أكد مفتي روسيا الاتحادية الشيخ راوي عين الدين أن الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية قد وجهت بيانا إلى جميع مسلمي روسيا بمناسبة شهر رمضان المبارك دعتهم فيه إلى التمسك بفريضة الصوم التي تطهر الروح والجسد. وقال إن مسلمي روسيا كغيرهم من المسلمين، ينتظرون شهر رمضان المبارك بشغف، ذلك نابع من تمسكهم بدينهم، فيجدونها فرصة ثمينة من أجل تثبيت دعائم دينهم وثقافتهم في نفوس أفراد المجتمع الإسلامي الروسي. وقال إن الأجواء الرمضانية تعد فرصة لإقبال غير المسلمين على اعتناق الدين الإسلامي في روسيا، حيث يقيم أكثر من 20 مليون مسلم في روسيا شعائر شهر رمضان المبارك بارتياد المساجد التي يربو عددها في البلاد على سبعة آلاف مسجد لأداء الصلوات والدعاء. وحول استقبال الشهر الكريم قال: يتيح هذا الشهر الكريم للمسلمين أن يمارسوا شعائر دينهم الأمر الذي يوفر جوا إيمانيا يساعد كثيرين من المسلمين الذين ينتمون إلى الدين الإسلامي اسمياً فقط على العودة إلى الدين الصحيح كما تؤدي هذه الأجواء الرمضانية إلى إقبال بعض غير المسلمين على اعتناق الدين الإسلامي، وتتلخص الشعائر الرمضانية عند الروس في الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسة بختم القرآن الكريم طوال الشهر الأمر الذي يجعل من هذا الشهر عيدا يمتد على مدار ثلاثين يوما، كذلك يحرص المسلمون الروس على أداء صلاة التراويح وتعتبر هذه العبادة هامة جدا في توحيد المسلمين، حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة، فيستقر لديه الشعور الديني الإيماني. كما يستغل العديد من المسلمين الروس هذه الأوقات الروحانية لأداء العمرة. ومن العادات الرمضانية الشهيرة أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقي درساً أو موعظة مما يترك أثرا طيبا في المدعوين كما تساعد موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية وتشارك في إقامتها العديد من الدول العربية والإسلامية عن طريق البعثات الدبلوماسية على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية، ما يشعر المسلم الروسي بعمق الروابط بينه وبين باقي شعوب العالم الإسلامي. تجمع للعائلات المسلمة في القرى.. ودعوة جماعة المساجد المحلية لتناول الإفطار وعن عادات مسلمي روسيا في شهر رمضان المبارك قال لا تختلف كثيرا عن عادات وتقاليد المسلمين في أصقاع الأرض المختلفة حيث تتمثل في اجتماع الأسرة مع قرب أذان المغرب حول المائدة لتناول طعام الإفطار ومن ثم أداء صلاة المغرب جماعة ( كل الأسرة والأولاد)، فيما يقدم للضيوف أفضل أنواع الطعام والمكونة من عدة أنواع من الأكل مثل اللحوم والشوربة والحلويات التقليدية الشعبية، وكثيرا ما تدعو العائلات المسلمة في القرى جماعة المساجد المحلية لتناول الإفطار معهم، ويستفيدون من استماع تلاوة القرآن الكريم والموعظة والدروس الدينية من طرف الإمام أو كبارهم؛ الأمر الذي يترك أثراً طيبا لدى المدعوين، كما يساعد ذلك غير المتدينين من المدعوين إلى الالتزام بالتعاليم الإسلامية السمحة، ومن ثم يذهب الرجال و النساء إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة المفروضة، ومن ثم يبقون حتى قيام صلاة التراويح، ويقوم أئمة المساجد بختم القرآن خلال شهر رمضان المبارك. وعن أهم ما يميز حياة المسلمين في شهر رمضان في روسيا يقول إن بعض مسلمي روسيا على سبيل المثال ( المسلمون الكزخ) يفضلون تناول الخراف في وجبات الإفطار في رمضان ويكرمون ضيوفهم بتقديم آذان الخراف المشوية لهم. كما يحرصون على التجمع بأعداد كبيرة في أحد المنازل لتناول وحبة الإفطار حيث يتجمع الرجال في أحد أركان المنزل بينما تشغل النساء ركنا آخر. وإذا لم يتوفر لهم مسجد يصلي الرجال في أحد المنازل بينما تصلي النساء في منزل مجاور آخر. وباعتبار أن مسلمي روسيا يعيشون في مجتمع غير مسلم وبالتالي تختلف حياتهم عن غيرهم من المسلمين كثيرا بالنظر إلى اختلاف عادات القوميات والتقاليد عن باقي أفراد المجتمع فتقام في بعض مدن روسيا مشاريع إفطار الصائم الجماعي الذي ينظم من قبل الجمعيات الإسلامية الخيرية والعالمية مثل رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها من المنظمات الإسلامية الخيرية من العالم الإسلامي والعربي. كما أن مسلمي روسيا في الجمهوريات الإسلامية والمناطق الروسية الأخرى ينتهزون موسم شهر رمضان المبارك لإقامة مشاريع إفطار صائم في المساجد وبيوت المسلمين بهدف إقامة الصلاة التراويح و تلاوة القرآن الكريم و الاستماع للمواعظ الدينية التي تتحدث عن فضائل شهر رمضان المبارك وواجبات المسلم، ولتعليم مبادئ الدين الإسلامي، ويحرص المسلمون في روسيا على أداء صلاة التراويح باعتبارها من أهم العبادات التي توحد المسلمين الذين يجتمعون في المساجد طوال الشهر و يشعرون بجماعة أخوانهم في الدين. واستطرد في حديثه يقول في هذا العام افتتح في أحد سجون موسكو(سجن بوتيركا) أول مصلى لنزلاء السجن من المسلمين تحت رعاية مجلس المفتين في روسيا، وفي هذا الشهر الكريم تقام به صلاة التراويح لنزلاء السجن من المسلمين، وكشف عن أن هذا المصلى يعد أول مصلى داخل سجون روسيا، وأنه يوجد داخل مدينة موسكو خمسة مساجد، وجميعها تؤدى بها كافة الفرائض والشعائر الإسلامية، ويرفع بها الآذان كل يوم خمس مرات، إضافة إلى صلاة التراويح والأعياد.