أكد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ, أن ديوان المظالم ليس وليد اليوم, بل معروفٌ منذ القدم, حيث يقول الله عز وجل على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم (وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكم), فنبينا أُمر بالعدل بين الناس, فأحكامه وتشريعاته كلها عدل وكلها إنصاف, يقول الله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رسلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهم الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقومَ النَّاس بِالْقِسْطِ), فالرسل جاؤوا بالشرائع لإقامة العدل بين الناس. جاء ذلك في كلمة ألقاها سماحته في افتتاح برنامج اللقاء السنوي الأول لرؤساء دوائر الاستئناف الإدارية الذي أقيم اليوم بمقر محكمة الاستئناف الإدارية بالرياض بحضور معالي رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ عبدالعزيز بن محمد النصار, وعددٍ من أصحاب المعالي والفضيلة. وأوضح سماحة المفتي أن الشريعة هي شريعة العدل والإنصاف, التي بعث الله بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وختم بها سائر الشرائع وجعلها الشريعة الخالدة, مشيراً إلى أن مما أسهم في حفظ الأمن والرخاء لهذه البلاد المباركة إقامة الشريعة السمحة والعدل بين الجميع, فليس للغني أو الفقير تفضيلٌ في الأحكام على غيرهم, يقول الله عز وجل (فَلا تَتَّبِعوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلوا وَإِنْ تَلْووا أَوْ تعْرِضوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلونَ خَبِيراً). ووجّه سماحة المفتي نصيحةً لأصحاب الفضيلة القضاة من باب التذكير بضرورة التزام العدل والصدق والنظر في القضايا نظر العدل والإخلاص ومراقبة الله في أحكامها, مؤكداً أن هذه القضايا في الدنيا ستعاد يوم القيامة. وأشاد سماحته بالأحكام الصادرة من أصحاب الفضيلة القضاة في خصومات سابقة, مطالباً إياهم بمواكبة التقنيات الحديثة على اختلافها, حيث أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان. من جانبه رحب معالي رئيس ديوان المظالم الشيخ عبدالعزيز بن محمد النصار, بسماحة مفتي عام المملكة لتشريفه اللقاء, والتقائه بأبنائه القضاة ليسعدوا بتوجيهاته. وأكد معاليه أن الديوان يحرص على عقد لقاءات دورية يلتقي فيها قضاة الاستئناف لدراسة ما يكون من عوائق وما يطرح من حلول لها كإحدى الوسائل التي يسعى من خلالها إلى سرعة الفصل في القضايا المنظورة وإنجازها مع دقة المنجز بما يحقق العدل الذي يسعى القضاء لتحقيقه. وشدد معاليه على أن هذا الاجتماع يأتي لبحث الآليات والوسائل والعوائق وتبادل الطروحات العلمية من نخبة من قضاة الديوان. وقدّم معالي رئيس ديوان المظالم هدية تذكارية لسماحة مفتي عام المملكة, تضمّنت نسخةً من مجموعة المبادئ الإدارية لديوان المظالم. عقب ذلك, بدأت جلسات اللقاء, حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان (توحيد المبادئ واستقرار الأحكام) ورأسها معالي عضو المحكمة الإدارية العليا ورئيس الدائرة الإدارية الثانية بمحكمة الاستئناف الإدارية بالرياض الشيخ إبراهيم السويلم, وتحدث فيها كل من عضو التفتيش القضائي الشيخ عبدالله بن محمد المطرودي, وعضو الدائرة الإدارية الأولى بمحكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ فهد بن صقر القحطاني, وعضو الدائرة التجارية الأولى بمحكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم الزهراني, الذين قدّموا فيها أوراق عمل حول الموضوع ذاته. وناقش المتحدثون في الجلسة الأولى أهمية تقرير المبادئ القضائية ودورها في استقرار الأحكام وحجّيتها في الشرع, والنظام والأسس التي تقوم عليها وأثرها في حفظ هيبة القضاء وحماية حقوق المتقاضين, وعن الوسائل والآليات التي تساعد في تحقيق توحيد المبادئ واستقرار الأحكام. وتناولت الجلسة الثانية (تنظيم العمل في دوائر الاستئناف) برئاسة معالي عضو مجلس القضاء الإداري ورئيس محكمة الاستئناف الإدارية بالمنطقة الشرقية الشيخ إبراهيم بن سليمان الرشيد, وتحدث فيها رئيس الدائرة الإدارية الثالثة بمحكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ عبدالوهاب بن محمد المنصوري, ومساعد رئيس التفتيش القضائي الشيخ علي بن محمد السلطان, ومساعد رئيس محكمة الاستئناف الإدارية بالرياض ورئيس الدائرة الجزائية الأولى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد الراجحي. وناقشت الجلسة أهمية تنظيم العمل الإداري والقضائي داخل الدوائر القضائية في محاكم الاستئناف, وأثرها في إنجاز القضايا وسرعة الفصل فيها, والوسائل والحلول المساعدة لإنجاز القضايا داخل دوائر الاستئناف في دقة وسرعة لتحقيق العدالة. واختتم اللقاء بجلسة مفتوحة تتضمن التوصيات والمقترحات التي يخرج بها المجتمعون من أجل تطوير العمل بمحاكم الاستئناف وتفعيل دور محاكم الاستئناف في تنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء