طرحت هذا السؤال في مجلس فيه من جميع الأطياف كانت الإجابات مختلفة منهم من قال قلتها لزوجتي ومنهم من قال لأمي ومنهم من قال لصاحبي وتفاجأت أن هناك من لم يقلها مطلقآ وأن هذا عيبآ ولايجب التطرق إليه وكأني قلت منكرآ ,, في الحقيقة طرحت هذا السؤال لما رأيته من بعض الزوجات اللاتي يشتكين من الجفاف العاطفي من قبل أزواجهن ليس لأنهم لا يحبونهن بل لأنهم يرون أن هذه الأشياء سخافات ولا يجب النظر إليها بل إنه يتضايق إذا أتصلت عليه زوجته وهو عند أصدقائه ويظن أن ذلك منقصة في رجولته إن بعض الرجال يظن أن احترامه لزوجته أمام الآخرين وتقديرها والنزول عند رغبتها تقلل من شأنه وينقص من رجولته وتفقده قوامته وما علم أن إحترام الزوج لزوجته وتقديره مشاعرها يجعلها تكن لزوجها في نفسها كل حب واحترام وتقدير وإعتراف بفضله وكرمه ولنا في رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) خير قدوة فقد كان يعيش بين أزواجه رجلا ذا قلب وعاطفة ووجدان حياته مليئة بالحب والحنان والمودة والرحمة فقد كان مع زوجته عائشة التي يحبها كثيراً يراها تشرب من الكأس فيحرص كل الحرص على أن يشرب من الجهة التي شربت منها حب حقيقي لا يعرف معنى الزيف فإذا كان الحب في زماننا اليوم شعاراً ينادى به وكلمات تقذف هنا وهناك فإنها في نفس محمد عليه الصلاة والسلام ذات وقع وذات معنى قل من يدركه ويسعد بنعيمه وهاهو يسابقها في وقت الحرب ويطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ليسابقها ويعيش معها ذكرى الحب في جو ربما يراه البعض أنه ليس وقت للحب ومع ذلك لا ينسى أنه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب حتى الغيرة التي تنتابها عليه عليه الصلاة والسلام لم يعنفها عليه فعندما غارت يوما من جارية طرقت الباب وقدمت لها طبق وفي البيت زوار لرسول الله من صحابته فقال للجارية ممن هذه قالت : من ام سلمة فأخذت الطبق ورمته على الأرض فابتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لصحابته غارت أمكم ! ويأمرها بإعطاء الجارية طبقا بدل الذي كسرته أحب فيها كل شيء حتى غيرتها لمس فيها حبا عميقا له وفي المرض حين تقترب ساعة اللقاء بربه وروحه تطلع الى لقاء الرفيق الأعلى لا يجد نفسه إلا طالباً من زوجاته أن يمكث ساعة احتضاره ( عليه الصلاة والسلام ) في بيت عائشة لماذا ؟ ليموت بين سحرها ونحرها ذاك حب أسمى وأعظم من أن تصفه الكلمات أو تجيش به صحائف الكتب ذاك رجل أراد لنا أن نعرف أن الإسلام ليس دين أحكام ودين أخلاق وعقائد فحسب بل دين حب أيضاً دين يرتقي بمشاعرك حتى تحس بالمرأة التي تقترن بها وتحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من أسدى لك معروفاً او في نفسك ارتباط معه ولو بكلمة ( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ) حب لا تنقض صرحه الأكدار حب بنته لحظات ودقات قلبين عرفا للحياة حبا يسيرون في دربه دعونا أيها الأزواج نعيش أجمل لحظات حياتنا مع أزواجنا ونبوح بمشاعرنا وندعها تتدفق كالنهر الجاري ونبتعد عن الكلام الجارح حتى في أخطائهن ونشيد بكل شيء يفعلنه من أجلنا ولو كان صغيرآ ونثني عليهن في كل شاردة ووارده ونشبع تلك الرغبة الجامحة في نفوسهن لن يكلفكم شيء سوى تحريك تلك الشفتين بكلمة أحبك وحتمآ سترون الحياة أجمل من قبل . ودمتم في حفظ الله ورعايته .. أخوكم / ماجد صالح البغيق أخصائي إجتماعي [email protected]