تسعى المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 التي وضعتها الإدارة السياسية في الفترة الأخيرة إلى تعزيز وسائل الترفية في المملكة العربية السعودية إنطلاقا من اعتراف الإدارة السياسية بأن الترفية يعتبر ركن أساسي من احتياجات الفرد، كما أن توافرها في أي مجتمع يعتبر علامة حقيقية للحياة الجيدة التي يحياها الفرد وحق أصيل من الحقوق التي تكفلها الدولة أو المملكة لمواطنيها. ولعل التوجه الجديد للحكومة السعودية نابع من نظرة التجديد التي تحاول الحكومة تطبيقها خلال الفترة القادة والتي بكل تأكيد سوف يكون لها مردود حقيقي سواء على الحياة الإجتماعية أو على الحياة الإقتصادية، ويكفي ان نشير إلى ارتفاع معدلات انفاق المواطنين السعوديين على وسائل الترفية خارج المملكة في الآونة الأخيرة من 2.5% إلى 6% وهو ما يشكل قيمة مالية كبيرة ينفقها الأفراد على الترفية خارج المملكة وبالتالي فإن توفير ادوات الترفية ووسائل التسلية داخل المملكة سوف يقلل من الإنفاق الخارجي للأفراد على هذه النشاطات. أوجه الترفية في المملكة العربية السعودية وفيما يخص أوجه الترفية التقليدية في المملكة فإنها تكاد تنحصر في المتنزهات العامة والمتاجر الكبرى للتسوق والألعاب الرياضية وبعض المجالات الأخرى مثل العاب كازينو اون لاين او العاب الأكشن والمغامرة عبر الإنترنت، ناهيك عن مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها من أنشطة الترفية المحدودة مثل الخروج للبر او الجلسات الإجتماعية بين المعارف والعائلات. أما فيما يخص رؤية 2030 في المملكة فإنها تهدف إلى احداث طفرة كبيرة في كافة المجالات ومن بينها قطاع الترفية وذلك من خلال أنشاء دور للسينما والمسرح، وانشاء الكثير من الأندية الترفيهية والثقافية التي تقدم الترفية الهادف للمواطنين السعوديين. كما تعتمد الهيئة العامة للترفية في خطتها انشاء عدد كبير من المدن الترفيهية ومدن الألعاب الكبرى ومدن الملاهي والبحيرات الصناعية وغير ذلك الكثير من المنشآت التي من المخطط لها أن تكون على مستوى عالمي سواء من ناحية التصاميم أو الإمكانيات أو الإدارة. ويبقى ان نشير إلى التحدي الكبير الذي تشهده هيئة الترفية في المملكة وذلك لإرتفاع سقف تطلعات الإدارة السياسية والمواطنين لما سوف تحققه الهيئة من ناحية، وإلى الحرص على الحفاظ على الهوية السعودية بما لها من عادات وتقاليد واصول دينية حقيقية تعتز بها. ولكن في الأخير نؤكد أن الترفية عبر الإنترنت سيظل واحد من الخيارات القائمة لما يمتاز به من سهولة الوصول وقلة التكاليف والتوافر طوال الوقت، خاصة في بعض المجالات التي قد لا تتوفر على أرض الواقع مثل وجود كازينو أرضي أو مجالات للتعارف بين الشباب كما هو الحال في مواقع التواصل الإجتماعي التي لا غنى عنها حتى في أفضل الدول التي توفر الترفية بكافة أشكاله.