أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله في السر والعلن وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته عز وجل خاصة في شهر رمضان المبارك. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: "هذا هو شهر البركات والرحمات الذي تتجلى فيه النفوس الصافية وتصعد فيه الهمم الندية إلى معالي الإيمان ومعرفة الله سبحانه وتعالى، شهر تضيّق فيه منافذ الشياطين فتصفو عبادة المرء لربه ويلذ الأنس بكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، إنه شهر القرآن الكريم شهر الانكسار والمناجاة شهر التدبر والاعتبار والخشية؛ لأن المرء بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء، وهو بمثابة الروح للحياة والنور للهداية، خير جليس لا يمل حديثه وترداده، يزداد به المرء تجملًا وبهاءً، هو الكتاب الذي من قام يقرؤه كأنما خاطب الرحمن بالكلم (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) صدق الله العظيم. وبين فضيلته أنه لا يوجد أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته وسعادته في الدارين من تلاوة كتاب ربه آناء الليل وأطراف النهار وتدبره وإطالة النظر فيه وجمع الذكر على معاني آياته، فإن ذلكم يطلع العبد على جوامع الخير والشر وعلى حال أهلها ويريه صورة الدنيا في قلبه ويحضره بين الأمم السالفة ويريه أيام الله فيهم والمثلات التي حلت بهم أو قريبًا من دارهم, مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الكتاب فرقانًا بين الحق والباطل، من طلب الهدى منه أعزه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أذله الله، إنه النور الذي لا تطفأ مصابيحه والمنهاج الذي لا يضل ناهجه، هو معدن الإيمان وينبوع العلم ومائدة العلماء وربيع القلوب ودستور الحياة كلها والشفاء الذي ليس بعده داء، فهو كتاب محفوظ بحفظ الله له وهو يعلو ولا يعلى عليه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وقال الشيخ الشريم: "ولعل أمة الإسلام في هذا الشهر المبارك تعيش صورًا جديدة من التدبر والتأمل مع كتاب ربها بعد هذه الأحداث المتسارعة والزوابع المدلهمة لتقول بلسان حالها ما أشبه الليلة بالبارحة واليوم بالأمس وهاهو التاريخ يعيد نفسه ولسان حاله يقول لقد كنا نظن أن فرعون وقارون وهامان والنمرود وذا النواس شخوص طواها التاريخ فلن تتكرر على مرّ الزمان وإذا بأمة الإسلام تشاهد أكثر من فرعون يعيش بين ظهرانيهم ممن يستبيح الأرواح والأعراض، ممن علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم، لقد شاهدنا بأم أعيننا ممن هم من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا شاهدنا منهم القتل والتشريد، وشاهدت جموع المسلمين الظلم والاضطهاد واستباحة الأعراض، ورأينا من يدفن الناس وهم أحياء، ورأينا من يُنشرون بالمناشير ومن يحرقون بالنيران ودمروا البلاد والعباد انتقامًا وظلمًا وعدوانًا". وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن كل مسلم غيور له قلب ينبض وعين تطرف لا يتجاهل ما يلاقيه إخواننا المسلمون في ميامنار وما فعله عدوهم بهم من التنكيل والتقتيل، وفي بلاد الشام في سوريا الخلافة والأمجاد من صروف البطش والجور والطغيان، ولن تبرح جموع المسلمين حتى ترفع أكف الضراعة للواحد القهار أن ينصرهم على عدوهم عاجلًا غير آجل، ونسأل الله جل وعلا أن يكون هذا المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لبنة صالحة في استنهاض همم المسلمين للوقوف جنباً إلى جنب في نصرة قضايا المسلمين إنه سبحانه خير مسؤول. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله كونها أفضل مكتسب، ولأن طاعة الحق تبارك وتعالى أفضل عمل, حاضًا جموع المسلمين على اغتنام الفرصة في النصف الثاني من الشهر الفضيل والتقرب إلى المولى عز وجل بمزيد من الطاعات وفعل الخيرات . وقال فضيلته في خطبة الجمعة لقد انقضى من رمضان شطره واكتمل منه بدره ويوشك الضيف أن يرتحل, حاثًا المسلمين على الاجتهاد في الطاعات والعبادات فيما تبقى من شهر رمضان أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وأوضح فضيلته أن هذا الشهر هو شهر القبول والعتق والجود, وشهر الترقي والصعود, وأن باب الجنة مفتوح لمن أحب وأن لله عتقاء من النار في كل ليلة, منبهًا إلى عدم التقصير في هذا الشهر القصير . وبين فضيلة الشيخ صلاح البدير أن هذا أوان التوبة والاستغفار والأوبة والانكسار والتضرع والافتقار وأنه زمان إقالة العثار وغفران الأوزار والعتق من النار داعيًا المسلمين إلى المبادرة قبل فوات الأوان وانقضاء شهر رمضان .