أعد الباحث ناصر الملطب من جامعة الماك سعود دراسة ماجستير بعنوان "العلاقة بين العوامل الديموغرافية وانتشار الاكتئاب لدى طلاب الجامعة من منظور الخدمة الاجتماعية مع تصور مقترح للخدمة الاجتماعية في التعامل مع الاكتئاب" للسنة الدراسية 1433/1434ه ، وذلك بهدف الوقوف على معدلات انتشار الاكتئاب بين طلاب الجامعة وعلاقة ذلك ببعض العوامل الديموغرافية والتي نال بها درجة الماجستير. وتكتسب الدراسة أهميتها من كونها تتناول ظاهرة أخذت تتنامى تتعرض لها شريحة واسعة ومهمة في المجتمع ، ألا وهم طلاب الجامعات من الجنسين ، وهي دراسة مهمة وذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وصحية . واستخدم الباحث في هذه الدراسة منهج المسح الاجتماعي بالعينة الذي يعد من أنسب المناهج لمثل هذه الدراسات، حيث أخذ الباحث بشكل عشوائي عينة ( احتمالية – عنقودية ) مكونة من 160 طالباً وطالبة من طلاب البكالوريوس بجامعة الملك سعود بمنطقة الرياض، بواقع 120 طالباً و 40 طالبة، للعام الدراسي 1432ه - 1433ه ، كما استخدم الاستبانة كأداة لهذه الدراسة، لمناسبتها لتحقيق أهداف الدراسة، ولأنها أكثر استخداماً في البحوث الاجتماعية . وخلصت الدراسة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الاكتئاب والعمر، لصالح الفئة من 20 سنة إلى أقل من 25 سنة ، فهذه الفئة عرضة للاكتئاب ، أكثر من غيرها ، وكذلك وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الاكتئاب والجنس ( ذكور ، إناث) لصالح الذكور حيث أن الذكور أكثر عرضة للاكتئاب من الإناث . وبينت الدراسة عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الاكتئاب ونوع الجنسية، وكذلك عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الاكتئاب والحالة الاجتماعية ،وعدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الاكتئاب والحالة الاقتصادية ، ولا وجود لعلاقة ذات دلالة إحصائية أيضا بين الاكتئاب والتخصص الدراسي، ولا المستوى الدراسي ،ولا المعدل التراكمي. بينما أكدت الدراسة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الاكتئاب ومكان إقامة الأسرة لصالح مكان إقامة الأسرة داخل مدينة الرياض حيث تبين أن من لديه أسرة داخل مدينة الرياض أكثر عرضة للاكتئاب ، من الذين تسكن أسرهم خارجها. وأوصت الدراسة بتفعيل دور قسم الصحة النفسية ، وقسم علم النفس في جامعة الملك سعود للاهتمام بعلاج مشكلة الاكتئاب بين طلاب الجامعة عن طريق حملات التوعية والإرشاد والتثقيف. وضرورة إظهار دور العيادات النفسية في جامعة الملك سعود والعمل على إنشائها في البلاد بشكل عام ، وفي الجامعة بشكل خاص ، حتى يمكن علاج الطلاب الذين يعانون من الاكتئاب بشكل فوري وسريع ،وحتى لا يتأثر تحصيلهم العلمي والدراسي بذلك. ودعت الدراسة إلى لفت نظر المتخصصين في مجال الإرشاد والعلاج النفسي والاجتماعي بالجامعة والمتخصصين بشكل عام، ومن لهم علاقة بعلاج حالات الاكتئاب بشكل خاص إلى مدى أثر الخصائص الديموغرافية على حدوث الاكتئاب. وأوصت بعقد برامج ودورات تدريبية للمرضى النفسيين الذين يعانون من الاكتئاب بشكل عام وطلاب الجامعات بشكل خاص، تعني بالإعداد لمواجهة ضغوط الحياة نفسياً واجتماعياً، وكذلك التعرف مثلاً على خصائص الفرد الحالية والخصائص التي يفترض أن تكون لديه والخصائص التي يسعى إليها. وفي الختام أوصت الدراسة بإعداد كتيب إرشاد نفسي لطلاب جامعة الملك سعود لعلاج المشكلات النفسية التي يتعرض لها طلاب الجامعة خاصة مشكلة الاكتئاب حتى لا تتفاقم بعد حدوث أعراضها النفسية، وكذا تشجيع البحوث والدراسات التي تسهم في علاج الاكتئاب بمختلف مجالاته وأبعاده.