قال إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح آل طالب، إن أعظم ما يسيء إلى الإسلام ويبطئ دعوته ويحد من انتشاره، تصرفات بعض المسلمين وخاصة من يظن نفسه من المحافظين عليه. وأضاف طالب، في خطبة الجمعة، (19 ديسمبر 2014)، "رأينا في السنوات المتأخرة جرائم من أمثال هؤلاء أدت إلى الإساءة للإسلام والدعوة إليه ما لم يستطع أعداؤه مثله ولم تكن ساحته ساحة حرب أو ضحاياه محاربين بل كانت مدارس للمسلمين وبيوتا وأسواقا". وتابع أن آخر جرائم الإساءة إلى الإسلام، الهجوم على مدرسة أطفال في دولة الباكستان، وراح ضحيتها أكثر من مائة وثلاثين قتيلًا، معظمهم من الأطفال. وأكد خطيب المسجد الحرام، أنه لا عذر لأولئك القتلة عند الله ولا تبرير من أي عقل وعاقل، ولن يقبل صنيعهم ضمير أو تستسيغه مروءة، مشيرا إلى أن القتلة ولغوا في دم حرام وأزهقوا أنفسا لم يجر قلم التكليف على أكثرهم. وتساءل: "ما ذنب هؤلاء وما ذنب أطفال سوريا والعراق وغيرهم ممن يمطرون بالقتل صبح مساء، ويشردون في جوع وخوف وزمهرير الشتاء من المجرمين والإسلام منهم براء؟". وأشار إلى أن من أصول دين الإسلام والمعلوم منه بالضرورة، عصمة الدماء وتعظيم خطرها، ومع ذلك نرى سفكه أهون ما يكون عند كثيرين يجترئون عليه بآراء منحرفة وفتاوى مزيفة . وشدد على حفظ الإسلام دماء صبيان الكفار المحاربين، فكيف بصبيان المسلمين الآمنين؟، قائلا: "نعوذ بالله من الانتكاسة في الدين وسلوك سبيل الخوارج الغالين ونسأل الله أن يكفي المسلمين شرورهم وأن يردهم على أعقابهم وأن يرحم موتى المسلمين ويشفي الجرحى والمصابين". وفي المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي عن فضل إصلاح ذات البين، قائلا: "إن أحب شيء إلى الله- تعالى- صلاح النفس والإصلاح هو تقويم ما انحرف من أحوال الفرد والمجتمع، أو إصلاح ما فسد من العلائق على مقتضى الشرع الحنيف". وأبان الحذيفي، أن إصلاح ذات البين باب من أبواب الجنة وأمان من الفتن الخاصة والعامة وجلب للمصالح ودرء للمفاسد التي يعم ضررها ويطير شررها وسد لأبواب الشيطان التي يدخل منها على الإنسان. وأضاف أن المتأمل في تاريخ الأفراد والأمم يجد أن الشرور اتسعت دائرتها لغياب فضيلة إصلاح ذات البين ويجد شرورًا وفتنًا دفعت بسبب إصلاح ذات البين, حيث إنه من مقاصد الإسلام العظيمة وتعاليمه. وأوضح فضيلة الشيخ الحذيفي أن من ذلك الإصلاح بين الزوجين فيما اختلفا فيه بما يضمن لكلٍ حقه، فضلا عن الإصلاح بين الأقرباء وبين المتخاصمين من المسلمين. وحثَّ جموع المسلمين على عدم ترك هذا الباب لما فيه من الخير الكثير، لأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلح بين أصحابه، كما سعى في هذا السبيل الصحابة رضوان الله عليهم.