قبل انقضاء اليوم الخامس على حريق مدارس «براعم الوطن» بجدة ، الذي أودي بحياة معلمتين واصابة 57 معلمة وطالبة ، وبعده اخلاء 7 مدارس أخرى بالمحافظة لأسباب مختلفة ، ثم الحادث المروع الذي أودي بحياة 12 طالبة جامعية بحائل احداهن «حامل» وسائق « الباص» و»معلم» كان يقود السيارة الثانية ، ثم مصرع 3 طالبات وسائق واصابة 10 اخريات في جازان ، ورغم تعاميم التربية والتعليم ونصائح الدفاع المدني ، وصل قطار «حرائق المدارس» للمنطقة الشرقية وتحديداً لمحافظة الاحساء ، عندما استيقظ الاهالى صباح الاربعاء على اندلاع النيران بمدرسة حراء الثانوية للبنين بالهفوف . تعود التفاصيل عندما انتشرت فى الاجواء رائحة دخان ، اقتحمت الفصول وتمكنت مجموعة من المعلمين من تحديد موقع اللهب فى غرفة «تفتيش» دورات المياه في الجهة الجنوبية الغربية القريبة من معمل الكيمياء الذي يحوي مواد قابلة للاشتعال ، وعلى الفور قاموا بإخماد النيران باستخدام طفايات الحريق ، فيما اصيب احد العاملين بالمدرسة بحروق متفرقة في يده اثر محاولته فتح باب غرفة التفتيش وتم علاجه بالموقع عن طريق الهلال الأحمر ، بينما بادر الطاقم الإداري للمدرسة بإخلاء الطلاب من المبنى وتجميعهم بالساحة الخارجية للمدرسة بعد السيطرة على الحريق وباشرت فرقة انقاذ واطفاء من الدفاع المدني الموقع وتم التأكد من سلامة المبنى والتحقيق في ملابسات الحريق وتم السماح للطلاب بالعودة لاستكمال اليوم الدراسي . رائحة الدخان اقتحمت الفصول وتمكنت مجموعة من المعلمين من تحديد موقع اللهب في غرفة «تفتيش» دورات المياه في الجهة الجنوبية الغربية القريبة من معمل الكيمياء الذي يحوي مواد قابلة للاشتعال . وكشفت مصادر ل «اليوم» عن تعليق الدراسة بالمدرسة « 44 « الابتدائية للبنات بالهفوف اثر إبلاغ إدارة المدرسة عن وجود ماس كهربائي ، وتم صرف الطالبات في حينه وباشرت إدارة الصيانة بإدارة التربية والتعليم معالجة الخلل الفني المؤدي إلى الماس الكهربائي في عدد من المصادر الكهربائية بالمبنى . ولم تسجل حالة حريق في مدارس الاحساء مسبقا في حين يصل تعداد الطلاب والطالبات في مدارس الاحساء إلى 228 الف طالب وطالبة بمختلف المراحل التعليمية ، وقالت الإدارة العامة للتربية والتعليم بالأحساء انها طلبت من كافة المدارس في تعميم سابق عمل خطة اخلاء طوارئ وبإشراف مباشر من إدارة الامن والسلامة وبالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني وتم تأمين كافة ادوات السلامة من طفايات الحريق بأنواعها وانارة مخارج الطوارئ وصافرات انذار لكشف الحريق .
.. وأسلاك الإنارة تخلي مدارس «بنات» هجرة خريص شب حريق محدود في مجمع مدارس البنات بهجرة خريص، اثر اندلاع النيران في أسلاك إنارة سقف أحد الفصول الدراسية بالطابق الأول، مما اضطر إدارة المدرسة الى إخلاء المجمع على الفور، وافادت ادارة تعليم الاحساء فى بيان اصدرته الاربعاء بقيام إدارة المدرسة بإخلاء المجمع، وباشر الدفاع المدني الحريق وإخماده في حينه، وبحمد الله لم ينجم عنه أي إصابات لمنسوبات المدرسة. وتلقت الإدارة العامة للتربية والتعليم بالاحساء المحضر المعد من إدارة الدفاع المدني حول نشوب حريق في مجمع مدارس البنات بهجرة خريص في تمام الساعة 11.30 دقيقة من صباح الثلاثاء في أسلاك إنارة سقف أحد الفصول الدراسية في الطابق الأول، واتخذت الإدارة الإجراءات النظامية في التعامل مع الحدث الذي وقع نتيجة حدوث التماس كهربائي، واطمأن مدير عام التربية والتعليم على سلامة منسوبات المدرسة.
طلاب ل «اليوم»: قفزنا من فوق أسوار المدرسة يروي عدد من الطلاب واولياء الامور ل «اليوم» تفاصيل الحادث، مؤكدين فى البداية مخاوفهم من تكراره، وطالبوا فى الوقت نفسه الجهات المعنية بادارة التربية والتعليم والدفاع المدني فى الاحساء بتفعيل دور الامن والسلامة. ويؤكد الطالب «محمد»: لم نستطع البقاء داخل المدرسة وأصابنا خوف شديد اثر بقائنا بالساحة الخارجية للمدرسة، وقمنا بالهروب قفزا من فوق الاسوار الى الخارج، ويقول الطالب عبدالرحمن الحجي: بينما كنا ندرس بالحصة الثالثة هبت علينا رائحة حريق بعدها فوجئنا بجرس انذار الطورائ بالمدرسة وطلبت الادارة منا الخروج فورا الى الساحة الخارجية من المدرسة، فيما سيطر الخوف والهلع على الطلاب الذين تدافعوا إلى خارج المدرسة وكانت رائحة الحريق تغطي كافة ارجاء المبنى. ويقول والده، إن ادارة التعليم تنادي دائما باشتراطات الامن والسلامة بينما يتبقى جانب التطبيق الميداني الفعلي في كافة مدارس الاحساء بإشراف مختصين من إدارة الدفاع المدني، ويستطرد قائلا: تلقيت اتصالا من ابني صباح امس اخبرني فيه بنشوب الحريق وهرعت الى المدرسة من الخبر، ولله الحمد لم يصب احد من الطلاب ، ويطالب ولي امر «رفض ذكر اسمه» بعمل دورات تدريبية عن عمليات الاطفاء والاخلاء بصورة مكثفة ومقننة لطاقم المدرسة بما فيهم الطلاب «بنين وبنات».
فريق نفسي يساعد المصابات على تجاوز «الصدمة» شكّلت الجمعية السعودية لرعاية الطفولة فريق عمل يضمُّ متخصصين في علم النفس والقانون والاجتماع والتربية والفنون البصرية والأنشطة للوقوف على حالات طالبات مدارس براعم الوطن التي تعرّضت للحريق في جدة، وأوضح رئيس الفريق الطبيب النفسي الدكتور محمد شاووش، أن الفريق باشر مهامه الميدانية منذ حدوث الحريق بهدف تخفيف آلام المصابين.ويعمل الفريق مع المتطوّعين الراغبين في المشاركة بعدة اتجاهات منها المسوحات الميدانية وتوزيع استبانات تستهدف الكشف عن أكثر الحالات تضرراً وحاجة للعلاج للبدء في جلسات العلاج سواء عبر عيادة خصّصت لهذا الغرض أو بعيادات تجهّزها إدارة التربية والتعليم. وأضاف إنه تمّ التنسيق مع إدارة التربية والتعليم في جدة بمتابعة مديرها عبدالله الثقفي وتقرّر تعيين عضو الجمعية صالح شبرق ضابط اتصال من اجل تذليل كافة العقبات أمام الفريق الذي يضمُّ المعالج الإكلينيكي الدكتور مها حريري والأخصائيين الاجتماعيين هبة ربيع واعتدال الحربي، إضافة إلى القانونيين الدكتور محمد آل طالب القحطاني «مساعد أمين جدة للشؤون القانونية»، والدكتور عمر الخولي والمحاميين الدكتور عدنان جمعان الزهراني واحمد زارع والباحثين القانونيين خالد نحاس وحامد الجهني والتربويين سالم الطويرقي وسعيد عبدالعالي الحربي ومازن غبرة والباحث التربوي سعود الحربي والمدربين الدكتور صالح دردير وجزاء المطيري ومتعهد الحفلات الميدانية ماضي الأمير والمسرحي عبدالاله العوضي والفنان حسن الاسكندراني ورجل الأعمال فيصل عجلان والإعلامية منال الهجاري وغيرهم، الى ذلك كشف أستاذ الطب النفسي البروفيسور سعد الخطيب ل «اليوم» أن ما تعرّضت له طالبات مدارس براعم الوطن الأهلية بجدة يجب أن يُعالج بشكل عاجل عن طريق الأخصائيات النفسيات كون الشهر الأول ما بعد الحريق يُسمي ب «الصدمة» ويحتاج للدعم النفسي العاجل بعد اخذ راحة في الأيام المقبلة للطالبات.ويقول الخطيب انه بعد الشهر الأول تظهر اضطرابات تسمى «اضطراب ما بعد الصدمة» والتي تتمثل في الفزع والخوف والقلق وعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة وعدم الرغبة في الأكل واضطراب النوم وغيرها من الأعراض التي تحتاج للدعم من قبل قسم التوجيه والإرشاد بتعليم جدة والاستعانة بأخصائيات نفسيات بالإضافة لدعم اسر الطالبات؛ لأن الاضطراب قد يطول إذا لم يُعالج بالطريقة الصحيحة لحساسية الأطفال في مثل هذه الحوادث الجماعية خصوصاً من تعرّضت زميلتها أو معلمتها المفضلة لضرر أو وفاة. فيما تحتاج المعلمات بالإضافة للدعم النفسي إلى تدخّل الواعظات الدينيات لتوضيح أن المؤمن مبتلى وان هذا قضاء وقدر، ويطالب البروفيسور الخطيب بعمل دورات لمديرة المدرسة والمعلمات للمساعدة في دعم الطالبات.من جهته قال الأخصائي النفسي سليمان بن حميدي الزايدي إن الفزع والخوف اللذين تعرّضت لهما الطالبات قد يزول ولكن الأهم ما بعد الحدث والذي يمكن أن يستمر من 3 الى 6 اشهر، وبعده تظهر الأعراض عند الأطفال.
سيارة الادلة الجنائية امام المبنى (تصوير : ابراهيم السقوفي)
«التربية»: الحريق «بسيط» وإخماده استغرق 90 ثانية وصف مدير الإعلام التربوي والعلاقات العامة بالإدارة العامة للتربية والتعليم فى الاحساء سلمان بن سالم الجمل، حريق ثانوية حراء ب «البسيط»، وأشار الى تعامل إدارة المدرسة معه وإخماده خلال دقيقة ونصف. وقال الجمل فى بيان صحفى امس ان الإدارة تلقت محضرا أعده مدير مدرسة حراء الثانوية والدفاع المدني، عن نشوب حريق بسيط في تمام الساعة 9.20 من صباح امس في منور الخدمة الخاص بتوصيلات المياه والصرف الصحي للمدرسة. وتم التعامل مع الحريق من قبل إدارة المدرسة وإخماده خلال دقيقة ونصف، وتم الاتصال بالدفاع المدني، وبحمد الله لم ينجم عنه أي إصابات لمنسوبي المدرسة واستمر اليوم الدراسي بانتظام، واتخذت الإدارة الإجراءات النظامية في التعامل مع الحدث، وتجرى التحقيقات لمعرفة ملابساته، واطمأن مدير عام التربية والتعليم على سلامة منسوبي المدرسة، واعرب عن شكر الإدارة لإدارة المدرسة على حسن المعالجة والتعامل مع الحريق، وكذا إدارة الدفاع المدني على حسن تعاونها.. و»الحمد الله على قضائه وقدره».
لجنة طوارئ وتأمين الطفايات تحرك عدد من مدراء ومديرات مدارس جدة الحكومية وملاك المدارس الأهلية فى البحث عن القصور بنواحي الأمن والسلامة فى مدارسهم واستكماله خوفاً من المساءلة القانونية سواء من ادارة التعليم أو جهات حكومية أخرى بعد كارثة مدارس براعم الوطن الأهلية بجدة التي نتج عنها وفيات وإصابات بليغة بين طالبات ومعلمات المدرسة اثر قصور فى مخارج الطوارئ وإنذار الحريق الذي لم يُطلق فى حريق براعم الوطن . وعمد بعض مديري المدارس إلى تطبيق خطة الاخلاء الفرضية الملزمة لجميع المدارس بعد الكارثة حسب تعاميم سابقة وجهت للمدارس تطالب فيها بتشكيل لجنة طوارئ بجميع المدارس مكونة من المعلمين تتولى مهام لكل فرد فى هذه اللجان واعداد خطة شاملة لمختلف أنواع الكوارث والطوارئ والتنبيه على المدارس بعدم التخزين للمواد سريعة الاشتعال وعمل خطط إخلاء فرضية أكثر من مرة فى الفصل الدراسي الواحد وإرشاد الطلاب والطالبات والعاملين إلى مخارج الطوارئ والتدريب على الإسعافات الأولية ومكافحة الحرائق بالتدرب على كيفية استخدام طفايات الحريق وغيرها من الاحتياطات التي تؤمن سلامة جميع منسوبي المدارس وذلك بمتابعة من إدارات التعليم بطريقة دورية للوصول إلى أفضل درجات الأداء فى خطط الأخلاء وتأمين حياة الطلاب والطالبات كما قام بعض المدراء والمديرات بفحص طفايات الحريق بالمدارس وتعبئتها والتأكد من صلاحية استعمالها وإزالة العوائق المؤدية إلى مخارج الطوارئ وطالب عدد من أولياء الأمور بأن يشرف الدفاع المدني على خطط الاخلاء التي تُجري بالمدارس لتنفيذها بالشكل الصحيح وألا تكون حبرا على ورق.