إحدى المعلمات المصابات في الحادثة أصيبت بشلل رباعي.. وترقد في العناية المركزة كشفت مصادر مسؤولة في كل من المديرية العامة للدفاع المدني بمحافظة جدة والأدلة الجنائية عن إعلان نتائج التحقيق في ملابسات الحريق الذي اندلع مطلع الأسبوع الحالي في مجمع «براعم الوطن» التعليمي، يوم غد، الأربعاء، وذلك بعد انتهاء اللجنة المشكلة لذلك من فحص وتحليل العينات التي تم رفعها أول من أمس من موقع الحادثة، مشيرة إلى أن الماس الكهربائي كان وراء ذلك الحريق. وقال العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة،: «إن النتائج الأولية أكدت عدم وجود شبهة جنائية متعلقة بالحادثة، حيث إن اللجنة انتهت من أعمالها، وهي في طور صياغة التقرير النهائي وتحديد أسباب الحريق»، مشيرا إلى أنه تم أخذ إفادات كل من مالكة المدرسة ومديرتها ومعلماتها، غير أنه لم يفصح عنها نتيجة استمرار اللجنة في جمع إجراءات أخرى. بينما ذكر العميد عبد الله المسعد، مساعد مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية في وزارة الداخلية، أن اختناق الطالبات أثناء اندلاع الحريق كان نتيجة ماس كهربائي بجوار صالة الألعاب أدى إلى توسع نطاق الحريق ونشوبه في الألعاب الموجودة في الصالة، مما أسهم في نشوء أدخنة سامة، مستبعدا وجود أي شبهة جنائية في الموقع بعد التأكد من العينات التي تم رفعها وفحصها وتحليلها. وقال: «استعان الفريق القائم على الحادثة بأجهزة متطورة ذات تقنيات عالية من أجل الكشف على نوعية الأبخرة الناتجة عن الحريق، وتحليلها ومطابقتها مع العينات التي تم رفعها»، مبينا أن تقريرا كاملا سيتم رفعه إلى إدارة الدفاع المدني حول الحادثة وأسبابها النهائية بعد انتهاء الفريق الأمني من معاينته وأعماله. وفي سياق متصل، أفاد الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة، بتعرض إحدى المعلمات المصابات في الحريق إلى شلل رباعي نتيجة كسر في فقراتها العنقية، إلى جانب إصابتها التي وصفها ب«الشديدة» في رأسها، وكسور في الحوض مع حروق من الدرجة الأولى والثانية، لافتا إلى أنها ترقد حاليا في العناية المركزة باعتبار أن حالتها حرجة. وقال: «ترقد حتى الآن نحو 21 حالة في مستشفيات الملك فهد والملك عبد العزيز والجدعاني الخاص، هي: 11 معلمة و7 طالبات ومسعفان اثنان، إلى جانب حارس بوابة المجمع التعليمي المنكوب». إلى ذلك، شكلت الجمعية السعودية لرعاية الطفولة فريق عمل من أعضائها يسعى إلى الوقوف على حالات الطالبات في مجمع مدارس «براعم الوطن»، وذلك برئاسة الدكتور محمد شاووش، عضو الجمعية والطبيب النفسي، ويضم متخصصين في علم النفس والقانون والاجتماع والتربية والفنون البصرية والأنشطة. وقال الدكتور محمد شاووش: «يباشر الفريق مهامه الميدانية اليوم، حيث إن أعضاء الجمعية تحركوا ضمن مبادرات فردية منذ الوهلة الأولى للحريق، وذلك من أجل تخفيف ألم المصاب الذي طال طالبات المدرسة»، لافتا إلى مشاركة ياسر كتوعة، أحد أعضاء الجمعية وقريب الشهيدة غدير التي قضت نحبها في الحادثة، عدا عن مباشرة هبة ربيع، عضو الجمعية والأخصائية الاجتماعية، للعمل على عدة حالات تعرضت للهلع والاضطرابات. وبين أن الفريق سيعمل مع المتطوعين الراغبين في المشاركة ضمن عدة اتجاهات منها المسوحات الميدانية وتوزيع الاستبيانات التي تهدف إلى الكشف عن أكثر الحالات تضررا ومدى حاجتها للعلاج ومن ثم البدء في الجلسات سواء عن طريق العيادة المخصصة لهذا الغرض أو عبر العيادات التي تجهزها إدارة التربية والتعليم. واستطرد في القول: «هدفنا إنساني، ونحن في خدمة الطفل قبل الأسرة، وهذا ما سنعمل على إنجازه من أجل طفولة آمنة»، مؤكدا وجود تنسيق مع إدارة التربية والتعليم وتعيين عضو الجمعية صالح شبرق كضابط اتصال من أجل تذليل كافة العقبات أمام فريق العمل. الجدير بالذكر، أن الإدارة العامة للتربية والتعليم طرحت يوم أمس خيار الالتحاق بالدراسة المسائية أو الانضمام إلى إحدى المدارس الأهلية لطالبات مجمع مدارس «براعم الوطن» تفاديا لتأخر الدراسة. ودعت إدارة التربية والتعليم أولياء أمور الطالبات إلى الاختيار بين الالتحاق ب«الابتدائية 91» الواقعة في حي الصفا خلال الفترة المسائية مع تأمين المواصلات من قبل المدرسة، حيث سيكون الدوام مسائيا من الثانية والنصف ظهرا وحتى الخامسة مساء، أو خيار الالتحاق بإحدى المدارس الحكومية حسب رغبتهم، أو الانضمام إلى إحدى المدارس الأهلية المبادرة وذلك بالتنسيق مع إدارة التعليم الأهلي. كما أكدت الإدارة العامة للتربية والتعليم ضرورة الرد العاجل من قبل أولياء الأمور واختيار أحد الاقتراحات ال3، وذلك اليوم، الثلاثاء، قبل الساعة الثامنة صباحا، وإرسال اسم الطالبة رباعيا والصف الدراسي على الأرقام «0564643033 – 0564643034 – 0564642975».
التقرير الفني قبل حريق المدرسة يؤكد توفر مخارج الطوارئ من ناحية أخرى كشفت التقارير الفنية لمدرسة براعم الوطن في حي الصفا شمالي جدة قبل حادثة الحريق السبت الماضي، عن اكتمال متطلبات السلامة، وتوفر مخارج طوارئ جاهزة للاستخدام عند وقوع الحوادث. وبينت التقارير أن الإدارة زودت المدرسة بلوحة تحكم، و66 كاشفا للدخان مع القاعدة، وثمانية أجراس، وثمانية كواسر للزجاج، و16 كاشف طوارئ، و55 طفاية حريق، وستة صناديق حريق بطول 30 مترا، وستة محابس مياه وقاذف، ومضخة حريق واحدة. وأوضحت التقارير أن المبنى حديث الإنشاء، ويقع على شارعين شمالي بعرض 32 مترا، والشرقي بعرض 25 مترا، ومكون من بدروم واحد، وتجدد رخصته بشكل سنوي بحيث كان آخر تجديد في 10 ربيع الآخر الماضي. كما منحت إدارتا التربية والتعليم والدفاع المدني المدرسة شهادة سلامة وصلاحية منشأة تعليمية عقب استيفاء كامل الشروط، فيما حدد عدد الطالبات ب 750 طالبة. وتؤكد شهادة السلامة والصلاحية للمدرسة، التزامها بالصيانة الوقائية الدورية للمبنى واستيفاء كل الأنظمة ومعدات السلامة والإطفاء من شبكة إنذار وإطفاء من قبل جهة فنية متخصصة ومعتمدة أصدرت لها شهادات موثقة. وبينت شهادة السلامة أنه تم تركيب نظام القاطع الأرضي للماسات الكهربائية لمنع الصعق الكهربائي، والتزام وكيل مالكة المدرسة بعدم إجراء أي تعديل على المبنى إلا بعد الرجوع للدفاع المدني وعدم إغلاق مداخل وممرات الطوارئ، وعدم استغلالها، وأن تكون جاهزة للاستخدام. وأوضح التقرير أن المبنى وملحقاته سليمة تماما من الناحية الإنشائية، ولا توجد به أي شروخ أو تميلات أو هبوط أو تصدعات، ومكوناته من الأبواب والشبابيك والسلالم والكوبستات والأرضيات والدهانات والأسقف والحمامات والمغاسل وبلاط الأسطح وبلاط الفناء الخارجي وبلاط الأرصفة جميعها سليمة وبحالة جيدة وصالحة تماما. وأفاد التقرير أن المدرسة مكونة من بدروم ودور أرضي ودورين أول وثاني، وملاحق أرضية، والمبنى مقام من الخرسانة المسلحة، ويوجد به ثلاثة مخارج. كما تحتوي المدرسة على 720 طالبة، 87 معلمة، 16 إدارية، و40 فصلا. وضم فريق التحقيق العميد عبدالله الجداوي مدير الدفاع المدني في جدة، والعميد محمد الشعباني، العقيد عبدالله الجعيد مدير شعبة العمليات، والمقدم عبدالله الزهراني رئيس قسم التحقيق، والمقدم طلال البديوي رئيس مركز شمال جدة.
«حقوق الإنسان»:«براعم الوطن» حوّلت مرافق خدمية إلى فصول دراسية من جانبها كشفت جولة لفرع جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة استخدام مدرسة براعم الوطن للمستودعات و«البرودم» والمرافق الخدمية كفصولٍ دراسية للطالبات وذلك لاستيعاب أكبر عددٍ ممكن من الطالبات.وأوضح عضو جمعية حقوق الإنسان معتوق الشريف ل «الحياة» أن الجمعية شكلت وفداً نسائياً، يضم عضو الجمعية الدكتورة والاختصاصية النفسية ريم الحارثي، والباحثة القانونية نورة التويم والاختصاصية الاجتماعية ليلى الحلواني زرن المصابات يومي الأحد والإثنين الماضيين، فيما سيكملن جولتهن اليوم على المصابات في المستشفيات بغرض تقصي الحقائق وجمع المعلومات عن الحادثة من المصابين، إضافةً إلى زيارة المدرسة للتأكد من المعلومات التي دوّنها في الزيارات السابقة، وهي أن عدد 900 طالبة في المدرسة يفوق الطاقة الاستيعابية، وكذا ما أشارت إليه بعض الطالبات من أن المدرسة استغلت المستودعات والمرافق الخدمية الأخرى كفصولٍ دراسية. وتعهد الشريف بالدعم القانوني لأسر المتوفيات والمصابات من معلمات وطالبات في حال أوصلت الأمر إلى القضاء، مؤكداً استعداد الجمعية التام لمتابعة القضية في المحاكم، بالتعاون مع المحامين في مدينة جدة والمتفاعلين مع الحادثة.
وأضاف: «نحن ننتظر التقرير الأمني الذي سيصدره الدفاع المدني، وكذلك الجهات المعنية التي سنتواصل معها، من طريق اتصالنا مع الشرطة والأجهزة المعنية الأخرى».
وأوضح أن الجمعية طرحت للمصابين علاجاً نفسياً لإذابة هذا الهلع، ولكي لا ترسخ الحادثة في ذاكرة الطالبات لترتبط بالعملية التعليمية وقال: «نحاول أن نخلص الطالبات من أثر هذه الأزمة وذلك من طريق جلسات علاجية بفرع الجمعية، وقد أبلغنا جميع الأهالي الموجودين في المستشفيات للاستفادة من هذه الجلسات، إضافة إلى تقديم الدعم في أي مجال كان».
وأفاد عضو جمعية حقوق الإنسان أنه سبق للأعضاء تنفيذ جولاتٍ على بعض المدارس في شمال مدينة جدة، ورفعوا في ضوئها ملاحظاتهم إلى وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن لدى الجمعية لجنة خاصة بإدارات التعليم للتواصل معها.