يشهد العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً، بدعم من القيادة الرشيدة، وشراكة فاعلة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. وتسعى المملكة من خلال هذه الجهود إلى تعزيز منظومة الصحة الاجتماعية الشاملة، وتحسين جودة حياة المواطنين، وصولاً إلى تحقيق التنمية المستدامة، فضلاً عن أنّ تزايد الاهتمام بالعمل التطوعي يجسّد في الوقت نفسه مدى وعي المواطن السعودي، وإدراكه أهمية دعم المؤسسات الخيرية التي تسهم في نشر المعرفة والوعي الثقافي والأمن الصحي. ويأتي في طليعة هذه المؤسسات الخيرية «جمعية زهرة لسرطان الثدي» التي تعمل، دون كلل أو ملل، لرفع مستوى الوعي الوقائي لدى السيدات في مختلف أرجاء المملكة. كما تقوم بتوفير الدعم الحيوي للمريضات والمتعافيات على حد سواء، بتوجيه ومتابعة حثيثة من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت فيصل بن عبدالعزيز، رئيسة مجلس إدارة جمعية زهرة الخيرية، التي تؤكد على مدى إيمان القيادة بأهمية تعزيز روح العطاء والمسؤولية المجتمعية، مما يساهم في بناء مجتمع حيوي ومتماسك ومعافى ومقبل على الحياة بأمل. القطاع الخاص آمن بأهمية الدور الفاعل والمؤثر التي تقوم به جمعية زهرة، لذا راحت الكثير من مؤسسات القطاع الخاص تتجاوب مع رسالة الجمعية التوعوية، ومن بينها شركة أرامكو، وكذلك صندوق الاستثمارات العامة عبر الشركات التابعة له؛ حيث احتضنت مجموعة روشن والجولف السعودية الكثير من الفعاليات لمصلحة جمعية زهرة للتوعية والوقاية من هذا الداء العضال. وفي إطار الدعم والإسناد، شهد نادي الرياض للجولف، في الثاني من نوفمبر الجاري، فعالية عامة تمثلت في «المسيرة الوردية» شارك فيها الكثير من الرجال والنساء في إطار بطولة أرامكو النسائية الدولية للجولف، والمقدّمة من صندوق الاستثمارات العامة. وخلال «المسيرة الوردية» أعرب الرئيس التنفيذي للجولف السعودي نوح علي رضا، عن سعادته باستقبال صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء، وأعضاء الجمعية، إذ رافقهم في المسيرة، مثمّناً هذه الفعاليات الوطنية، ودورها في نشر ثقافة العمل التطوعي في مجال الصحة العامة، وانعكاساتها الإيجابية على تعزيز التنمية وجودة الحياة. كما شهدت جامعة الملك سعود مسيرة زهرة للتوعية في شهر أكتوبر وهو شهر التوعية بهذا المرض دولياً. «جمعية زهرة لسرطان الثدي» أثبتت ريادتها في مجال مكافحة هذا المرض، وذلك من خلال جهودها الحثيثة في التوعية الوقائية، وتقديم الدعم الشامل للمصابات والمتعافيات وذويهن. ومنذ تأسيسها، أخذت الجمعية على عاتقها مهمة مُلهمة تتمثل في تقليص تأثير سرطان الثدي، وتعزيز الوعي الصحي بين صفوف النساء، مما جعلها واحدة من أبرز المنظمات غير الربحية في هذا الحقل. تقوم جمعية زهرة بتنظيم حملات توعية دورية، وورش عمل ومحاضرات في مختلف مناطق المملكة تستهدف جميع شرائح المجتمع. هذه الأنشطة لا ترمي فقط إلى نشر المعلومات حول ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وإنما تسعى أيضاً لمحو الأفكار السلبية المترسبة في أذهان الكثيرات حول المرض؛ ما يساهم في تقليل حالات الاكتشاف المتأخر، وبالتالي تحسين فرص الشفاء، والنجاة من المرض. جمعية زهرة، في إطار نشر عبقها، تقدم دعماً شاملاً للمصابات بالمرض، عبر الإسناد النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى توفير المشورة القانونية والطبية. الإحساس بالوحدة والعزلة وتزعزع اليقين تعد من التحديات الكبرى التي تواجه النساء خلال رحلة العلاج، وهنا يأتي دور الجمعية كمصدر أمل وتحفيز، من خلال إنشاء مجموعات دعم وتأهيل، وتوفير بيئة آمنة للتواصل، إذ تُساهم الجمعية في تعزيز العلاقات بين المصابات وتبادل التجارب والنصائح، مما يساعد في تقليل القلق ومحاصرة التوتر. برامج الجمعية لا تقتصر، وحسب، على الدعم خلال فترة العلاج، بل تتعدى ذلك لتشمل تأهيل النساء المتعافيات نفسياً واجتماعياً، وتمكينهن من العودة إلى حياتهن الطبيعية؛ من خلال ورش العمل التدريبية والدورات التأهيلية، حيث تُساعد الجمعية النساء على اكتساب مهارات جديدة تمكّنهن من دخول سوق العمل، وبالتالي تحسين جودة حياتهن ومساهمتهن في المجتمع. إنّ تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً هو جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة نحو خلق بيئة صحية ومستدامة. الرسالة الإنسانية لزهرة تزرع الأمل في قلوب الكثير من النساء، وتساهم بشكل فعّال في تحسين جودة حياتهن، وذلك بفضل التوجه الإيجابي والجهود المستمرة التي تبذلها الجمعية لإحداث تغيير حقيقي في المجتمع. إنّ زهرة ليست مجرد جمعية تقدم الدعم، بل هي رمز للعزيمة والإصرار على مكافحة سرطان الثدي، وتوفير حياة أفضل لجميع النساء، ضحايا هذا المرض، ليصبحن أكثر قوة، وأشد جَلَداً، وأعمق إيماناً بقدراتهن الخلاقة على هزيمة الألم والمعاناة. جمعية زهرة لسرطان الثدي تستحق كل الدعم والتشجيع في مسيرتها النبيلة. وستظل جهودها الحثيثة في التوعية والدعم نبراساً يُضيء الطريق، وبارقة أمل للعديد من النساء، بما يعزز التلاحم المجتمعي في مواجهة هذا التحدي الكبير. إن التكاتف مع الجمعية ودعم برامجها واجب إنساني ووطني لنصرة المصابات والمتعافيات، ولصنع تغيير إيجابي ومستدام يحيي طاقة التفاؤل، وينعش قوة الأمل.