قد تبدو هذه الفكرة صادمة عند البعض … بينما الحقيقة تفرض علينا تصديقها… لأن من يشتكي ويتذمر من السلبيين ليس لأن مجتمعه أو الحياة كذلك؛ بل لأن بيئته والمحيطون به يغلب عليهم السلبية. وهو من ساهم في جمعهم حوله شعر أم لم يشعر. جلساؤك في ديوانيتك، في سفرك، أصدقاؤك، زملاؤك، كل هؤلاء ليسوا مفروضين عليك، أنت من تختارهم، وتُبعد من تشاء في الوقت الذي تُريده. وقُل مثل ذلك عن مجموعاتك في الواتس أب، ومتابعاتك في وسائل التواصل، ومشاهداتك في الفضائيات. حتى بيئة العمل التي تقضي فيها معظم وقتك يمكن أن تُغيّرها.. تسألني كيف؟، أقول لك تستطيع متى ما أردت وجزمت، بعد استنفاد المحاولات في خلق بيئة إيجابية محفزة، فإذا غلب عليها النقد والتذمر، فلا تتردد في البحث عن البديل المناسب. نمر في حياتنا وتعاملاتنا اليومية مع البشر، بآلاف الأشخاص، الذين تختلف طباعهم، فتجد فيهم الرجل الكريم الشهم، وفيهم صاحب العلم، وفيهم الخبير والمُجرِب.. وعُدّ من الصفات التي تريدها فالحياة مليئة بالإيجابيين أمثالهم.. وفيهم أيضاً من يحمل من الصفات ما يُضاد تلك الصفات. فهل فكرت في فتح قنوات تواصل مع من ترى في صفاته ما يُنمي فكرك ومعرفتك ويزيد خبراتك… أم جعلت من نفسك مأوى تستقبل من يطرق بابك فقط… أترك الإجابة لك. الهالة التي حولك من البشر أنت من يُكونها، باستثناء قلة تفرضهم عليك الظروف من حولك، ربما يكونون من أقربائك أو غيرهم، وهؤلاء تستطيع أن تؤثر عليهم وإن لم يصلحوا فيمكن أن تقنن التواصل معهم بما لا يؤثر على واجباتك تجاههم. ولعلك تتساءل… ويحق لك.. لماذا كل ذلك؟ أقول لك: بأن من حولك هم من يؤثرون عليك .. وستجد مع مرور الوقت بأن طباعك قريبة من طباع جُلسائك، وهمومكم وتطلعاتكم متقاربة، فإن كانوا إيجابيين محفزين فهنيئاً لك فقد وضعت قدمك في الموضع الصحيح، وإن لم يكونوا كذلك فعزائي لك.