من المفاهيم الخرافية ان الطفل الموهوب لايحتاج الى مساعدة لان القدرة تتكون تلقائيا ويشعر بها ويتفوق ويصل الى الكمال دون تقديم عون له ولكن الحقية غير ذلك ان اهم اسباب وجود الموهبة للطفل هي الاسرة ,وبقدر ما يعطى الطفل من اهتمام وتشجيع وتقدير له كلما انارت موهبته واشتعلت هل تعرف انك تساهم بجزء كبير في تنمية موهبة طفلك ؟ ان الاسرة هي المحتضن الاول للطفل وبها تتشكل الملامح الشخصية لطفولته اذ تعتبر المصدر الاساسي لاشبعاع احتياجاته النفسية والصحية فمنها يتعلم القيم والعادات للمجتمع الاصلي للاسرة ويتعلم اللغة والسلوك وغيرها, يقول بول ويتي انه اذا اتيحت الفرصة للتعايش مع طفل متفوق فسوف يلاحظ انه رغم تفوقه الا انه قلما يجد الحياة سهلة فهو معرض لبعض المشكلات التي يتعرض لها الاطفال عامة بالاضافة الى مشكلات اخرى لايواجهها الطفل العادي (عبدالرحمن وصفاء,2001) فالاسرة هي اول من تكتشف موهبته وهي المحتضن لها وكلما كان الاهتمام بقدراته وشعوره كبيرا كلما كانت النتائج لاظهار قدراته مفيدة وعظيمة ولاننسى العوامل التي تسهم في تقدمه من عدد الاسرة وتركيبها والوضع الاجتماعي والاقتصادي فهي التي ترسخ العادات والسلوك والقيم الاخرى, وهناك بعض المشكلات المتعلقة بالطفل نفسه كالحساسية المفرطة اتجاه الاخرين وصعوبة تكوين صداقات مع الاقران التي تؤدي حتما الى العزلة او اخفاء الموهبة كنوع بديل حتى يتقبله الاخرون. ولكن ماهي المشكلات الاسرية خاصة الوالدان المؤثرة على الطفل الموهوب ؟ اولا : عدم اهتمام الوالدين اتجاه الطفل الموهوب : للاسف اكثر مشاكل الموهوبين مصدرها الابوين وعدم تفهمهم وتقديرهم لحاجات ابنهم والعمل على اخفائها اما خوفا علىيهم من الاهتمام بالمهارة والتخلي عن الدراسة وبالتالي ينخفض التحصيل المدرسي وهذا امر لاتريده اغلب المجتمعات العربية لخوفهم ان مستقبل ابنهم متعلق فقط بنجاحهم ودرجاتهم المرتفعه والتركيز على هذا الجانب مع اهمال الجوانب الاخرى التي قد تكون لها الاثر الاعظم في رغبة الطفل وميوله . بالاضافة الى خوفهم من ان تعوق موهبته على تكوين علاقة طيبة مع اخوته او اخوانه ,او معتقدا بخرافة الربط بين النبوغ والتفوق واضطراب العقل فيما بعد (زكريا ويسرية,2002) ثانيا: تقدير الوالدان المبالغ فيه للطفل الموهوب: وتعتبر عكس المشكلة الاولى وتنشا من رغبة الوالدان في اسهامات ايجابية للطفل للتقدم الى الامام مما قد يؤدي الى ان يكون الطفل فريسة او ضحية لميول ورغبة الاباء وبالتالي يؤثر على صحة الطفل النفسية والاجتماعية ممايؤدي سلبا عليه فكثيرا مانسمع عن اباء فرضو على ابنائهم مهن معينة للدخول فيها اما رغبتهم الشديدة للحصول على مهنة :طبيب او محام او مهندس وغيرها او لانهم لم يستطيعوا الحصول عليها في حياتهم وبالتالي وضعت الامال نفسها للابن تجاهلا منهم انه مختلف عنهم شخصيا وميوليا وله رغبات ذاتية ومستقله عنهم ممايؤدي الى تغيير مهنته: المحاماة مثلا الى الرسم . ثالثا:صراع الابوين في طريقة تنشئة الطفل الموهوب: يحدث التنافس بين الوالدان حول ضبط الابناء وتفضيلهم مماقد يشعر الطفل الموهوب انه في دوامة تعنى القبول او الرفض من احد هما واختلاف رايهما حول رغبات او طموحات ابنهم . ولكن اذا زادت هذه الحالة ادت الى مايسمى بازدواجية الشخصية فقد تلتبس به الامور ولا يعرف حينها التقرير او قبول تقدير وراي اي منهما. حلول وتوصيات موجهه للوالدين : 1- اعطاء فرصة من الاهتمام والتقدير للطفل الموهوب عن طريق مراعاة احتياجاته وعدم الاتكال على المدرسة فقط في تنمية موهبته لان الطفل يمضي قدما اكثر عندما يلاقي التشجيع والقبول من الابوين 2- الضغوط على الطفل الموهوب من اكبر المشاكل النفسية التي يتعرض لها ويلعب الابوين دورا هاما فيها لذا يجب عليهما تخفيف الضغط عليه مع الاخذ بالاعتبار انه ليس مسؤول عن قدراته وامكاناته فهو طفل لايعرف بالنهاية طريقة تنفيذ مهاراته وادائها بشكل متطورفهو بحاجة الى تشجيع وتقديم الانشطة المناسبة لاحتياجاته ولابد من الاقتناع بان الموهبة لاتكفي بدون تقديم المساعدة والدعم للظهور 3- تخفيف المنافسة والصراع بين الطفل الموهوب وبين اشقائه العاديين و يجب على الابوين تجنب الرسائل المزدوجة او الافصاح العالي عن الابداع والتي تسبب مشكلات للابناء.(ديفيز,ريم) 4- التقدير الغير مبالغ فيه نحو الطفل الموهوب والسماح له باختيار مايريده ومايقرره بغض النظر عن رغباتهما . 5- الطفل الموهوب شأنه شأن اخوته العاديين يحتاج الى التربية السليمة فيجب ايضاح القواعد والنظم للاسرة وترسيخ القيم الاخلاقية مثل الثقة بالنفس والامانة واحترام الاخرين (زكرياويسرية,2002) 6- ان الطفل الموهوب يكون اكثر وقته مع اسرته لذا لابد ان يرى من الابوين السعادة والتفاهم والامان مع تقبله واشعاره بالحنان والعطف. 7- يجب عليهما الادراك بان الطفل حقه ان يعيش مرحلته العمرية كطفل وليس كراشد , ونتيجة لذلك فمن المهم التركيز على جميع الجوانب الاجتماعية منها والانفعالية لتحقيق شخصيته السليمة والتخلي عن فكرة التركيز العقلي . نداء عبدالله الحاجي