حلم كل موظف هو أن يعمل ضمن فريق عمل يديره رجل لا تفارق الابتسامة وجهه، ولا يؤخر ترقية لمستحق، ولا يطارد موظفيه باتصالاته خارج ساعات العمل، ويقاتل ليوفر لهم التدريب في العواصم العربية والعالمية، وعلاوة على كل ما سبق.. فإنه يقبل الأعذار الطبية من أي مستوصف في الحارة! وهذا النموذج من المدراء مهم جداً لمن هم في بداية حياتهم الوظيفية.. خصوصاً خريجي الجامعات. إن كان هذا هو حلمك، وإن كنت حديث التخرج وتحلم بمدير فيه الكثير مما سبق من الصفات، فأنصحك بالاستيقاظ! لأنك مقبل على عالم من واقع مختلف.. والسواد الأعظم من الناس يصطدم بحقيقة أن أبسط المهارات القيادية ليست موجودة لدى النسبة الكبرى من المدراء، وأنك ستعامل معاملة فيها الكثير من الفوقية، لترسيخ مهارة الرضوخ لديك! واعلم أن وسيلتك الوحيدة لإثارة إعجاب هؤلاء.. ولكي تتحول إلى أحد المقربين في وقت قياسي، هو أن تلعب دور المستمع حتى تعرف من هم حولك.. ومنها تنطلق لتعريفهم على قدراتك! وإن كنت ستعمل في بيئة طبية أو تسويقية، فعليك أن تهيئ نفسك من الآن لحقيقة أنك قد تعمل تحت إدارة امرأة، وأنا هنا سأكتفي بتقديم واجب المواساة.. دون خوض في التفاصيل! أعود للنموذج الأول وأقول: نصيحتي لك، لا تتوقف عند مرحلة صدمة الواقع، بل لملم ذاتك، واستعد وعيك وردد: الخطأ ليس مني، أنا تركت بلا تدريب، وأنا أتعامل مع بيئة عملية يقودها رجل لا يملك مهارات القيادة! والتي من أبسطها: الابتسام، التواصل، الاستماع، الهدوء، الالتزام، الإلهام.. وسأكتفي بهذا القدر، لأني أسمعك وأنت تهمس قائلاً: «أي هدوء وهو يزاعق علينا من آخر السيب.. ويهوش علينا قدام المراجعين»!! لا تستسلم لكل هذا، فهذا النمط من المدراء يعاني من حالة ذعر مزمن، وهو خائف أكثر منك، فاحرص على التواجد.. وإثبات التواجد في كل مرة، وقبل كل هذا، احرص على المبادرة فهي التي ستسهل لك مهمة تمرير رأيك في المستقبل، وسيكون محل حفاوة في يوم ما. لا أنكر أن هناك حالات مستعصية في الأنماط الإدارية، ولكن لا يمكن أن أنفي أن هناك حالات كثيرة من الأنماط الإدارية يمكن للموظف الشاب أن يدفعها إلى تطوير ذاتها ومن ثم تطوير بيئة العمل بالكامل. عندها سيتحول مديرك الأقشر.. إلى مديرك الحبّوب، المقتنع بأهمية رأيك، والمانح لمساحة لا بأس بها من الثقة على أقل تقدير. نصيحة أخيرة، تجنب رفقة السلبيين من قصيري الأنفاس، فهؤلاء لا يضيفون لمعرفتك ومهاراتك شيئاً، بل احرص على اكتساب الخبرة والمعرفة ممن تلتمس فيهم عزاء ولو بابتسامة. وتذكر دائماً أن المستقبل لك.. شرط أن تضعه نصب عينيك. Twitter: @abdullahsayel