حذر مستوردون للأرز من تأثيرات استمرار حرب الأسعار الحالية بين التجار السعوديين في السوق المحلي خلال الفترة القادمة وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى استيراد أنواع أرز غير جيدة أو أنواع مغشوشة وإغراقها بالسوق المحلي. وكشف المستوردون عن عدم وجود تطمينات كافية تجاه أسعار المحصول الجديد جراء الفيضانات الأخيرة في دولة باكستان برغم اجتماع الوفد الباكستاني الأسبوع الماضي مع نظيره السعودي والذي لم يسفر اللقاء عن معالم واضحة خلال الفترة القادمة. وقال محمد الشعلان احد تجار وموردي الأرز ان تجار الأرز السعوديين ينتظرون نزول محصول أرز البسمتي الجديد في نوفمبر القادم، حيث سيقوم التجار الهنود بشراء المحاصيل من المزارعين لعرضه في مزادات خاصة للعديد من التجار من مختلف الدول. وأكد الشعلان أن هناك منافسة بين تجار الأرز السعوديين مع نظرائهم الإيرانيين لشراء المحصول الجديد، مبررا المخاوف من أن يسهم ذلك في المزايدة ورفع الأسعار، قائلا ان ذلك يرجع إلى حجم الطلب من قبل التجار السعوديين وذلك عندما يقومون بالتهافت على عمليات الشراء بكميات كبيرة فانه من المؤكد أن ينجم على إثر ذلك ازدياد عمليات المضاربات من أجل رفع الأسعار. وأفاد أن هناك مؤشرات تؤكد على جودة محصول البسمتي لهذا العام وبأن الكميات المنتظرة من المحصول أيضا في مستوى جيد. وتابع بأن محصول العام الحالي يعتبر أفضل من محصول العام الماضي بسبب كثرة هطول الأمطار هذا العام مما انعكس إيجابا على جودة وكثرة المحصول، كما أدى ذلك وفقا للشعلان إلى قيام المزارعين بزيادة الرقعة الزراعية بالهند يدعم ذلك عدم وجود التلفيات بمحصول العام الحالي. وأشار الشعلان إلى أن مؤشرات الأسعار للمحصول الجديد لم تتضح حاليا بشكل كامل بعدما تم بيع محصول العام الماضي بأسعار معتدلة تتراوح ما بين 1200 إلى 1350 دولارا للطن برغم زيادة الطلب إلى الضعف خلال الخمسة أعوام الأخيرة من قبل الأسواق المحلية والعالمية. ولفت بنفس السياق إلى أن هناك منافسة كبيرة خلال الثلاثة أعوام الأخيرة للتجار السعوديين من قبل نظرائهم الإيرانيين والذين زادو حجم شرائهم من 300 ألف طن إلى مليون طن العام الحالي متخطين بذلك الكميات المشتراة من قبل التجار السعوديين والمقدرة ب800 ألف طن يتم استيرادها سنويا من السوق الهندي لأنواع مختلفة من الأرز. ونوه إلى أن تطمينات الوفد الباكستاني والذي زار المملكة الأسبوع الماضي غير كافية من عدم تضرر محاصيل الأرز في باكستان جراء الفيضانات الأخيرة وتأثير ذلك على المحصول الجديد وعلى مستوى الأسعار، معتبرا أن هذه التطمينات صدرت من صغار تجار الأرز وليس من كبار التجار المؤثرين بالسوق. وأضاف أن المملكة تستورد من الهند بكميات أكبر من باكستان، حيث يبلغ استيراد السوق السعودي من الأرز الهندي من مليون إلى 1.3 مليون طن سنويا منها 700 ألف طن من نوع البسمتي فقط. إلى ذلك أشار الشعلان إلى أن حرب الأسعار الحالية بين التجار السعوديين في السوق المحلي أدت إلى بيع بعض أنواع الأرز بسعر التكلفة أو أقل، حيث تم بيع كيس الأرز من نوع البسمتي قبل شهر رمضان بسعر 250 ريالا والآن وصل السعر إلى 190 ريالا. وواصل حديثه قائلا "ربما يعتقد الكثير من المستهلكين بأن ذلك في صالح المستهلك على المدى القريب ولكن تأثير ذلك سيكون على المدى البعيد في حالة استمرار حرب الأسعار الحالية، حيث سيتم استيراد أنواع أقل جودة من الموجود حاليا في السوق لتوفير الربحية من قبل بعض التجار. وقال ان إلغاء ضريبة التصدير التي كانت تصل إلى 200 دولار للطن لنوع الأرز البسمتي من قبل الجهات الهندية في بداية العام الحالي سينعكس إيجابا على انخفاض تكلفة المنتج وبالتالي انعكاس ذلك على المستهلك المحلي. واختم الشعلان حديثه بعدم وجود مخاوف من قلة مخزون الأرز في السوق المحلي حاليا، مؤكدا أن المخزون في وضعه الطبيعي يدعم ذلك قرب طرح المحصول الجديد خلال الأشهر القليلة المقبلة.