ياله من مرض خطير قد يكون من أسباب الإصابة بالعين والسحر والحسد .. وقد يؤدي إلى أبغض الحلال إلى الله وهو الطلاق .. وقد يؤدي إلى الحقد والكراهية والنفور. هذا المرض الذي أتحدث عنه اليوم هو مرض (افشاء الأسرار الزوجية). قد يأتي الزوج ويحكي لأصحابه وزملائه عن ما يدور بينه وبين زوجته من مودة وحنان ورقة ورومانسية وعن ما يدور من خلال ذلك بحجة إظهار قوته ورجولته ورومانسيته أمام الآخرين. وفي المقابل قد تأتي الزوجة وتحكي لزميلاتها وجاراتها ما يدور مع زوجها من حب وغزل وما تقوم به من أفعال وأعمال بدون احترام لمشاعر الحياة الزوجية بحجة براعتها وتفننها في ذلك مما يجعلهم يصابون بالعين حتى ولو من غير قصد فيتحول الحب وتتحول الألفة إلى كره ونكد أو يصابون بالحسد وعندها يجوبون الفيافي والقفار عن بحث للعلاج وإلى راقٍ يزيل معاناتهم أو إلى المستشفيات والمصحات الصحية وقد لا يجدون العلاج ، أو يصابون بالسحر وبالتالي يحصل البغض وضيق الصدر عندما يكونون معاً وبالشوق عندما يبتعدون عن بعضهم والأمثلة والقصص كثيرة لا مجال لحصرها هنا. إذن لكي نجد الحل لذلك علينا أن نتذكر بأن الوقاية خير من العلاج ومن ذلك حفظ الأسرار الزوجية حتى عن أقرب الأقربين وقد قال صلوات الله وسلامه عليه (إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها). وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء فهي من الأسباب التي تحفظ من العين والحسد والسحر . وكذا المحافظة على الذكر الذي يقال عند إتيان الزوج زوجته: (بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا). وان افشاء الأسرار الزوجية لا يتفق مع ذوق المسلم ولا يفعل ذلك الا أصحاب القلوب المريضة والعقول الفارغة مع الأسف الشديد .. فالزواج له أسراره وعلاقة يؤتمن فيها الزوجان على أسرار بعضهما البعض ولا ينبغي أن يفشي أحدهما سر الآخر قال جل وعلا (فالصالحات قانتات حافظات للغيب). أحبتي: إن نقل الأسرار الزوجية خارج نطاق الأسرة الزوجية يعني ازدياد اشعال نارها وإضرام نار العداوة والبغضاء بين الزوجين ، فافشاء الأسرار يعتبر العدو الأول في حياة الزوجين لأن السعادة الزوجية هي حلم كل فتاة مخطوبة وهدف كل زوجة على وجه الأرض وهي حلم وهدف في آن واحد. وقد أكد العقلاء من بني البشر أن نشر غسيل الأسرة خارج محيطها يولد المشاكل التي لا تنتهي والغسيل هنا ما يقع من الزوج والزوجة من خلافات ومشاكل لا حصر لها .. ونجد هنا أن البعض يحب أن ينقل ما يقع في منزله بما يسمى (بالفضفضة) من أجل أن ينفس عن نفسه لأي شخص أو لمن يواجههه .. وهذا خطأ جسيم فقد ينقل هذا الآخر ما فضفضت به إلى الاخرين وهنا تكبر الحكاية وتتناقلها الأفواه وتصبح (لبانة) في أفواه الأعداء قبل الأصدقاء .. فهل يعقل ذلك؟!!. كما أن الشكاوى التي قد تحدث من الأزواج أو الزوجات إلى الأهل قد تزيد الطين بلة .. فليس كل المشاكل بالإمكان نقلها إلا في أضيق الحدود وعندما لا نجد حلاً لها فهنا كما قال المولى عز وجل (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً). والله أسأل أن يوفق الأزواج والزوجات لما فيه الخير وأن يبعد عنهم كل سوء والله من وراء القصد. ما قيل عن السعادة الزوجية | السعادة الزوجية هي امرأة قنوع ورجل صبور. | السعادة الزوجية هي انتصار للزوجين والنكد هو هزيمة لهما وللأولاد. | السعادة الزوجية ليست في عدم وجود خلافات ولكن في النجاح في معالجتها والكراهية تهدم في يوم ما يبنيه الحب في سنوات. | السعادة الزوجية أن ترضى بالزوجة كما خلقها الله لا كما تريد أنت. | السعادة الزوجية مثل الصحة تاج على رأس الزوجين لا يراه إلاّ الأشقياء. همسة: السعادة لا تدوم في جو مملوء بالغيوم.