بغداد، تكريت، السليمانية - أ ب، أ ف ب، رويترز - اعتقلت قوة عراقية تدعمها قوات أميركية زعيم أحد «مجالس الصحوة» السنية للاشتباه في تورطه في أعمال قتل مذهبية قبل انقلابه على تنظيم «القاعدة» في العراق. وأكد الجيش الأميركي اعتقال ناظم الجبوري وهو زعيم ميليشيا «الصحوة» المحلية المدعومة من الحكومة وزعيم ديني في بلدة الضلوعية الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمال بغداد، اضافة الى شقيقيه، في منزلهم أول من أمس. وقال ديريك تشينج الناطق باسم الجيش الأميركي في شمال العراق إن «أفراداً من الشرطة الوطنية العراقية بمشاركة مستشارين من قوات التحالف اعتقلوا ثلاثة أشخاص. والمقبوض عليهم... الملا ناظم محمود خليل وشقيقان له. وقدمت الشرطة الوطنية مذكرات اعتقال... بتهمة الارهاب». وكان لمجالس «الصحوة» وغالبيتها من العرب السنة دور رئيسي في تراجع أعمال العنف في العراق. وكأحد زعماء مجالس «الصحوة» كان الجبوري حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم «القاعدة» في محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال المقدم في شرطة الضلوعية حسين ابراهيم عبدالله إن الجبوري متهم بجرائم قتل وقعت في بلدة الدجيل التي تقطنها غالبية شيعية خلال ذروة الصراع الطائفي في العراق بين عامي 2006 و2007. وأكد أحمد كريم نائب محافظ صلاح الدين أن أفراداً من الدجيل وجهوا اتهامات ضد الملا ناظم بالتورط في قتل أقارب لهم. ولم يدل بمزيد من التفاصيل عن هذه الاتهامات. وأضاف أن الجبوري كان أحد عناصر تنظيم «القاعدة» عند وقوع هذه الجرائم المزعومة. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين عراقيين أن الجبوري وشقيقيه متورطون أيضاً في أعمال عنف عامي 2005 و2006 بينها اسقاط مروحية أميركية واستهداف الشرطة العراقية. وكانت مجالس «الصحوة» تتلقى الدعم والرواتب من القوات الأميركية الى أن انتقلت السيطرة عليها الى الحكومة العراقية خلال الأشهر الأخيرة. وتأخر دفع الرواتب عن موعده منذ سيطرة الحكومة العراقية على مجالس «الصحوة». وسبق أن اعتقلت القوات العراقية عادل المشهداني أحد قادة مجالس «الصحوة» في منطقة الفضل وسط بغداد، ما أدى الى وقوع اشتباكات مع أنصاره أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. وفي غضون ذلك، دانت حكومة اقليم كردستان العراق القصف الايراني الذي استهدف قرى في محافظة السليمانية أول من أمس، وطالبت طهران ب «الوقف الفوري» للهجمات لكنها شددت على «منع» أي تحرك يستهدف البلدان المجاورة. وأوضح بيان الحكومة أن «رئاسة مجلس الوزراء تدين هذه الهجمات وتطلب وقفها فوراً (...) كونها تؤدي الى نزوح المواطنين العزل وتلحق ضرراً بالموسم الزراعي والفلاحين وسكان المنطقة». لكنه تابع: «وفي الوقت ذاته، يؤكد مجلس الوزراء أن العلاقات بيننا يجب أن تبنى على أساس الاحترام والمصالح المشتركة، ومنع كل تحرك من أي جهة كانت لمهاجمة بلاد مجاورة لاقليم كردستان». وكان مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى أعلن أن مروحيات ايرانية قصفت مناطق كردية فجر أول من أمس من دون سقوط اصابات. وأضاف هذا المسؤول رافضاً كشف اسمه أن «ثلاث مروحيات ايرانية قصفت للمرة الأولى قرى كردية في محافظة السليمانية (330 كيلومتراً شمال بغداد)». وأشار الى «قصف مدفعي سبق غارات جوية عند الرابعة استهدفت قرى كاني سيف وبشتي جومرسي وكاره سوزي التابعة لقضاء بنجوين (125 كيلومتراً شمال شرقي السليمانية)». وتهاجم القوات الايرانية بالمدفعية بين فترة وأخرى عناصر حزب الحياة الحرة (بيجاك) المنضوي ضمن حزب «العمال الكردستاني» التركي ويمثله أكراد ايرانيون يتخذون من جبال محافظة السليمانية الوعرة معقلاً لهم. وعلى الصعيد الأمني أيضاً، أفادت مصادر أمنية أن عبوة مزروعة على الطريق انفجرت مستهدفة دورية للشرطة العراقية، ما أسفر عن اصابة رجلي شرطة وسط كركوك. وفي الموصل، ذكرت الشرطة أن مهاجماً انتحارياً استهدف بسيارة مفخخة دورية للجيش العراقي، ما أسفر عن اصابة ثلاثة مدنيين وشرطي مرور وسط الموصل. ولم يصب أي من جنود الدورية.