالغربية أن دور القوات الخاصة لأمن الطرق في عمليات وقف تهريب المخالفين يتمثل في ضبط المهرب والمخالفين وتحويلهم إلى جهات الاختصاص من خلال نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة على الطرقات ومن خلال الدوريات التي تقوم بمسح الطرق.