أكد مفتي روسيا الاتحادية، الشيخ راوي عين الدين، أن شهر رمضان المبارك يشجع مسلمي روسيا على ممارسة شعائر دينهم، وذلك لما يصاحب الشهر الفضيل من جو إيماني يساعد كثيرا من المسلمين على العودة إلى الدين وأداء الشعائر بحب وإخلاص. وقال فضيلة المفتي، بحسب ما نشرته صحيفة "الرياض" السعودية، الثلاثاء 23-8-2011م، إن الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية وجهت بيانا إلى جميع مسلمي روسيا بمناسبة شهر رمضان المبارك دعتهم فيه إلى التمسك بفريضة الصوم التي تطهر الروح والجسد.
وعن تأثير ما يقوم به المسلمين من عبادة وتراحم ومودة على غير المسلمين في شهر رمضان، أشار فضيلته، الى أن أجواء شهر رمضان المبارك وما يصاحبها من تسامح وتراحم ومظاهر ايمانية تجذب غير المسلمين الى التعرف على الاسلام ومن ثم إقبالهم على اعتناق الدين الإسلامي.
فرصة لتثبيت الإيمان
وعن استقبال مسلمي روسيا لشهر رمضان، أوضح فضيلته، إن مسلمي روسيا كغيرهم من المسلمين، ينتظرون شهر رمضان المبارك بشغف، فهم يعتبرونه فرصة ثمينة من أجل تثبيت دعائم دينهم وثقافتهم في نفوسهم، مشيرا الى وجود أكثر من 20 مليون مسلم في روسيا يقيمون شعائر شهر رمضان المبارك بارتياد المساجد التي يربو عددها في البلاد على سبعة آلاف مسجد لأداء الصلوات والدعاء، حيث يوجد داخل مدينة موسكو خمسة مساجد، وجميعها تؤدى بها كافة الفرائض والشعائر الإسلامية، ويرفع بها الآذان كل يوم خمس مرات، إضافة إلى صلاة التراويح والأعياد.
فرصة لتوحيد المسلمين
وبشأن ممارسة المسلمين في روسيا لشعائر الشهر الكريم، أشار الشيخ عين الدين، إلى أن المسلمين يجتمعون حول موائد الإفطار ويذهبون لأداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسة بختم القرآن الكريم طوال الشهر الأمر الذي يجعل من هذا الشهر عيدا يمتد على مدار ثلاثين يوما، كذلك يحرص المسلمون الروس على أداء صلاة التراويح وتعتبر هذه العبادة هامة جدا في توحيد المسلمين، حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة، فيستقر لديه الشعور الديني الإيماني.
ومن العادات الرمضانية الشهيرة أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقي درساً أو موعظة مما يترك أثرا طيبا في المدعوين، كما تساعد موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية وتشارك في إقامتها العديد من الدول العربية والإسلامية عن طريق البعثات الدبلوماسية على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية، ما يشعر المسلم الروسي بعمق الروابط بينه وبين باقي شعوب العالم الإسلامي.
العائلات المسلمة.. عادات وعبادات
وعن عادات مسلمي روسيا في شهر رمضان المبارك، يقول فضيلته: لا تختلف كثيرا عن عادات وتقاليد المسلمين في أصقاع الأرض المختلفة حيث تتمثل في اجتماع الأسرة مع قرب أذان المغرب حول المائدة لتناول طعام الإفطار، ومن ثم أداء صلاة المغرب جماعة ( كل الأسرة والأولاد)، فيما يقدم للضيوف أفضل أنواع الطعام والمكونة من عدة أنواع من الأكل مثل اللحوم والشوربة والحلويات التقليدية الشعبية، وكثيرا ما تدعو العائلات المسلمة في القرى جماعة المساجد المحلية لتناول الإفطار معهم، ويستفيدون من استماع تلاوة القرآن الكريم والموعظة والدروس الدينية من طرف الإمام أو كبارهم؛ الأمر الذي يترك أثراً طيبا لدى المدعوين، كما يساعد ذلك غير المتدينين من المدعوين إلى الالتزام بالتعاليم الإسلامية السمحة، ومن ثم يذهب الرجال و النساء إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة المفروضة، ومن ثم يبقون حتى قيام صلاة التراويح، ويقوم أئمة المساجد بختم القرآن خلال شهر رمضان المبارك.
آذان الخراف المشوية في الإفطار
وعن أهم ما يميز حياة المسلمين في شهر رمضان في روسيا يقول إن بعض مسلمي روسيا على سبيل المثال ( المسلمون الكزخ) يفضلون تناول الخراف في وجبات الإفطار في رمضان ويكرمون ضيوفهم بتقديم آذان الخراف المشوية لهم.
وباعتبار أن مسلمي روسيا يعيشون في مجتمع غير مسلم وبالتالي تختلف حياتهم عن غيرهم من المسلمين كثيرا بالنظر إلى اختلاف عادات القوميات والتقاليد عن باقي أفراد المجتمع فتقام في بعض مدن روسيا مشاريع إفطار الصائم الجماعي الذي ينظم من قبل الجمعيات الإسلامية الخيرية والعالمية مثل رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها من المنظمات الإسلامية الخيرية من العالم الإسلامي والعربي.
كما أن مسلمي روسيا في الجمهوريات الإسلامية والمناطق الروسية الأخرى ينتهزون موسم شهر رمضان المبارك لإقامة مشاريع إفطار صائم في المساجد وبيوت المسلمين بهدف إقامة الصلاة التراويح و تلاوة القرآن الكريم و الاستماع للمواعظ الدينية التي تتحدث عن فضائل شهر رمضان المبارك وواجبات المسلم، ولتعليم مبادئ الدين الإسلامي.
كما أشار الى أن هذا العام شهد افتتاح أول مصلى داخل أحد سجون موسكو (سجن بوتيركا) تحت رعاية مجلس المفتين في روسيا؛ حيث تقام به، للمرة الأولى، صلاة التراويح لنزلاء السجن من المسلمين، موضحا أن هذا المصلى يعد أول مصلى داخل سجون روسيا.