يستقبل المسلمون في تايلند نفحات رمضان بالفرح والسرور عبر احتفالات يقيمونها فور الإعلان عن ثبوت هلال الشهر الكريم في سماء العاصمة بانكوك من قِبل مجلس شيخ الإسلام الذي يُعد بمثابة المفتي للمسلمين التايلنديين الذين ينتشرون في مدن ومناطق وقرى تايلند المختلفة. ويشهد المركز الإسلامي والمساجد الأخرى والمصليات التي تتجاوز أعدادها 1000 مسجد ومصلى في أنحاء تايلند مظاهر الاحتفالات الدينية عبر توزيع الأطعمة المختلفة على المسلمين وإقامتهم صلاة التراويح معلنين عن استعدادهم لدخول شهر الصوم. البلال من العادات الشائعة عند مسلمي تايلاند أنه إذا حان وقت الإفطار قُرعت الدفوف الكبيرة، ويسمى الذي يقوم بالضرب عليها (البلال) نسبة إلى الصحابي الجليل بلال ابن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يشربون شرابًا مكونًا من (السكر) و(جوز الهند)، وأشهر الأكلات عند مسلمي هذه البلاد طعام يسمى (سوب) وهو يشبه (الكوارع) عند أهل مصر. القرآن والتراويح يصلي الناس هناك صلاة التراويح، يقرأ الإمام فيها يوميًّا من سورة الضحى إلى سورة الناس، ويحرص المسلمون في تايلاند في هذا الشهر الكريم على تعلم القرآن الكريم، والاستزادة من تلاوته، وفي ليلة السابع والعشرين يقرأون القرآن كاملا. أما أفراد الأسرة في تايلاند عادة ما تلزم بيتها في رمضان وتمضي أيام وليالي هذا الشهر جنبًا إلى جنب، وتعتبر هذا الشهر فرصة مناسبة لجمع شمل الأسرة، والاشتراك سوية في تناول طعام الإفطار، وإحياء تلك الليالي بما تيسر من الطاعات والعبادات. مائدة الإفطار موائد المسلمين في تايلند كمثلها في الدول الإسلامية تعج بصنوف الأطعمة والحلويات، لكن اللافت هناك في هذا الشهر أن البيت لا يصنع أنواعا متعددة من الأطعمة، بل يصنع صنفا واحدا بكميات كبيرة. ويوزع على الجيران والأقارب (القاطنين في الحي) هذا الصنف، بحيث يتم رد الطبق بصنف صنعه البيت الآخر، وهكذا حتى يتجمع في المائدة ربما أكثر من عشرة أصناف من عشرة بيوت تعاونت على صنع تلك الأطعمة دون أن يجهد البيت الواحد في صنع كل تلك الأصناف بمفرده.