أدَّى المصلون في المسجد الحرام مساء أمس صلاة خسوف القمر اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في أجواء إيمانية تبتهل فيها القلوب خاشعة متضرعة لبارئها وتتوسل إليه وترجوا مغفرته وعفوه ورضاه. وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي. وقد شهدت جنبات الحرم المكي الشريف وساحاته وتوسعاته الجديدة إقبال المصلين وسط تكامل جميع الاستعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي . الجدير بالذكر في كيفيه الصلاة أن يصلي الإمام بالناس ركعتين في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، ويطيل فيهما القراءة والركوع والسجود، وتكون القراءة الأولى أطول من الثانية، والركوع الأول أطول من الركوع الثاني، وهكذا القراءة في الركعة الثانية أقل من القراءة الثانية في الركعة الأولى، وهكذا الركوع في الركعة الثانية أخف من الركوعين في الأولى. وهكذا القراءة في الثانية من الركعة الثانية أخف من القراءة الأولى فيها، وهكذا الركوع الثاني فيها أخف من الركوع الأول فيها. أما السجدتان في الركعتين فيسن تطويلهما تطويلاً لا يشق على الناس؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام فعل ذلك، ثم بعد الصلاة يشرع للإمام إذا كان لديه علم أن يعظ الناس ويذكرهم ويخبرهم أن كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وأن المشروع للمسلمين عند ذلك الصلاة وكثرة الذكر والدعاء والتكبير والعتق والصدقة حتى ينكشف ما بهم. وكان خسوف القمر اليوم هو الأطول في القرن الحادي والعشرين، حيث سيستغرق الخسوف الكلي ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن سيسبقه وسيليه خسوف جزئي، مما يعني أن القمر سيمضي في المجمل 3 ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض.