مثلي وأنا أتحدث عن القرآن كمثل البخيل إذا تحدث عن الكرم أحب أن أستمع لتلاوات رفعت والمنشاوي وعبدالباسط إذا كان الباعث على البكاء الخشوع فلا بأس لم أؤم رسمياً إلا في المرحلة الثانوية بجامع ابن عثيمين لا ضير أن يقرأ القارئ بالمقامات بلا تكلف تواصل– محمد ميلس: قال القارئ عبدالإله بن عبدالله العجيري، إنه من المفترض ألا تكون الشهرة غاية ومطلب قارئ القرآن، فما صدق الله عبد أحب الشهرة، كما قال أحد السلف، وليكن هم حامل كتاب الله أن يقيم حروفه وحدوده، ويطلب به رضا الله، فإن الله إن رضي عنه أرضى الناس عنه. وأضاف "العجيري"، في حوار مع "تواصل"، أن مواقع التواصل الاجتماعي من المنابر التي إن لم يستغلها الدعاة وطلبة العلم في نشر الخير، فإنه سيستغلها أهل الباطل والفساد والخنا والفجور، إلا أنه ينبغي التعامل معها بقدر وحذر. وإلى تفاصيل الحوار: بداية.. بماذا تقدم نفسك للقراء؟ أجيب مختصراً موجزاً مستعيناً بالله فأقول: يتحدث إليكم الفقير إلى الله الغني القدير: عبدالإله بن عبدالله العجيري، خريج كلية الشريعة بجامعة الملك خالد بأبها، مضى من عمري نحو من 23 عاماً، وأسأل الله طول البقاء، وحسن العمل. حدثنا عن رحلتكم مع القرآن وحفظه؟ في الحقيقة أن مثلي وأنا أتحدث عن القرآن كمثل البخيل إذا تحدث عن الكرم، ومثل الجبان إذا تحدث عن الشجاعة، والله المستعان، إلا أني سأجمل الإجابة في أني لم أحفظ القرآن بقدر ما حفظني القرآن. هل تتذكر أول مرة تقوم بالإمامة؟ وهل تتذكر تفاصيلها؟ قدمت للإمامة منذ الصغر مراراً، إلا أني لم أؤم رسمياً إلا في المرحلة الثانوية بجامع ابن عثيمين بأبها، ولم يكن ثَم أحداث، ومواقف تستحق أن تذكر. مَن هم شيوخك الذين تعلمت على أيديهم القرآن الكريم؟ لا أذكر أني تتلمذت على شيخ بعينه إلا أني قرأت القرآن أو شيئاً منه على ثلة من القراء من داخل وخارج المملكة، ولعل منهم على سبيل المثال لا الحصر: فضيلة الشيخ الدكتور: علي توفيق النحاس المصري، القارئ والمحقق المعروف المجاز بالقراءات العشر الصغرى والكبرى. فضيلة الشيخ: حضرة نور الأفغاني. فضيلة الشيخ القارئ الأصولي: محمد معاذ الخن. فضيلة الشيخ: علي الحنطور المجاز بالقراءات العشر الصغرى والكبرى. وعدد من القراء لا يتسع المقام لذكرهم. من هو القارئ الذي تأثرتم به بشكل كبير، والذي ترك فيكم أثراً بالغاً في موضوع التلاوة؟ تأثرت بالعديد من القراء إلا أني أحب أن أستمع إلى تلاوات الشيخ محمد رفعت، والشيخ المنشاوي، والشيخ عبدالباسط، عبدالصمد رحمهم الله، وغيرهم. كيف حفظت القرآن وأين؟ ومن حفزك على الحفظ؟ أجبت سلفاً بأني أتممت حفظ القرآن الكريم بالدورة العالمية المكثفة لحفظ القرآن الكريم في شهرين بمكة المكرمة، وقد حفظت شيئاً من القرآن قبل ذلك، وممن حفزني على ذلك والداي أطال الله بقاءهما وأحسن عملهما، فقد كان لهما الأثر البالغ في ذلك. ما الطريق الذي يجب أن يسلكه قارئ القرآن في حياته؟ طريق القرآن، فإن سلكه بصدق فثم الفلاح. هل ترى أن حافظ القرآن ذا الصوت الحسن لا بد أن يكون له إصدار قرآني؟ هذا أمر نسبي يختلف باختلاف القراء، إلا أني أوصي بأن يتأنى قارئ القرآن، ويتريث حتى يضبط القرآن. نصيحة توجهها لحفظة القرآن الكريم وأئمة المساجد والجوامع؟ تقوى الله ثم الحرص على أن يكون القرآن حجة لهم بين يدي الله لا حجة عليهم، ففي الحديث: "والقرآن حجة لك أو عليك". ما أبرز موقف تعرضت له أثناء صلاة التراويح؟ أذكر أنه لبس علي في إحدى الليالي ولم يفتح علي أحد، وطال سكوتي، فما وجدت مخرجاً من هذا إلا أن ركعت. كيف تستفيد من التقنية الحديثة، وهل لديك موقع أو صفحات اجتماعية؟ أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي من المنابر التي إن لم يستغلها الدعاة وطلبة العلم في نشر الخير، فإنه سيستغلها أهل الباطل والفساد والخنا والفجور، إلا أنه ينبغي التعامل معها بقدر وحذر، وينبغي ألا يمكنها طالب العلم من سرقة وقته، وإشغاله بالمفضول عن الفاضل، ناهيك عن إشغاله بسفاسف الأمور. ما هو الوقت المناسب لحفظ ومراجعة القرآن؟ كل بحسبه، أرى أن هذا يرجع إلى الشخص نفسه فمن الناس من يرى أن الفترة الصباحية أنفع له وأنشط لذهنه ومنهم من يرى الفترة المساء كذلك، ولكن المرجع في ذلك انتقاء الوقت الذي يصفو فيه الذهن، وينقطع فيه عن العلائق، ويتخلص من العوائق، وهذا أمر نسبي. هل يمكن لأي شخص عادي أن يصبح قارئاً مجوداً وينال الشهرة؟ ليست الشهرة غاية ومطلباً، وما صدق الله عبد أحب الشهرة، كما قال أحد السلف، وليكن هم حامل كتاب الله أن يقيم حروفه وحدوده، ويطلب به رضا الله، فإن الله إن رضي عنه أرضى الناس عنه. هل ترى أن الجوامع مقصرة في مسألة أن الكثير منها لا يختم القرآن طوال شهر كامل؟ لا مشاحة في مسألة الختم من عدمه، فقد يرى الإمام أن تلاوة مواطن من القرآن الكريم بتدبر أنفع له ولغيره، وقد يرى أن الختم من حيث إن فيه عرض للقرآن كاملاً على الناس أنفع، إلا أن هذا يعود لاجتهاد الإمام واختياره الأصلح. كثير من الأئمة يجهش بالبكاء بشكل كبير، وقد يتوقف عن القراءة لمدة دقائق.. ما رأيكم؟ إذا كان الباعث على البكاء الخشوع ولم يجد بداً منه فلا بأس به، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي وله أزيز كأزيز المرجل، وأما التباكي فتركه أولى. علم القراءات يتخصص فيه المشايخ الآن ويضاف إليه أيضاً بعض العلوم القرآنية الأخرى، فهل لكم أية قراءات أخرى غير رواية حفص عن عاصم؟ حفص وشعبة عن عاصم. البعض يلجأ إلى استخدام المقامات في التلاوات.. ما رأيكم؟ تعلم المقامات فيه نظر، والكلام فيه يطول، ولكن إن قرأ القارئ بالمقامات بلا تكلف فلا ضير في ذلك، بل أرجو أن يكون من التغني بالقرآن الذي يؤجر عليه بإذن الله. بعض المقرئين يتلقون عروضاً من مساجد أو من دول مجاورة.. ما رأيكم في ذلك؟