عذّبت السلطات البورمية عددا من النساء الروهنجيات بشكل عنيف أثناء إجراء التحقيق معهن. وأفاد مراسل وكالة أنباء أراكان ANA أنهن تعرضن لمعاملة وحشية تمثلت في إحراق شمعات في أماكن حساسة من أجسادهن بما في ذلك الأعضاء التناسلية، وأضاف أن السلطات الحكومية اضطرت إلى إدخالهن المستشفى لمعالجتهن، مما دفع الأطباء إلى التعاطف معهن وتوجيه اللوم إلى السلطات والتنديد بأسلوب معاملتها لهن. وأوضح أن السلطات كانت تهدف من وراء هذه المعاملة القاسية إلى إجبارهن على الاعتراف بالتسبب في الحرائق التي اندلعت بقرية هاتي فارة في ولاية أراكان قبل ما يقرب من أسبوعين، ونتج عنها احتراق الكثير من بيوت الروهنجيين في القرية وتشريدهم. في سياق متصل هاجمت مجموعة من البوذيين، مكاتب لمنظمات مساعدات دولية، في مدينة "أكباب"، عاصمة إقليم أراكان "راخين"، غرب ميانمار. وقال المتحدث باسم الولاية "وين ماينغ"، إن مجموعة من حوالي 300 من البوذيين، حاصروا ليلة أمس، مقر منظمة Malteser للمساعدات الدولية، في مدينة "أكباب"، ما استدعى إطلاق رجال الشرطة النار في الهواء لتفريقهم، واتجه أفراد المجموعة بعد ذلك إلى شارع يقطن فيه العاملون في منظمات المساعدات الدولية، وقاموا بإلقاء الحجارة على مبانيه. يذكر أن حكومة ميانمار أصدرت قانونا عام 1982، حرمت بموجبه مسلمي الروهنجيا، من حق الحصول على الجنسية، باعتبارهم مهاجرين قادمين من الهند. ويعيش حوالي مليون من هؤلاء المسلمين في مخيمات بظروف إنسانية سيئة في إقليم أراكان. وتعتبر الأممالمتحدة مسلمي الروهنجيا من الأقليات الدينية المضطهدة، وخلال العام الماضي، قتل البوذيون حوالي 200 شخص، في ولاية أراكان، معظمهم من المسلمين، كما تم هدم وإحراق مئات من منازل المسلمين ومحلاتهم، ما أجبر نحو 250 ألف منهم على ترك المنطقة. ويقوم المئات من الروهنجيا سنويا بترك أراكان، ويحاولون الهرب إلى الدول المجاورة، باستخدام القوارب. وفي اجتماعه ببروكسل أدان اتحاد روهنجيا أراكان ARU الممثل الشرعي للشعب الروهنجي في العالم أشد الإدانة للتعامل المستهجن والمضاد للإنسانية والقوانين والأعراف الدولية ومبادئ التعايش السلمي والعدل والسلام، والبعيدة كل البعد عن توفير مقومات الحياة الكريمة لجميع المواطنين في الدولة. وطالب في بيان له حكومة ميانمار كف المضايقة والامتناع للمنظمات العالمية الإنسانية المعنية بإغاثة سكان أراكان عموما والشعب الروهنجي خصوصا، وفتح جميع الوسائل لإيصال المساعدة الإنسانية إلى ولاية أراكان. وشدد على ضرورة الكف عن تشجيع سياسة الإفلات من العقوبة للمنظمات الإرهابية البوذية التي تمتهن اضطهاد مسلمي بورما عموما ومسلمي الروهنجيا خصوصا.