امتزجت دموع الفرح بالزغاريد في منازل الطلاب والطالبات العشر الأوائل في الثانوية العامة بمكةالمكرمة، فيما عبرت عدد من الطالبات المتفوقات في اختبار الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الجاري عن سعادتهن بتحقيقهن هذه المراكز المتقدمة، بينما أجمع عدد من أولياء أمور الطالبات على أن هذا التفوق جاء نتيجة تعب متواصل على مدار العام، وتعاون مثمر بين الأسرة والمدرسة. تقول الطالبة آلاء سامي برهمين الحاصلة على الترتيب الأول في اختبار الثانوية العامة بالقسم العلمي «سعادتي وفرحتي كبيرة ولا يمكن أن أسطرها بعبارات أو كلمات، فالحمد لله قد حققت ما أريده ولم يضع الجهد الذي بذلته أنا وأهلي هباء»، موضحة أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ «التحلي بالصبر إضافة إلى الزيادة في التركيز، والمتابعة اليومية للدروس بعد المدرسة، والتحضير المسبق للحصص المدرسية، وزيادة الساعات الدراسية مع أخذ القسط اللازم من الراحة يصل بكل طالب إلى الحصول على مثل هذه النتيجة وهذا الإنجاز». ويشير الأمين العام للهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة الدكتور سامي برهمين، والد الطالبة آلاء إلى أن ابنته متفوقة منذ صغرها، وخلال مسيرتها الدراسية ولله الحمد «لابنتي الحرية في اختيار الكلية والتخصص الذي ترغب في الالتحاق به، والأسرة ستقف معها للاستمرار في تفوقها، فهذا التفوق جاء نتيجة تعب متواصل على مدار العام، وتعاون مثمر بين الأسرة والمدرسة». وتؤكد الطالبة أبرار محمد مليباري الحاصلة على الترتيب الثاني في اختبار الثانوية العامة بالقسم العلمي أن شعورها وفرحتها أكبر من أن يوصف بالكلمات، فهي اجتهدت كثيرا والآن تحصد ثمرة جهدها وتعبها «لم أصدق حتى الآن حصولي على ذلك المركز المتقدم في اختبار شهادة الثانوية العامة، وأهدي تفوقي وتميزي لوالدتي ووالدي اللذين سانداني كثيرا خلال العام الدراسي، خاصة أيام الاختبارات»، مضيفة أنها ترغب في مواصلة دراستها الجامعية في قسم الصيدلة الذي كان حلمها منذ أيام الدراسة الأولى. ويوضح والد الطالبة «أبرار» أن ابنته كانت تطمئنه منذ بداية الاختبارات بأنها ستحصل على ترتيب مميز «لكنها لم تتوقع أن تحصد هذا المركز الذي أفرحنا كثيرا»، مشيرا إلى أن ابنته لا تفضل السهر طوال العام الدراسي، فهي تقوم طوال اليوم بالاستذكار ومراجعة دروسها، ومن ثم النوم مبكرا، مضيفا أنها تسعى حاليا للحصول على مركز متقدم في برنامج موهبة خلال الإجازة الصيفية. من جهة أخرى، وبعد أن زف نظام نور للإدارة التربوية الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم لنشر النتائج، أطلقت الأسر سيقانها صوب محال الهدايا والألعاب، حيث سيطرت الهدايا التقنية والإلكترونية على هدايا النجاح، وقد تسابقت المحال المختصة في بيع الألعاب والأجهزة الإلكترونية لعرض الهدايا بما يتناسب مع موسم النجاح، حيث إن هناك أكثر من 150 ألف طالب وطالبة بمكةالمكرمة سيقوم الكثير منهم بإنعاش المحال لشراء هداياهم بعد موسم الحصاد. ويوضح فهد الهذلي أحد أولياء الأمور أن المحال الخاصة ببيع الهدايا والألعاب رغم ارتفاع أسعارها فإنها تجذب الطلاب الصغار بالألعاب الموجودة لديهم وتجبر أولياء الأمور على الشراء لمحاولة إرضاء الابن، وذلك من خلال طريقة عرضها للألعاب، مضيفا أن لديه عددا من الأبناء بالمرحلة الابتدائية سيشتري هدايا لهم، واضعا نحو 1500 ريال لشراء هدايا نجاحهم. ويقول مختار عبدالودود، عامل إنه «في هذه الفترة تنشط حركة المبيعات لدى محالنا، حيث يشهد المحل إقبالا كبيرا من قبل الأسر والذين يأتون لجلب هدايا النجاح لأبنائهم وبناتهم، وتختلف هدايا النجاح من أسرة إلى أخرى»، مشيرا إلى أنه من الواضح أن هدايا هذا العام تقنية وحديثة، ولكن تظل أجهزة الآيبود التي تصل أسعارها إلى ألف ريال هي الأكثر رواجا وتعتبر من أفضل الأجهزة التي يتم شراؤها من قبل طلبة الابتدائي، بينما هناك إقبال ضئيل على شراء الدمى والعرائس، ويقبل طلاب المتوسط والثانوي على شراء ألعاب السوني والأكس بكس وكذلك أجهزة الحواسيب.