ناقش برنامج «اتجاهات» على «روتانا خليجية» دور هيئة الترفيه في المملكة وتفاعلاتها، لاسيما بعد الحفلات التي أقيمت أخيراً في جدة والرياض. وقال ضيوف البرنامج، الذي قدمته الإعلامية نادين البدير، إن الفاعليات الترفيهية «خلقت شكلاً من أشكال الأنسنة في هذه المدن»، متمنين وصولها إلى «مدن الأطراف». ورأى الضيوف أنّ الترفيه «يُعزز من ارتباط الأطفال والشباب ببلدهم، ويُشعرهم بأنه يُمكن أن يحصلوا على جوانب سعادة من دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج». وناقشوا الطاقات السلبية التي يُمكن تفريغها من خلال المشاركة في فاعليات ترفيهية، وأهمية هذا الموضوع في مواجهة التطرف والعنف في المجتمع، ودورها في التخفيف على السعودي من أعباءً إضافية، لاسيما في المرحلة الاقتصادية المقبلة المليئة بالتحديات، وصولاً إلى تحقيق أهداف «رؤية 2030». وانتقدوا ضوابط تُوضع على الترفيه، ومنها الضوابط التي وضعتها هيئة الترفيه لحفلة محمد عبده وراشد الماجد، من منع اختلاط وتحديد الزي، ما جعل حضوراً يشعرون أنها «حفلة عسكرية». اقتصادياً، ذكر ضيوف «روتانا خليجية» أنَّ السعوديين ينفقون بلايين على الترفيه في الخارج، «وكلّما أتت إجازة وجدناهم يتزاحمون في الحدود أو في المطارات، كي يحصلوا على الترفيه الذي حُرموا منه في بلادهم. في الوقت نفسه كان لا بد من مناقشة الكلفة العالية للبرامج الترفيهية الحالية، وضرورة عدم إغفال الأسر التي لا تستطيع الخروج الدائم للترفيه، بسبب ظروفها المادية وأهميّة خلْق أنشطة مناسبة لها». ولفتوا إلى الفرص الاقتصادية التي يوفرها الترفيه للشباب، وانتقدوا تركيز الهيئة على استهلاك الترفيه الموجود من دون الالتفات إلى دعم إنتاجه محلياً. فيما أثير موضوع السينما وكونها من «أهم وسائل الترفيه التي يجب أن تحظى باهتمام الهيئة، سواء لناحية دعم الإنتاج السينمائي المحلي، أم المضي قُدماً في فتح صالات السينما». وناقشوا حجة «خصوصية المجتمع السعودي»، التي بسببها منعت ممارسات طبيعية وإنسانية، وأيضاً ناقشوا دعوى «تحريم الاختلاط»، التي كانت سبباً في «تشكيل البيئة العامة السعودية بطريقة تتعارض مع العفوية الإنسانية». فيما أشاروا إلى الجدل حول تحريم الموسيقى وتوظيفه في الحملات «الشرسة» على هيئة الترفيه وأنشطتها. وأكدوا ضرورة الالتفات إلى مواطن الاختلاف في الشريعة، وأهمية احترام كل فرد اختيارات الآخر الفقهية، والتمييز بين الدين والتقاليد الاجتماعية، لأن الكثير من المحرمات الخاصة بالمرأة إنما هي «محرمات اجتماعية تم وضعها في قوالب دينية». وأشار الضيوف إلى تأثير القرار السياسي في الترفيه، وقالوا إن «المجتمع كان محروماً منه، بسبب قرار سياسي، ثم سُمح له به أيضاً بسبب قرار سياسي. وكان هناك تأكيد على ضرورة دعم القرار السياسي، ومواجهة الحملات التي تحاول تشويه الترفيه أو انتقاد التوجه الجديد للمملكة نحو رؤية 2030».