اوصى الباحث الدكتور عبدالعزيز بن ناصر الريس استشاري الخدمة الاجتماعية بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض بتوفير برامج إرشادية وعلاجية للتقليل من الخوف الاجتماعي وتصحيح بعض الأساليب التربوية الخاطئة، عبر الدورات المتخصصة للآباء والأمهات والمدرسين والمرشدين الاجتماعيين، وذلك لمعالجة بعض الظروف المؤدية لوقوع الشباب في براثن المخدرات. وكان الدكتور عبدالعزيز الريس قد اعد دراسة ميدانية استطلاعية حديثة بعنوان التنشئة الأسرية وعلاقتها بالخوف الاجتماعي لدى المتعاطين للمخدرات وحصل بموجبها على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وشملت الدراسة نزلاء مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، واستخدم الباحث في هذه الدراسة منهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة كأسلوب لجمع البيانات من النزلاء في فترة زمنية محددة، من فبراير إلى مايو 2008م. وبلغ عددهم (150) نزيلا واستخدم الباحث مقياس التنشئة الأسرية أداة للبحث. وتتلخص مشكلة الدراسة في محاولة الباحث تسليط الضوء على أهم أساليب التنشئة الأسرية (الديمقراطية، التسلط ،التقبل، النبذ، الحماية، الإهمال) وعلاقتها بأهم الاضطرابات شيوعا في المجتمع السعودي وهو الخوف الاجتماعي لدى المتعاطين للمخدرات. كما تكمن أهمية الدراسة الحالية في جانبين النظري والتطبيقي، فللدراسة أهمية علمية من خلال إضافة مزيد من الضوء على مشكلة الخوف الاجتماعي لدى المتعاطين للمخدرات مما يعد إضافة علمية للأطر النظرية الاجتماعية، وقد تم التركيز على العوامل الاجتماعية المرتبطة بظهور المشكلة في مهدها وذلك لندرة الدراسات الاجتماعية التي تناولت هذا الجانب الهام من المشكلة. كما تتجلى أهمية الدراسة بما تقدمة من فائدة علمية تطبيقية للمؤسسات الاجتماعية المعنية كالأسرة والمدرسة والمستشفيات والعيادات المتخصصة ومنظومة العدالة الجنائية (القضاء، أجهزة الأمن، دور التوقيف). وحول منهج الدراسة يقول الدكتور عبدالعزيز الريس ان هذه الدراسة استطلاعية حيث تم دراسة مجتمع يغلب علية صفة التحديد «نزلاء مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض «واستخدام منهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة كأسلوب لجمع البيانات من النزلاء في فترة زمنية محددة من فبراير إلى مايو 2008. وبلغ عددهم (150) نزيلا واستخدم مقياس التنشئة الأسرية كأداة للبحث وقد توفر للمقياس خصائص (سيكومترية) جيدة. وعن نتائج الدراسة يضيف الريس: من أهم الخصائص الاجتماعية للمبحوثين أن 40% منهم تراوح أعمارهم بين 30 و35 سنة، و60% لم يسبق لهم الزواج، و38% أكملوا المرحلة الثانوية في تعليمهم، واتضح أن 64% من أفراد العينة من العاطلين عن العمل، وان هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين عدم إتباع الوالدين للأسلوب الديمقراطي في تعاملهم مع أبنائهم والخوف الاجتماعي، كما ان هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين إتباع الوالدين لإسلوب المعاملة التسلطي مع أبنائهم والخوف الاجتماعي وايضا هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين عدم اتباع الوالدين لإسلوب المعاملة التقبلي مع أبنائهم والخوف، ان هناك علاقة ذات علاقة إحصائية بين إتباع الوالدين لإسلوب النبذ مع أبنائهم والخوف الاجتماعي اضافة الى ان هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين إتباع الوالدين لأسلوب الحماية الزائدة، مع أبنائهم والخوف الاجتماعي علاوة على ان هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين اتباع الوالدين لأسلوب الإهمال مع أبنائهم والخوف الاجتماعي.. وقد بينت النتائج أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين تعاطي الحشيش أو الحبوب والخوف الاجتماعي حيث بلغت النسبة 36% و 36% على التوالي. وفيما يخص أهم توصيات ومقترحات الدراسة يشير الدكتور الريس إلى أن من اهم التوصيات: ضرورة تصميم مقياس اجتماعي للاتجاهات الوالدية كما يدركها الأبناء في البيئة السعودية، يراعي أنماط التنشئة الاجتماعية في الأسر السعودية، وسيكون بإذن الله عونا للمتخصصين الاجتماعيين في الدور والمدارس والمستشفيات. وكذلك توفير برامج إرشادية وعلاجية للتقليل من الخوف الاجتماعي وتصحيح بعض الأساليب التربوية الخاطئة كالدورات المتخصصة للآباء والأمهات والمدرسين والمرشدين الاجتماعيين. كما واقتراح إجراء دراسات مكملة للدراسة الحالية كعلاج الخوف الاجتماعي ودوره في علاج الإدمان على المخدرات، والتركيز على الدراسات التتبعية، ودراسات أخرى تهدف إلى الكشف عن أساليب معاملة الوالدين، وعلاقتها بالخوف الاجتماعي على شرائح اجتماعية مختلفة، كالطلاب والموظفين من الذكور والإناث، إضافة الى التوصية بأن يتم تخصيص مادة دراسية تعنى بتنمية المهارات الاجتماعية منذ السنوات الدراسية الأولى.