الحمد لله القائل في محكم تنزيله ( الم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ... ) والصلاة والسلام على رسوله المؤيد بوحي القرآن والسنة الذي قال ( إن الإيمان ليخلق كما يخلق الثوب مارؤي ص في شهر يزيد فيه الصيام أكثر من شعبان قالت عائشة رضي الله عنها وفي مثل هذه السنن منه صلى الله عليه وسلم دروس وعبر على أهمها وأجلها ، أن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وحوى العشر الأواخر وليلة القدر ، شهر هو أهل أن تعد له العدة وتؤخذ النفس فيه بالجد والاجتهاد ... ولذلك كاد صلى الله عليه وسلم أن يصوم شعبان كله كما جاء في الحديث وغيره ، أن الاقتراب من الله في هذه الأيام وتتبع أوامره سبحانه والبحث عن فضائل الأعمال هو من خير ما نعد لاستقبال رمضان ، وكذلك الابتعاد عن الهوى ومواطن الردى وإطلاقات البصر هو كذلك من خير مانعد به ونستعد لرمضان ، ليأخذ أحدنا نفسه بالعزيمة من اليوم ألاتفوته صلاة حتى يبلغ رمضان ... وليأخذ آخر على نفسه العهد أن يتعاهد المصحف الشريف من اليوم تلاوة وحفظا . وإن كان نزرا يسيرا فأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ... وليهجر ثالث الأماكن التي كان يرتادها مطلقا لبصره العنان في هنا وهناك يعرض قلبه للمرض ودينه للفتن . وليأخذ على نفسه وعدا وعهدا أن يصرف بصره عما حرم الله في شاشة التلفاز أو شاشة الحاسوب ؟أو شاشة الجوال . نعم أيها الأحباب : إنها فرصة كريمة وتذكرة تنفع المؤمنين حتى إذا دخل شهر العبادة والصيام والقيام وجدت نفسك نشيطة وثابة تأنس بالصيام وتفرح بالقيام ساجدا وقائما تحذر الآخرة وترجو رحمة ربك ... وأنت إن أهملت الطاعة وقارفت المعصية في هذه الأيام ستجد من نفسك عنتا وجهدا في الصيام والصلاة والقراءة . ولهذا ترى من نفسك إقبالا في اليوم الأول والثاني من الشهر ثم يدب إلى نفسك الكلل والملل ... وإن الله لايمل حتى يمل عبده . فلا تكن أخي في الله من أولئك ... وآخر الحديث .. أستغفر الله لي ولكم وأسأله أن يوفقني وإياكم لما يحبه لعباده الصالحين .. حميد الحميد إمام مسجد العمري ببريده