صادق الرئيس التركي، عبدالله غول، على قرارات مجلس الشورى العسكري الخاصة بترقيات كبار القادة العسكريين، بعد الاستقالة الجماعية لكبار الضباط قبل أيام، فبات الجنرال نجدت اوزال رئيسا لهيئة الأركان العامة، وفق ما كان متوقعاً. وحل قائد الفرقة الأولى، الجنرال خيري أوغلو، على رأس القوات البرية، بينما بات الأميرال أمين مراد بيلغال قائدا للقوات البحرية، الفريق الأول محمد أرتان قائدا للقوات الجوية. وقال عدد من المراقبين إن ما يجري في تركيا حالياً يشكل لحظة تاريخية تؤسس لسيطرة المؤسسة السياسية على نظيرتها العسكرية، بعد أن كانت الأخيرة تعتبر نفسها الجهة المسؤولة عن حماية النظام، مبررة لنفسها تنفيذ عدة انقلابات خلال العقود الماضية. وكان كبار ضباط الجيش التركي قد قدموا استقالاتهم الجمعة وعلى رأسهم رئيس الأركان، الجنرال إشيك كوشانر، وذلك بعد ساعات من اجتماع ضمهم إلى الرئيس عبدالله غول، ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان. وإلى جانب الجنرال كوشانر، فقد تقدم قادة القوات البرية والبحرية والجوية باستقالاتهم، وقال كوشانر في تصريح مقتضب: "قدمت استقالتي وفق ما أعتقد أنه ضروري." وكان كوشانر قد اجتمع مع غول وأردوغان لبحث عدد من المواضيع التي ستطرح أمام القيادة العسكرية مطلع أغسطس/ آب المقبل، وعلى رأسها موضوع التعيينات والترقيات المقررة لكبار الضباط. ويتردد أن الخلاف بين الجيش وكبار المسؤولين السياسيين في تركيا يدور حول طلبات ترقية عدد من الجنرالات في القوات البحرية والبرية من المعنيين بقضية مؤامرة الانقلاب التي يحاكم فيها حالياً أكثر من 200 عسكري. وترغب قيادة الجيش في ترقية بعض الضباط رغم وجودهم في السجن، بينما تريد الحكومة دفعهم إلى التقاعد.