أعلنت أقلية الروهنجيا المسلمة في ميانمار (بورما سابقا) اعتزامها رفع دعوى قضائية دولية ضد المسؤولين المتورطين في تهجير وإبادة الشعب الروهينجي. جاء ذلك بحسب ما أعلنه مسؤولون في المركز الروهنجي العالمي، الذين اختتموا الأحد زيارة لبروكسل في سبيل جهود رامية ل"جلب اهتمام المجتمع الدولي والمسؤولين الأوروبيين بما يحدث للروهنجيا (يسكنون إقليم أراكان بميانمار) من معاناة وتهجير ونزوح جماعي إلى الدول المجاورة مثل بنغلادش". وشمل الحراك الروهنجي في بروكسل ندوة تعريفية بالقضية الروهنجية بالمركز الإسلامي في العاصمة البلجيكية، بحضور عدد من أئمة المساجد والمحامين والنشطاء السياسيين وبعض المهتمين بقضايا حقوق الإنسان من بلجيكا وهولندا، بحسب المصادر ذاتها. ويسعى المركز الروهنجي العالمي، إلى "تدويل القضية الروهنجية ووضعها على طاولة مناقشات المجتمع الدولي وبناء جسور التعاون مع المنظمات الحقوقية في بلجيكا وأوروبا لرفع دعاوى دولية ضد المتورطين في تهجير الروهنجيين وإبادتهم". وقال الدكتور طاهر محمد سراج، رئيس المؤتمر العام باتحاد روهنجيا أراكان "قدمنا لبروكسل من أجل عقد لقاءات داخل المؤسسة التشريعية الأوروبية (البرلمان الأوربي التابع للاتحاد الأوروبي) نطرح فيها القضية الروهنجية حتى نلتمس من الأوروبيين المساعدة في حل قضية الروهنجيا في إقليم أراكان وإيقاف ما يتعرض له شعبنا من إبادة". وأضاف المسؤول الروهنجي "الاتحاد الأوروبي على تواصل دائم مع سلطات ميانمار عبر سفاراته وتمثيلاته الدبلوماسية في البلاد مما يمكنه من الضغط على حكومة ميانمار لإعادة حقوق الروهنجيين في المواطنة بعدما سُلبت منهم". وبيّن أن "الاتحاد الأوروبي يملك ما يلزم من القدرة للضغط على حكومة ميانمار عن طريق المنظمات غير الحكومية"، مطالبًا إياه ب"إدراج قضية الروهنجيا في جدول أعماله في القريب العاجل للضغط على حكومة بورما لتوقف انتهاكات حقوق الإنسان". وعن عمليات التعداد العام في بورما، أفاد رئيس المؤتمر العام أن "الروهنجيين ممنوعون من التسجيل في هذا التعداد بعلة عدم امتلاكهم لهويات، إلا أن السبب الكامن وراء هذا المنع هو محاولة الدولة بشتى الوسائل منع الشعب من الإدلاء بما يثبت هويتهم كمسلمين روهنجيين"، وتابع "نحن نريد أن نتعايش سلمياَ مع الأعراق الأخرى، ولا نطالب إلا باحترام الاختلاف". ويعتقد أن عدد سكان ميانمار حوالي 60 مليون منهم 4 ملايين من مسلمي الروهنجيا، بحسب إحصاءات غير رسمية. ويتعرض مسلمو إقليم أراكان (يشكل المسلمون 70% من سكانه البالغ عددهم 4 ملايين نسمة والباقي من البوذيين)، التابع لميانمار إلى حملة واسعة من حرق المساجد والمنازل، (يٌتهم بوذيين بالوقوف ورائها) بالإضافة إلى أعمال عنف وتهجير لعشرات الآلاف إلى دول مجاورة. ويطل إقليم أراكان على خليج البنغال من الغرب، وتحده بنغلادش من الشمال الغربي، وعاصمة الإقليم هي إكياب، واللغة الرسمية هي الروهنجيا والعربية.