أثارت «العلكة» جدلاً واسعاً بين العلماء عن حكم مضغها في نهار رمضان بين مؤيد ومعارض، فوفقاً لأستاذ كلية الشريعة بجامعة القرويين بمدينة فاس في دولة المغرب الدكتور إدريس الفاسي الفهري، فإن مضغ العلكة الطبيعية في نهار رمضان لا يفسد الصوم، ولكن يكره مضغها حرمة للشهر الفضيل وتوقيراً له. وأضاف الفهري «ما لم يكن أكلا ولا شرباً، ولا جماعاً ولا معصية فهو مباح أثناء الصوم»، مستدلاً بترخيص عائشة -رضي الله عنها- في مضغ العلك لأنه لا يصل إلى الجوف فهو كالحصاة توضع في الفم. وأشار الفهري إلى أن العلك لا يفسد الصوم، ويكره فعله، إذا كان على يقين أنه لم يدخل الجوف منه شيء، وهذا إذا كان العلك مصلحاً ملتئماً أي كان ممضوغاً، لافتاً إلى أن هذا مذهب الحنفية والشافعية، بينما يكره عند الحنابلة والمالكية مضغ العلك الذي لا يتحلل، وتركه أفضل. فيما أكد رئيس قسم الدراسات للشؤون الخارجية ونائب رئيس هيئة الفتوى الشرعية في الجزائر، الدكتور الشيخ عزالدين بن زغيبة إلى أن المسألة فيها اجتهاد وفيها من حلل وحرم وفيها من نهى عنها، موضحاً أن الاحتياط بعدم أكل العلك أثناء الصيام أوجب للابتعاد عن الشبهات. واكتفى أمين عام رابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله التركي بقوله: «إذا كان العلك لا يتحلل، فالأحوط أن يبتعد عنه الصائم لأنه لا يؤمن أن ينفصل شيء منه فيدخل حلقه فيعرض صومه للفساد». بدوره أجاز القاضي وعضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث مضغ العلك الطبيعي غير المتحلل لأنه يعد مثل علك السواك، مضيفاً «أما اللبان والمستكة ففيهما مواد متحللة وتدخل الجوف ولها ريح وطعم ولون فهذه تفطر الصائم». وبين الغيث أنه يجوز للأب أو الأم مضغ أنواع الطعام للأطفال الصغار وذلك في حال التأكد من أن الطعام لا يدخل للجوف، حيث كان الحسن رضي الله عنه يمضغ الجوز لابن ابنه وهو صائم.