[frame="2 100"][SIZE=4][ALIGN=JUSTIFY]إن من أعظم النعم وأجل الفضائل وأرجاها هي بلوغ شهر رمضان شهر الصيام والقيام وشهر المغفرة والرضوان ، فيه أنزل الله القرآن وفيه قرن ربنا تبارك وتعالى شهر رمضان بالقرآن فقال تعالى بعد آية الصيام (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاع إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) في رمضان تكثر أسباب وطرق الخير وفيه يرجع الكثير إلى ربهم رغبة في الأجر وخوفاً من التفريط والخذلان يرابط الكثير منا في المساجد أدبار الصلوات ويتنافس الصالحون في قراءة القرآن ويجتهد المجتهدون في الصلاة والقيام ، ويعمل المحتسبون على الإفطار وفضائل الأعمال . شهر رمضان خير الشهور وأفضلها .. فلا تدع الفرصة تفوتك والركب يسير وأنت على حالك كم من رمضان دخل علينا وخرج كم من أحباب جلسوا معنا على سفرة الإفطار .. معذرة على التذكير فرمضان فرصة للتغير .. ذهب رمضان وودعه الكثير من الأحباب من الأصحاب فأعلم أخي القارئ الحبيب أنك في نعمة لا يعلمها إلا الله عز و جل .. تذكر أن الله اصطفاك من بين الذاهبين جميعاً أبقاك لربك صائماً وللصلاة محافظاً وللذكر ملازماً أبقاك ولم يأخذك قبل رمضان شهر القرآن.. هناك أمور أخي الحبيب يجب أن تكون نبراساً لنا ونوراً نسير عليه في رمضان ولانفرط فيها فالعمر واحد والموت يأتي بغتة .. أربط على نفسك وشد من أزرك فرمضان شهر القرآن قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) رمضان شهر العمرة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) رواه الشيخان. ومن أعظم الأمور التي غفل عنها الكثير منا هي الجلوس إلى وقت الإشراق وهو وقت طلوع الشمس والدليل على فضلها ( هي أن الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس وقد روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمر تامة تامة تامة ) صححه الألباني. الفضائل كثيرة و الأعمال يسيرة والأجور عظيمه .. فما بالك بأجر وفضل تفطير الصائمين وأجر القيام مع الإمام حتى الانصراف وفضل ليلة القدر و الاعتكاف . أخي الحبيب رمضان فرصة عظيمة ونعمة جليلة اصطفاه الله لنا واصطفانا له من بين الكثير ممن صام معنا رمضان الماضي ذهب وبقينا رحلوا وتركنا ليس بأمرنا ولا بأهوائنا بل بأمر رب العالمين سبحانه وتعالى. رمضان أيها الفضلاء فرصة للتجديد وفرصة للتغير وفرصة للقرب من الرب الرحيم بعباده. الآن نحن في دار العمل فوالله لا نعلم كم سنعيش ، ولا نعلم أين سنذهب غداً ، فالبدار البدار وحسن النية والمقصد هي المعينة على التقوى والعمل الصالح. فلو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي * ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شئ اللهم أحسن خاتمتنا وبلغنا رمضان وأحسن لنا فيه الصيام والقيام وحسن الفضل والثواب.