تمكن مسلحون من السيطرة على ناحية سليمان بيك الواقعة في محافظة صلاح الدين على الطريق بين بغداد وإقليم كردستان العراق. وسيطر المسلحون على سليمان بيك بعد معارك مع الجيش العراقي فيها، وفقاً لمسؤولين. وقال المسؤولون إن المسلحين نجحوا في طرد القوات الأمنية من الناحية الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً شمال بغداد، وسيطروا على الأبنية الحكومية فيها، واستولوا على معدات للجيش، ما أدى إلى إغلاق الطريق الاستراتيجي بين بغداد وإقليم كردستان. وأدت معارك بين مسلحين وقوات عراقية إلى مقتل أكثر من 30 شخصا يوم الاربعاء بعد مداهمة ساحة احتجاج للسنة في اليوم السابق أسفرت عن اندلاع أقوى اشتباكات منذ رحيل القوات الأمريكية. ويهدد اليوم الثاني من القتال بتعميق الانقسامات الطائفية في العراق حيث مازالت العلاقات بين الشيعة والسنة بالغة التوتر بعد سنوات من المذابح الطائفية التي كادت تدفع البلاد الى حرب اهلية. وهذه الاشتباكات بين المسلحين والقوات العراقية هي الاكثر دموية منذ ان بدأ الاف السنة احتجاجات في ديسمبر كانون الاول للمطالبة بانهاء ما يعتبرونه تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. واقتحمت قوات عراقية يوم الثلاثاء ساحة يحتج فيها الاف السنة وقتل أكثر من 50 شخصا في اشتباكات اعقبت ذلك وامتدت خارج بلدة الحويجة القريبة من كركوك على بعد 170 كيلومترا شمالي بغداد الى مناطق اخرى. واستمرت اشتباكات متقطعة يوم الاربعاء وحذر زعماء عشائر متشددون من ان الاحتجاجات قد تتحول الى عصيان مفتوح ضد حكومة بغداد حتى مع دعوة معتدلين من السنة ودبلوماسيين اجانب الى ضبط النفس. وسيطر مسلحون لفترة وجيزة على مركز للشرطة وقاعدة للجيش وأحرقوا مسجدا شيعيا صغيرا في بلدة سليمان بك التي تبعد 160 كيلومترا شمالي بغداد قبل ان تطرد طائرات هليكوبتر تابعة للجيش المسلحين من البلدة. وقال مسؤولون إن 18 شخصا على الاقل قتلوا من بينهم عشرة مسلحين وخمسة جنود. وأدى كمين لقافلة للجيش قرب تكريت استخدمت فيها القنابل والقذائف الصاروخية الى مقتل ثلاثة جنود آخرين. وقتل ثلاثة آخرون في هجوم بمحافظة ديالى. وفي وقت لاحق يوم الاربعاء اندلعت اشتباكات في مدينة الموصل الشمالية حيث شن مسلحون هجوما بعد استخدام مكبر صوت في مسجد لدعوة السنة الى الانضمام الى القتال. وقال مسؤولون ان ثلاثة من الشرطة على الاقل واربعة جنود قتلوا في الهجوم. وقالت الشرطة ومصادر طبية انه في هجوم منفصل قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب 23 آخرون عندما انفجرت سيارة ملغومة في شرق بغداد. وتأتي زيادة حدة الاضطرابات من جانب السنة في ظل التوترات المتصاعدة بين الاحزاب الشيعية والسنية والكردية المشاركة في حكومة المالكي. وبعد عقد من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة مازالت الجراح الطائفية لم تلتئم في العراق حيث قتل العنف بين الميليشيات الشيعية والمسلحين السنة عشرات الالاف. وبلغ العنف الطائفي ذروته في العراق في 2006 - 2007 بعد ان فجرت القاعدة مزارا شيعيا في سامراء وهو الحادث الذي فجر أعمالا انتقامية. ويحتج الاف السنة منذ ديسمبر كانون الاول في تعبير عن الاستياء الذي تراكم منذ الاطاحة بصدام حسين ووصول الغالبية الشيعية الي الحكم من خلال صناديق الاقتراع.