أصدر مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية بيانًا رسميًّا استنكر فيه ما وصفه تجني وكذب قناة "العربية" وموقعها الإلكتروني بنشر خبر عن ذبح 150 امرأة عراقية على يد عنصر "داعشي" لرفضهن الانصياع "لجهاد النكاح". ونشر الحساب الرسمي لقبيلة "زوبع" العراقية في موقع "تويتر"، الأربعاء (17 ديسمبر 2014)، بيانًا قال إنه صادر عن مجلس عشائر الثورة العراقية يستنكر فيه "تجني وكذب" قناة "العربية" وموقعها الإلكتروني على النساء العراقيات المنتميات إلى فصيل بعينه، في إشارة إلى نساء العشائر السنية. ويقول البيان: "فيما يُعد تعديًا خطيرًا وسافرًا في حق أبناء مجتمع محافظ يعتز بالقيم والأخلاق والعادات العشائرية، ويضع للمرأة منزلة خاصة محترمة مصونة لا تمس ولو بحرف من كلمة غير لائقة - أقدمت قناة "العربية" في موقعها الإلكتروني "العربية نت" على نشر خبر عن ذبح 150 امرأة عراقية على يد أحد أفراد (تنظيم الدولة) في الفلوجة رفضن الانصياع ل(جهاد النكاح) كما جاء في مضمون الخبر". وأضاف البيان أن "مجلس شيوخ عشائر الثورة يود بيان الأمور الآتية بشأن هذا الخبر المفترى، وما فيه من تجنٍّ وكذبٍ، انطلاقًا من مسؤوليته المباشرة في الدفاع عن حقوق العراقيين جميعًا وأعراضهم، والذب عن القيم الأصيلة للعشائر العراقية"، معتبرًا أن موضوع جهاد النكاح هو فِرية في أصله ومضمونه، ولا واقع شرعيًّا له، فضلا عن وجوده واقعًا؛ حيث لا أدلة حقيقية على ذلك، وهو وليد آلة إعلامية مغرضة، روجته في سوريا، وتحاول استثماره في العراق الآن". وأوضح البيان أن قناة "العربية" لم تقم تبعًا لمصدر خبرها (وزارة حقوق الإنسان الحكومية) ببيان الأدلة المكانية والزمانية والشخصية المحددة في هكذا خبر خطير وحساس، وهذا إخلال بسياقات العمل المهني المطلوبة في التعامل مع هكذا أخبار ذات محتوى خبري مهم ولافت ومثير. وتساءل البيان: "كيف لوزارة حقوق الإنسان معرفة هذا الخبر، مع أن وزارتي الداخلية والدفاع وأجهزتهما الاستخبارية لا تستطيع الاقتراب من الفلوجة، أو الحصول على معلومات دقيقة من داخلها، وأين هي المستندات الحسية التي اعتمدتها في إصدار هكذا بيان؟". واعتبر البيان أن قناة "العربية" "بإيرادها هذا الخبر من بين ركام الأخبار التي نشرتها وزارة الحكومة الحالية تقع في فخ التواطؤ بالمرامي مع هذه الوزارة، وتوجه الإساءة إلى أهالي الفلوجة ومن خلالهم إلى محافظة الأنبار، وإلى مُكوِّنٍ مقصودٍ بعينه، وهذا يوقع "العربية" وغيرها من وسائل الإعلام في مشاكل لا طائل من ورائها مع قبائل وعشائر المحافظات المنتفضة، ممن وقع عليهم حيف الاحتلال الأمريكي، والتغول الإيراني، والظلم الحكومي". وأشار البيان إلى أن "معنى الخبر في نفسه متناقض، فهو يقتضي أن باقي نساء الفلوجة يقبلن بهذا النوع المفتَرَى من النكاح، وهذا قذف للمحصنات العراقيات المؤمنات الغافلات، وأي منطق سيصدق بأن النساء اللاتي بقين دون المذبوحات قد رضين بما يسمونه جهاد النكاح". وتساءل مجلس شيوخ العشائر الثورية عن "أي عقل أو منطق يصدق أن تذبح 150 امرأة دون انتشار الخبر وذيوعه وظهور تداعياته في مدينة الفلوجة؟ وأين هي شكاوى الموالين للحكومة من سكان المدينة أو المحافظات الذين ينشطون في نشر أخبار أقل أهمية من هكذا خبر، أليس هذا مستغربًا؟"، ومستغربًا من عدم ظهور تقارير الطبابة العدلية ومستشفى الفلوجة عن هكذا حالات قتل كبيرة، وهما يصدران تقارير يومية عن أعداد القتلى والجرحى في المدينة". واختتم بيان العشائر بالقول: "إننا في مجلس شيوخ عشائر الثورة نستنكر وندين هذا التعدي السافر على أهلنا ومجتمعنا وحرماتنا، ونطالب قناة "العربية" برفع هذا الخبر، وتقديم اعتذار واضح وصريح عن نشره، وإلا فإننا كشيوخ عشائر سنقوم بكل ما يلزم للمطالبة بالحق العشائري المعروف في مجتمعنا العراقي من قناة "العربية" ومن الصحفيين المشرفين على أخبار العراق في القناة الذين قاموا بترويج الخبر ونشره، وأسماؤهم معلومة، وظهر أحدها مع الخبر على موقع القناة. من جانبهم، دشن مغردو "تويتر" وسمًا حمل "#"العربية"_تطعن_نساء_سنة_العراق" شاركوا فيه بآلاف التغريدات التي عبروا من خلالها عن امتعاضهم لمضمون الخبر، مطالبين قناة "العربية" باعتذار واضح وصريح عما أسموه "قذف المحصنات".