* أخذت إجازة سند متصل برواية حفص عن طريق الشاطبية * قارئ القرآن ينبغي أن لا يلهو مع اللاهين * الإجهاش بالبكاء أثناء الصلاة مخالف للسنة * الناس تتأثر بقراءة القلب وليس قراءة اللسان * حفظ الأمن مسؤولية كل من يعيش على هذه الأرض تواصل- خالد الغفيري: قال القارئ عادل بن عبدالله ريان، إن قارئ القرآن يعيش حياته مثل غيره, لكنْ هناك أخلاق لا بد أن يلتزم بها، فينبغي أن لا يلهو مع مَن يلهو ولا يلغو مع من يلغو، فيعرف بليله والناس نائمون ويعرف بصيامه والناس مفطرون، وكذلك بصمته وأدبه مع الصغير والكبير. وأوضح "ريان" في حوارٍ مع "تواصل"، أن التقنية الحديثة لها أهمية كبيرة في نشر تلاوة القراء وعموم الفائدة بين الناس، مضيفًا "أنصخ نفسي وكل مَن وفقه الله إلى ذلك أن لا يدخر جهداً ولا يحرم نفسه من الخير، خصوصاً في هذا الزمن الذي انتشرت فيه سُبل التقنية والانتشار عبر وسائل التواصل، فقد يُسمع صوتك في مشارق الأرض ومغاربها وأنت نائم". وإلى تفاصيل الحوار: أين تؤم المصلين رمضان هذا العام؟ في جامع أم الخير في حي الصفا بجدة. هل تذكر أول مرة قمت فيها بالإمامة؟ وهل تتذكر تفاصيلها؟ أول مرة كانت في مسجد صغير بالحي الذي أسكنه، لكنه كان مليئاً بالمصلين، وقد كان أغلبهم من كبار السن ما مثّل لي مشكلة، فكيف بطفلٍ صغير يؤم بهؤلاء الكبار إذ كان عمري حينها 12 سنة, وقد واجهت خوفاً ورهبة. من هم مشايخك الذين تعلمت على أيديهم القرآن الكريم؟ درست في بادئ الأمر على الشيخ مصطفى الجنبي، وانقطعت أخباره، فإن كان حياً فأسأل الله أن يطيل عمره، ويجزيه خير الجزاء، وإن كان من أهل الآخرة فأدعو له بالرحمة والمغفرة, وكذلك الشيخ سيد مصطفى البدوي، والشيخ فاروق خان, بعد ذلك قرأت على شيخي عبدالحليم بن عبدالمنعم، وعليه أخذت إجازة سند المتصل برواية حفص عن عاصم عن طريق الشاطبية. من هو القارئ الذي تأثرتم به بشكل كبير والذي ترك فيكم أثراً بالغاً في موضوع التلاوة؟ الشيخ المنشاوي، والحصري، ومشايخ هنا في مقدمتهم أئمة الحرمين وعلى رأسهم عبدالرحمن السديس، وسعود الشريم، وكذلك علي عبدالله جابر، ممن كنا نحب نسمع لهم كثيراً, وكذلك الشيخ محمد آل عبدالكريم، ومحمد أيوب. كيف حفظت القرآن وأين؟ ومن حفزك على الحفظ؟ الفضل بعد الله لوالدي العزيز الذي ألحقني بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وكان يتابعني ويشد من أزري وفي الوقت نفسه كان لا يبخل علي من التحفيز والمكافآت والهدايا، والوالدة الله يرحمها ويغفر لها بالمتابعة والدعاء. ما الطريق الذي يجب أن يسلكه قارئ القرآن في حياته؟ قارئ القرآن مثل غيره يعيش حياته, لكنْ هناك أخلاق لا بد أن يلتزم بها، وقد قال بعض السلف "ينبغي لصاحب القرآن ألا يلهو مع مَن يلهو ولا يلغو مع من يلغو, فيعرف بليله والناس نائمون ويعرف بصيامه والناس مفطرون، وكذلك بصمته وأدبه مع الصغير والكبير". هل ترى أن حافظ القرآن ذا الصوت الحسن لا بد أن يكون له إصدار قرآني؟ أنا أنصح نفسي وكل من وفقه الله إلى ذلك أن لا يدخر جهداً، ولا يحرم نفسه من الخير خصوصاً في هذا الزمن الذي انتشرت فيه سبل التقنية والانتشار عبر وسائل التواصل فقد يُسمع صوتك في مشارق الأرض ومغاربها وأنت نائم يجري الله لك الخير وأنت نائم بل وينتقل إلى الدار الآخرة, فكم من المشايخ والقراء لا تزال تلاوتهم موجودة، ونسمع لها ونتعلم منها, فهذا باب خير عظيم ويتعاهد نيته وإخلاصه, فلا يكون هدفه أن يسمع الناس، وإنما يسمعه رب الناس. نصيحة توجهها لحفظة القرآن الكريم وأئمة المساجد والجوامع؟ صاحب القرآن قدوة في نفسه قبل أن يكون قدوة في حق غيره، يتق الله فيما بينه وبين الله يبارك الله عز وجل فيما بينه وبين خلقه, ولا بد أن يراعي حال المصلين وراءه، بحيث لا يطيل طولاً مملاً ولا اقتصاراً مخلاً, ويحرص على مراعاة ظروف الناس مثلاً إذا كان مسجده على قارعة طريق أو في سوق أو وسط حي يراعي الناس وجيران المسجد, وكذلك أنصحهم بتعاهد القرآن ومراجعته ليس في رمضان وإنما في سائر أيام العام. كيف تستفيد من التقنية الحديثة.. وهل لديك موقع أو صفحات اجتماعية؟ لدي بعض الإخوة متفرغون في هذا الشأن قائمون على صفحتي على "الفيسبوك" ومواقع أخرى، وهم قائمون على بعض المقاطع وبعض البرامج الإلقائية، فعندي برنامج "استوقفتني آية", فهي اجتهادات فردية من بعض المحبين. ما هو الوقت المناسب لحفظ ومراجعة القرآن؟ ترجع للشخص نفسه, لكن أنسب وقت للشخص هو الذي يكون فيه خالياً من الانشغالات والهموم ولا يفكر فيما يشغله من طعام أو شراب، فلا بد أن يكون الذهن صافياً تماماً حتى يقرأ القرآن بتركيز, فالذي يراجع دون تركيز يخونه حفظه في المحراب، وبالنسبة لي أنا الوقت الذي يناسبني بعد الفجر وقبله، وكذلك العصريات. هل ترى أن الجوامع مقصرة في مسألة أن الكثير منها لا يختم القرآن طوال شهر كامل؟ ترجع لحال المصلين في الجامع، وإن كنت أرى دور الإمام كبيراًَ في هذا الجانب، يعني لو شجعهم وحفزهم وأدخلهم في مشورة كان أفضل, فأنا هذا العام "جسيت نبضهم" فقلت لهم لا نريد هذا العام أن نختم القرآن في التراويح, فبعضهم غضب مني ورفضوا هذا, فتخيل كيف أن الناس وصلوا لدرجة رغبتهم في ختم القرآن, وكما أكدت تعود للإمام بحيث لا يقرأ قراءة بطيئة، وإنما يقرأ قراءة حدرة – الحدر مرتبة من مراتب القراءات – وفي الوقت نفسه لا يُخل في هذه القراءة بالأحكام ولا يقف وقفات خاطئة. كثير من الأئمة يجهش بالبكاء بشكل كبير وقد يتوقف عن القراءة لمدة دقائق.. ما رأيكم؟ هذا مخالف للسنة, وإن كان صدر منا وقت الصغر فالواحد تنبه لها لمَّا تعلَّم, فالصحابة رضوان الله عليهم كان لهم أزيز كأزير المرجل من البكاء, يعني في صدورهم. وينبغي على الإمام أن لا يرفع صوته بالبكاء, والناس لا تريد ذلك فهي أتت لتستمع للقرآن لا البكاء. علم القراءات يتخصص فيه المشايخ الآن ويضاف إليه أيضاً بعض العلوم القرآنية الأخرى.. فهل لكم أية قراءات أخرى غير رواية حفص عن عاصم؟ لا، فقط رواية حفص عن عاصم. البعض يلجأ إلى استخدام المقامات في التلاوات.. ما رأيكم؟ ليس لي من هذا التوجه من شيء, أرى أنها مشغلة كثيراً للإمام، وكذلك صارفة له عن الخشوع, وقد يخالفني البعض، ولكن ليقرأ الإمام بما فتح الله عليه دون تكلُّف أن يقرأ بالمقام الفلاني, فيقرأ بقلب لا بلسان, حتى يتأثر الناس بذلك. بعض المقرئين يتلقون عروضاً من مساجد أو من دول مجاورة.. ما رأيكم في ذلك؟ القرآن أكثر مادة دعوة إلى الله عزوجل, فمسألة أن تأتيه دعوة فيجيب فهذا أمر خير ونفع كبير للقارئ أو الناس، وترجع للنية ونسأل الله أن يصلح نوايانا، وهذا ما عهدنا من مشايخنا وعلمائنا، رأيناهم في كل مكان يذهبون ويأتون في سبيل الدعوة. كلمة أخيرة تختم بها هذا اللقاء؟ حفظ الأمن مسؤولية كل من يعيش على هذه الأرض الطاهرة الطيبة، أنا هنا أقول بعض الناس يظن أن موضوع الأمن متعلق حفظه برجال الأمن والمسؤولين في البلد، لا والذي رفع السماء، فحفظ الأمن مسؤولية كل مَن يعيش على هذه الأرض فليتق الله ويحرص على أن يشكر الله على هذه النعمة فهو المتفضل علينا بها "أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم" فينبغي أن نضع أيدينا في أيدي ولاة أمرنا، وأن نتقي الله سبحانه وتعالى.