رهبة المحراب لا تتوقف مهما بلغ الإنسان من تقدم . قراءة القرآن وحفظه ليس فقط في رمضان . ليس شرطًا أن يكون لصاحب الصوت الحسن إصدار قرآني . ضروري الاستفادة من التقنية الحديثة ليعم الخير . التركيز في أحكام التجويد أولى للقارئ من الالتفات للمقامات تواصل- خالد الغفيري: قال القارئ خالد عبدالكافي، إمام مسجد الشكاكي في حي النعيم بمحافظة جدة، إن قارئ القرآن عليه أن يعيَ تمامًا أنه يُبلغ رسالة الله، عزوجل، للناس, مضيفًا "لا بد أن يكون له وِرد يومي وأن يعمل بما يقرأ, بالإضافة إلى الإخلاص". ونصح "عبدالكافي"، في حوار مع "تواصل"، مَن يريد حفظ كتاب الله، عز وجل، أن يترك "الجوال" ويجلس في المسجد بعد الصلاة ليحفظ ويراجع، قائلا: "أهم شيء أن الشخص يبعد جواله عنه، فأنا عندما أذهب للصلاة في المسجد أترك الجوال بالمنزل, حتى أستطيع الجلوس بعد الصلاة دون أي انشغال". وإلى تفاصيل الحوار: أين تؤم المصلين رمضان هذا العام؟ في جامع الشكاكي حي النعيم 4 شمال محافظة جدة. حدثنا عن رحلتكم مع القرآن وحفظه؟ كنت في مسجد "رحمة المؤمنين" بجوار منزلي بحي مشرفة وكان أحد المشائخ الفضلاء حريص على تحفيظي القرآن الكريم، ثم بعد ذلك كان الدكتور عدنان الحبشي حيث بدأ يُعلمني أحكام التجويد والدكتور عدنان هو استشاري أورام وهذه لفتة إلى أن الأطباء قد يحفظ على أيديهم بعض الناس. هل تتذكر أول مرة تقوم بالإمامة؟ وهل تتذكر تفاصيلها؟ أول مرة أؤم المصلين كان في الصف الأول الثانوي في صلاة التهجد، وقد كان ذلك في المسجد الذي بدأت الحفظ فيه وهو مسجد "رحمة المؤمنين" وبلا شك في البداية تملكتني الرهبة لكن بعد ذلك ومع التعود تلاشت، رغم أن رهبة المحراب لا تتوقف مهما بلغ الإنسان من تقدم. من هم مشايخك الذين تعلمت على أيديهم القرآن الكريم؟ تجويداً، الدكتور عدنان الحبشي والدكتور عادل أبوالشعر, أما ما يتعلق بمراجعة وإجازة فكان الدكتور محمد موسى الشريف وكذلك الشيخ موسى جاروشك في المقرأة القرآنية. من هو القارئ الذي تأثرتم به بشكل كبير والذي ترك فيكم أثراً بالغاً في موضوع التلاوة؟ هناك أكثر من قارئ أثّر فيّ, منهم: الشيخ محمد أيوب والشيخ عادل الكلباني والشيخ سعود الشريم. كيف حفظت القرآن وأين؟ ومن حفزك على الحفظ؟ حدث لي موقف حينما كنت لا أحفظ أجزاء كثيرة من القرآن وكان ذلك في أول سنة بالجامعة وذهبت للشيخ الدكتور محمد موسى الشريف وقال "إن أردت أن تحفظ فستحفظ حتى ولو بمفردك فاجعل لنفسك وقت ثابت لا تتنازل عنه بحيث يكون خاص للقرآن الكريم"، وبالفعل كنت أصلي الفجر وبعدها أعكف على حفظ القرآن في المسجد. ما الطريق الذي يجب أن يسلكه قارئ القرآن في حياته؟ أول شيء يعي أنه عند إمامته للناس فهو يبلغ رسالة الله لهم, هذه مهمة جداً، أيضًا يجب أن يعرف أن القرآن ليس فقط في رمضان ولا بد أن يكون له وِرد يومي وأن يعمل بما يقرأ, بالإضافة إلى استشعار والإخلاص لله عزوجل. هل ترى أن حافظ القرآن ذا الصوت الحسن لا بد أن يكون له إصدار قرآني؟ لا ليس بشرط, وعليه أن يعرض تلاوته على بعض المجازين وإن كان له إجازة وقراءته بسند متصل فيصدّر قراءته. نصيحة توجهها لحفظة القرآن الكريم وأئمة المساجد والجوامع؟ أول شيء استشعار الآيات وقراءة بعض المعاني في الكلمات التي تشكل على القارئ حتى يكون فيه نوع من الاستحضار في الآيات, فإن لم يفهم معاني الآيات لن يعيش معها وقت القراءة, أيضاً لا بد أن يستمتع القارئ بتلاوته للآيات التي يقرأها. ما أبرز موقف تعرضت له أثناء صلاة التراويح؟ المواقف كثيرة لكن أبرزها أنه في ذات مرة وبعد أن صليت العشاء، قمت لأداء ركعتي السُّنة وفي نهاية الركعتين رفعت صوتي في أداء التسليمتين كما لو أنني في صلاة التراويح, وإذ بالمؤذن ومَن خلفي يضحكون فكان هذا موقف طريف لا يزال في ذهني. كيف تستفيد من التقنية الحديثة، وهل لديك موقع أو صفحات اجتماعية؟ مستفيدون منها بشكل جيد والحمدلله, على سبيل المثال في انستغرام أنا كنت مسافر وكنت أسير بالطريق ورأيت جمال الطبيعية ورأيت نخلة تذكرت قوله تعالى "وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ" وقمت بترتيل هذه الآية وصورت النخلة بحيث نُعيش الناس الواقع لهذا القرآن العظيم فكان لها أثر وانتشار واسع. ما هو الوقت المناسب لحفظ ومراجعة القرآن؟ أهم شيء أن الشخص يبعد جواله عنه, فأنا عندما أذهب للصلاة في المسجد أترك الجوال بالمنزل, حتى أستطيع الجلوس بعد الصلاة في المسجد دون أي انشغال, فهذه نصيحتي بحيث عندما تذهب للمسجد يكون لك وقت بعد الصلاة للمراجعة أو المدارسة. هل ترى أن الجوامع مقصرة في مسألة أن الكثير منها لا يختم القرآن طوال شهر كامل؟ التنوع جيد, المساجد الكبيرة من المهم أنها تختم القرآن لكن فيه بعض المساجد لا تختم، وهذا جيد أيضًا إذا كانت وأنا أرى أنه جيد خصوصاً إذا كان جماعة المسجد من كبار السن أو الضعفاء فالأولى مراعاتهم. كثيراً من الأئمة يجهش بالبكاء بشكل كبير وقد يتوقف عن القراءة لمدة دقائق، ما رأيكم؟ يحاول أن يضبط نفسه بحيث تكون الآيات مفهومة وأيضا هذه تختلف من شخص لآخر, لكن يحاول أن يوازن بحيث يستطيع أن يتمالك نفسه. علم القراءات يتخصص فيه المشايخ الآن ويضاف إليه أيضا بعض العلوم القرآنية الأخرى، فهل لكم أي قراءات أخرى غير رواية حفص عن عاصم؟ لا، ليس لي رواية غير حفص عن عاصم. البعض يلجأ إلى استخدام المقامات في التلاوات، ما رأيكم؟ القارئ من المفترض ألا يلتفت للمقامات, أنا كقارئ يريد أن أوصل رسالة الله إلى الناس, أركز على أحكام التجويد, موضوع المقامات جميل أن يعرف كيف ينتقل من مقام لآخر كمعرفة ليس بشرط لكن لا يكون هذا اهتمام بشكل كبير جداً. بعض المقرئين يتلقون عروضا من مساجد أو من دول مجاورة، ما رأيكم في ذلك؟ لا إشكالية بحيث ينتشر الخير لا يُحصر في مكان واحد, ولكن لا يطيل الغياب عن مسجده بحيث يذهب 5 أو 7 أيام ويكون أغلب وقته في مسجده.