كان وسيبقى رحمه الله أنموذجاً مثالياً لعمل الخير والسعى لمرضاة الله وخدمة الناس بلا كلل حتى أنك تجهد وأنت تتابع تنقلاته وحركاته سعياً للخير والفوز بمرضاة الله وكان في ذلك صبوراً جلداً تشرق منه ابتسامة رضا لا يستطيع من قابله أن يتجاهل سحرها وتأثيرها على النفس فتسبغها حباً وقبولاً لهذا الرجل الفاضل الجليل والذى سعى جاهداً أن يخلص حبه لله ولرسوله ولعباده المؤمنين المواطنين والمقيمين فكانت خدمة وطنه ومجتمعه احدى علامات هذا الحب ناهيك عن مختلف الطاعات التى عادةً ما يثقل حملها ويكبر نصبها الا على المتقين من أمثاله رحمه الله فكانت تزيده رغبة وإصراراً على القيام بها راجيا أن يكون ممن يأمنون عذاب الله يوم القيامة وأني لأسأل الله الكريم أن يكون له ذلك والله أرجو أن رحيل أبي ياسر في مثل هذه الأيام فيه من العلامات ما يبشر برضا الله عليه و عظيم كرمه وسعة غفرانه وجوده وجمال عطائه فها هو يرحل عنا في أحد أهم أيام السنة عند الله وأكثرها بركة الثاني من ذي الحجة ... ثاني الأيام العشر التي أقسم الله بها في محكم كتابه أذ قال ( والفجر وليال عشر .... ) صدق الله العظيم ... نعم إنها بشرى حقيقية لهذا الرجل الصالح أن يشهد المسلمون كافة من كافة بقاع الأرض الصلاة عليه والدعاء له في أفضل وأطهر وأكرم بقعة خلقها الله بقعة بني واستقر بها بيت الله وولد بها أفضل خلق الله حبيبه سيدنا محمد فكانت النور الذي أشرق بالإسلام على البشرية كافة.. أنها دلالات خير وبشرى طيبة تناسب حجم الابتسامة الطيبه التي كان الفقيد رحمه الله يرسلها نقية واضحة معبرة ويغدق بها الحب والحنان على كل من يراه ويقابله .... رحمك الله يا أبا ياسر رحمة واسعة وأظلك تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله، إن القلوب التى يغمرها حبك والأكف التى ترفع لله تضرعه أن يغفر لك كثيرة والألسن التى تلهج بذكر الله ثم تدعو لك كما تمنيت كثيرة أيضا وكثير كثير يدعو لك الله ويترحم عليك منها من تعرف ومنها ما لم تعرف هكذا هي السير يا أبا ياسر هكذا هو المثل لمن أراد أن يعيش ويرحل ويحتسب الله في كل صغيرة وكبيرة حقاً لا إله إلا الله والذى لا يحمد على مكروه سواه .... فمصابنا بك كبير أيها الشيخ وفقدك لا يخفف من حجم لوعته إلا عظمة الله وسعة رحمته وعظيم كرمه وكمال عدله فهو من يجزيك عنا وعن أهلك ووطنك خير الجزاء. كنت دوما سباقاً لتأبين الآخرين مشاركهم أحزانهم تواقا لأفراحهم وأول الحاضرين فيها فكيف لنا أن ننساك كيف لنا أن لا نؤبنك يا أبا ياسر وهو حق ودين لك علينا لا يؤجل و قليل في حقك رحمك الله أيها الشيخ الجليل الراحل وتغمدك بواسع مغفرته ورحمته وألهم أهلك وصحبك ومحبيك الصبر والسلوان وعوض فيك ولاة الأمر والأمة والوطن خيرا أنه سميع مجيب ... اللهم ارحمنا.